تقارير
احتجاجات القبائل.. هل هي بداية إسقاط مليشيا الحوثي من الداخل؟
تتواصل في صنعاء احتجاجات قبلية تطالب بمحاكمة المشرفين الحوثيين المتورطين في قتل مواطنين أبرياء ومشايخ ووجهاء.
لكن، في المقابل تحاول المليشيا حماية مشرفيها من القصاص من خلال تمييع قضاياهم بحكم امتلاكها القوة، وسطوتها على الجهاز القضائي.
خلال الأيام الماضية، شهدت صنعاء احتجاجات لقبائل بني مطر، وقبل ذلك احتجاجات لقبائل إب للمطالبة برفع الحماية عن مشرفين أو متنفذين حوثيين متهمين بجرائم قتل.
تكشف هذه الاحتجاجات عن وجه مظلم لسياسات الحوثيين، تتمثل في الاستهانة المفرطة بدماء اليمنيين والقبيلة اليمنية، والنظر للقبيلة كمخزون بشري تستخدمها في حروبها، ولا تعترف لها بأي حقوق أبدا.
الحوثيون، من خلال تعمّدهم إثارة النعرات القبلية، ودفع القبائل إلى الاقتتال فيما بينها، يسعون إلى إضعاف النسيج الاجتماعي، وتفكيك البنية القبلية، محوّلين القبيلة من قوه فعّالة ومؤثرة في المشهد اليمني إلى مجرد أداة طائعة بيدهم، وهي سياسة خطيرة تهدد السلم الأهلي، وتخلق ثارات طويلة الأمد، وهناك شواهد كثيرة على ذلك.
- سقوط الحوثي من الداخل
يقول المحلل السياسي الدكتور عادل الشجاع: "القبيلة دائما تفكر بطريقة برجماتية، بمعنى أنها تفكر بما يحقق مصلحتها ودائما هي تكون مع الطرف الأقوى، وحينما تشعر بأن هذا الطرف بدأ يترنح فإنها تساعد على إسقاطه".
وأضاف: "القبيلة اليوم تدرك تمام الإدراك أن الحوثي يلفظ أنفاسه الأخيرة، وهناك -لا شك- أيضا تواصل مع شيوخ القبائل للمرحلة القادمة، وما شهدناه من توجه للقبيلة، أو مسارعة للقبيلة للوقوف مع الحوثي مع دخوله إلى صنعاء، هي اليوم ستسلك نفس النهج في إسقاطه، وكما أدخلته سوف تعمل على إخراجه".
وتابع: "منذ مرحلة بعيدة، كانت القبيلة تحاول أن تفك عضد هذه الجماعة، ودارت الكثير من المواجهات بين القبائل ومليشيا الحوثي، لكن القبائل تُركت وحيدة في ميدان المواجهة، ثم بعد ذلك تراجعت؛ لأنها دوما تفكر بطريقة برجماتية بما يخدم مصالحها، ولا تضحي بنفسها مطلقا".
وأردف: "ما يجري في هذه الأيام هو بداية لانهيار الحوثي، وإسقاطه من الداخل".
- منظمة إجرامية
يقول الصحفي سلمان المقرمي: "مليشيا الحوثي منظمة إجرامية، غير قادرة على أن تكون منظمة طبيعية، أو مكونا يمنيا طبيعيا".
وأضاف: "نحن نعرف أن الحوثيين يمثلون ويجسدون الاحتلال الإيراني، ويقومون بقمع المجتمع، وشاهدنا كيف كان النظام السوري، وهي الطبيعة الإجرامية، سواء من ناحية إيديولوجية، أو من ناحية عضوية، أو من ناحية التركيب والمصالح والأموال".
وتابع: "كل هذه تجعل الحوثي منظمة غير طبيعية لا تتعايش مع المجتمع، وترى المجتمع عدوا وخصما".
وأردف: "نحن -كيمنيين- نواجه بطش الحوثيين وأذاهم واعتداءاتهم، واحتلالهم، نرى أنهم مكون غير طبيعي يعبِّر عن إرادة خارجية بحتة، لديهم جذور في الموروث الزيدي الجارودي، الذي يكفِّر المجتمع اليمني، ويتعامل معه على أنه مستباح الدم والمال".
وزاد: "هذه المليشيا، كما رأيناها مثلاً في قضية الشيخ أبو شعر الذي قتل قبل عدة أيام في صنعاء، ترى أنه كان هو المخطئ، والمجرم بطبيعته لا يبحث عن مبرر، والمليشيا ليست جهة ممثلة للعدالة، فالجهة التي تمثل العدالة هي التي تبحث عن أعذار أو مبررات لجرائمها، بينما الجهة الإجرامية -كما رأينا في سجن صيدنايا- حيث كانت هناك امرأة عمرها 85، وهذا لا يمكنك أن تبحث له عن مبرر، غير طبيعة التكوين الإجرامي على الاستعلاء، وعلى قتل المجتمع واستباحة المجتمع".
وقال: "احتجاجات ومطالب القبائل ستزيد، وستصل إلى مطالب وطنية؛ بمعنى أنها ستهدد استقرار سلطة الحوثيين، وستساعد في زعزعة نظامهم وسلطتهم".
- أخذ الثأر
يقول الضابط في الجيش الوطني، العقيد محمد صالح: "القبائل قادرة على أخذ ثأرها من الحوثي، وأخذ جميع حقوقها، ولكن ما تقوم به المليشيات الحوثية، منذ 2014 حتى الآن، هي محاولات لاختراق القبيلة اليمنية، من خلال خلخلتها من الداخل، وتعمل على دس الثأر فيما بين القبائل، لكي تستطيع الحكم عليها، وتمرير كل جرائمها".
وأضاف: "إذا القبيلة اليمنية استنهضت هممها، وجمعت مقدراتها، فهي تستطيع أن تأخذ بحقها، وتأخذ بثأرها من هذه المليشيا".
وتابع: "مليشيا الحوثي تعرف أنه متى ما القبائل قامت واستنهضت هممها سوف يزول هذا المشروع، وستأخذ بحق اليمنيين".
وأردف: "ما قامت به المليشيا، خلال الفترة الماضية منذ 2014 حتى الآن، من صناعة الثارات بين القبائل، وزرع المشاكل لكي لا تنهض القبيلة بمسؤولية في حماية أبنائها، وأخذ حقوقها كاملة، هي أساليب من أجل ضمان سيطرة المليشيا على القبيلة".
وزاد: "القبيلة مدركة لكل هذه الأساليب التي يتخذها الحوثيون؛ من محاولة تفكيك النسيج الاجتماعي لديها، ومحاولة إثارة بعضها على بعض، ولديها الوعي الكامل بهذا المشروع الحوثي، وقد تبيَّنت لها الحقائق من خلال من كانوا يخدمون الحوثي، ومشروعه، من أبناء القبائل، وعندما تم الاستغناء عنهم، مارست مليشيا الحوثي بحقهم شتى أساليب القتل والترهيب".