تقارير

موقع "بلقيس" يلتقي أمهات المختطفين.. هذا ما يشعرن به في يوم عيد الأم

21/03/2022, 08:11:23
المصدر : قناة بلقيس - خاص

تعاني أمهات المختطفين والمخفيين قسراً، في المناطق الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي ، من فقدان الفرحة بمناسبة "عِيد الأم"، كون أبنائهن يقبعون في زنازين المليشيا، منذ سنوات بغير وجه حق. 

تحضر المناسبة السنوية وفرحة أمهات المختطفين معدومة، لكن أحلامهن بعودة أبنائهن لم تغبْ، برغم المذاق المُر لحالة الفقد، إضافة إلى فداحة الشعور بالحرمان. 

ملأت الغُصة، ومشاعر القهر، حديث أُم المختطف أحمد ناجي، الذي تخفيه مليشيا الحوثي في سجونها للعام الخامس على التوالي.

 تقول الأم لموقع "بلقيس": "بعد ما اختطف الحوثيون ابني أحمد، لا عاد عيد أم ولا هي دنيا، أنا خائفة يجي لي الموت، وعاد أحمد مسجون، نفسي أشم رائحته". 

تبدو مشاعر ارتباط الأم بأبنائها أقوى وأوثق من بقية العلاقات الأسرية، وغيرها من الارتباطات، رغماً عن بُعد مسافات الزمن والأمكنة. 

تعيش والدة المختفي قسراً "يوسف طاهر" ظروفاً صحية صعبة، نتيجة غياب فلذة كبدها منذ عامين، أمر تتضاعف فيه الأوجاع على الأم، بحلول المناسبة الغالية على قلب كل أم.

تقول والدة يوسف لموقع "بلقيس": "ابني هو نيني عيني، العيد والحياة في غيابه موحشة، ليل ونهار أهمه، أيامي كلها حُزن وبكاء عليه، أشتي أبصره قبل ما أموت، ويكون بخير إن شاء الله". 

ـ فرحة مسلوبة

يستشعر الأبناء مقدار البهجة الكبيرة، التي تنتظرها الأمهات منهم، في الـ"21" من مارس من كل عام، حيث يسعى أغلبيتهم منح أمهاتهم هدايا رمزية بالمناسبة، إضافة إلى تبادل عبارات التهاني، كوسيلة لإدخال الفرح والسرور على قلوب الأمهات. 

تلك الفرحة التي سلبتها المليشيا الحوثية من قلوب بعض الأمهات، بسبب اختطاف أبنائهن وإخفائهم، حيث أثقلت قلوبهن بالأحزان، وتبدلت مظاهرهن وملامحهن بكم وافر من الدموع ومعاناة الغياب القسري. 

والدة المختطف "أنور حسن"، الذي تخفيه المليشيا خلف قضبان سجونها، منذ ما يقارب "4" سنوات، شكت جرحها الغائر في القلب، بقولها لموقع "بلقيس": "أتذكّر كل حاجة من ولدي، في هذا اليوم، وقهري يزيد على غيابه، الحوثيين أوجعوا قلبي وعمري، لما اختطفوه، الله يرده لي بالسلامة". 

يغلب طابع الحزن على ملامح كثير من أمهات المختطفين، وتسيطر حالة من الخوف لدى بعضهن، من قسوة التعذيب التي تمارسها المليشيا بحق المختطفين ظلما.

والدة أحد المختطفين في سجون الحوثي قالت لموقع "بلقيس": "يعذبوا عيالنا بالسجن، ويقهروهم، لا رحمة بهم ولا شفقة بنا، أكبر عيد عندي لما يخرج ابني من الحبس".

ـ صبورات

تحاول بعض أمهات المخفيين والمختطفين أن يعصمن قلوبهن بالصبر، جراء ما حدث لأبنائهن، خصوصاً في مناسبة "عيد الأم"، كونها شديدة التذكير لهن بكافة تفاصيل فلذات أكبادهن المخطوفين، ويعزمن بثبات على متابعة قضاياهم، وفقاً للوسائل والإمكانيات المتاحة، في سبيل تحريرهم من قضبان سجون المليشيا. 

والدة المختطف "عصام عبادي"، تقول لموقع "بلقيس": "أتابع عند الذين نعرفهم، من شأن يخرج من السجن، شلوه هكذا لا له ولا عليه، كله باطل". 

وتجد رابطة أمهات المختطفين والمخفيين في مناسبة عيد الأم فرصة مواتيه للتعبير عن مظلوميتها، إذ تطالب -بمناشداتها العاجلة- العالم بالضغط على الحوثيين، للإفراج عن أبنائها.

يقبع آلاف المختطفين في السجون السرية للمليشيا، والدة أحد المختطفين، وهي على صلة بالرابطة، فضلت عدم الكشف عن هويتها لأسباب أمنية، كونها تعيش في مناطق سيطرة المليشيا، تقول لموقع "بلقيس": "ننظم وقفات احتجاجية، نطالب فيها بالإفراج عن أبنائنا المسجونين ظلماً عند الحوثي، المخفيون كثيرون في سجونهم". 

ـ ضحايا الصراع

يلامس الحزن العميق باستمرار مشاعر كل أُم اختطف ابنها، لتغرق فيه مع مرور كل مناسبة لعيد الأم، وتحديداً مذ سيطرة الانقلابيين الحوثي على السلطة في البلاد، إذ يُعتبر هؤلاء المخفيون ضحايا حقيقيين لعملية الصراع المستمرة منذ ما يقارب "8" سنوات. 

الناشط الحقوقي "ب.ج"، يقول لموقع "بلقيس": "من خلال عملية الرصد، التي نقوم بها، للمختطفين في مناطق سيطرة الحوثي، هناك اختطافات كثيرة ودائمة بما فيها محافظة صعدة معقل الجماعة الأصلي، المخفيون هم ضحايا الصراع". 

ولم تحظَ قضية المختطفين بأي اهتمام يذكر، إذ تتجاهل كافة الجهات قضاياهم، ما يجعلهم أكثر عرضة للتعذيب، إزاء الصمت المستمر من قِبل الجهات الفاعلة، تأمل بعض أمهات المختطفين في أن يتم الإفراج عن جميع أبنائهن عاجلا. 

تقارير

لقاءات دبلوماسية مكثفة.. هل ما زال الوقت متاحًا لحل أزمة اليمن من خلال التحركات السياسية؟

في ظل التصعيد الأمريكي ضد ميليشيا الحوثي، تجري على الجانب الآخر لقاءات سياسية ودبلوماسية، تعكس ربما رغبة الأطراف في تنشيط المسار السياسي لحل الأزمة في اليمن، حيث عقد وزير الخارجية السعودي، فيصل بن فرحان، لقاءً مع نظيره العُماني، لبحث التطورات الجارية في المنطقة، والمتصلة بالقضايا الإقليمية والدولية، والجهود المبذولة لمعالجتها.

تقارير

مأرب.. فتيات مهاجرات عالقات تحت نيران الحرب والاستغلال والجوع

تعيش الفتيات الأفريقيات المهاجرات في اليمن ظروفًا إنسانية قاسية بين مقصلة الاستغلال والتعذيب من جهة، وبين معاناة الجوع والحرب والبرد من جهة أخرى. فقد وجدن أنفسهن عالقات بين صعوبات منعت عودتهن إلى ديار فررن منها بسبب الحروب

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.