تقارير
موقع "بلقيس" يوثق ما خلفته الأمطار في مخيمات "الرويك" بمأرب (صور)
- علياء نجت بأطفالها وفقدت غذاءهم ودفاءهم وجعيل يفقد بندقيّته
- سيول وأمطار تعلن موسم الصيف، وانطلاق جحيم النازحين وسط تجاهل المنظمات وتناسي السلطات
نجت علياء -نازحة من محافظة الجوف إلى مخيم "الرويك" شرق مأرب- بأطفالها الأربعة، وتركت السيول التي اجتاحت خيامهم تأخذ ما تستطيع من خيمتها، التي نصبتها قبل عامين وسط صحراء "الرويك"، شرق مأرب.
تقول علياء محمد (35 عاما) إن الأمطار الغزيرة فاجأتهم في مخيمهم لتأتي بعدها سيول وتجتاح خيام النازحين بما فيها، وأغرقتها بالمياه.
النازحة علياء من محافظة الجوف حلت في صحراء "الرويك" مع أطفالها الأربعة في خيمة واحدة، تضررت من السيول والأمطار، التي أتلفت غذاء أطفالها ودفاءهم.
"غرقت كل الفرش والبطانيات، والأكل والدقيق بالماء، ثم سقطت الخيمة، وأخذها السيل مسافة عن مكانها، وتقطعت كثيرا، وها نحن نخيطها لنعيدها، ونعيش عليها"، تقول علياء وهي حاملة طفلها الأخير البالغ من العمر عاما واحدا.
وقالت الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النزوح في مأرب، في بيان لها، إن 60 أسرة تضررت، منها 36 كليا و24 جزئيا، جراء السيول والأمطار التي أجتاحت مخيمي "الرويك" و"أبو جنب".
علياء استعادت فرشها وبطانياتها من بين الماء والرمال، وعملت على تجفيفها على حبال الخيام، التي أعاد ساكنوها تركيبها، استعدادا للعيش من جديد تحت ظلها الوحيد.
10 خيام أخرى تسكنها عشر أسر إلى جانب أسرة علياء، وضعها متشابه تماما، وكلهم أتلفت الأمطار والسيول غذاءهم ودفاءهم ومساكنهم في صحراء مفتوحة وقاسية.
"بقينا في خيمة بعيدة لم يصلها الماء حتى الصباح، دون أن ننام، فيما أطفالي على حضني، والآن نعيد تركيب خيامنا، ونغسل ملابس ودفاء الأطفال، فيما بقية النازحين باتوا في العراء حتى الصباح"، الكلام لعلياء.
وبحسب الوحدة التنفيذية لإدارة النازحين، يسكن مخيمي الرويك وأبو جنب 1200 نازح ونازحة، أغلبهم من أبناء محافظة الجوف.
وأشارت الوحدة إلى أنها اطلقت نداء للمنظمات الإغاثية لمساعدة المتضررين من السيول والأمطار.
إلى ذلك، ذكرت وحدة النازحين أن الاحتياجات، التي رصدتها للنازحين بعد تضررهم من الأمطار، هي: الخيام، والغذاء، والدواء، والحماية، كأولوية هامة لهم.
مندوب الإغاثة في مخيمات "الرويك"،التابع للوحدة التنفيذية، عبد الفتاح الحميدي، قال في تصريح لموقع "بلقيس" إن أضرار السيول والأمطار تسببت بفقد النازحين طعامهم ودفائهم، وتركتهم في العراء.
وقال الحميدي إن المنظمات الإغاثية لم تتدخل حتى الآن، رغم مرور أكثر من 40 ساعة على الحادثة، مشيرا إلى أن دور سلطات محافظة الجوف أيضا غائب، وهو ما يثير استغراب الكثير -بحسب الحميدي- حول تجاهل سلطات المحافظة أوضاع أبنائها النازحين.
وتساءل ما دور هذه السلطة النازحة في مأرب؟
صالح جعمل (70 عاما) لم تنج بندقيته القديمة كما نجت علياء بأطفالها، بل أدخلت المياه الرمال إلى بطن بندقيته، وعبثت بها الرياح، وأسقطتها من معلقها، كما يقول.
ولم يفقد جعمل بندقيّته وحسب، بل فقد خيمته، وإلى جواره 6 خيام أخرى في مخيمهم الواقع على أطراف "أبو جنب"، الذي يبعد حوالي 10 كم عن مخيم "الرويك الشرقي".
لتبقى المعاناة هي المصاحب الوحيد للنازحين في صحارى مأرب والجوف، في ظل تجاهل المنظمات، وتناسي السلطات أوضاعهم المزرية.