تقارير

الانتقالي يلوح باستخدام القوة.. ما مدى قدرة القوى المحلية على تجنيب حضرموت سيناريوهات العنف؟

28/07/2025, 07:28:20

تقف محافظة حضرموت، الاوسع مساحة والأكثر ثراء في، اليوم، عند مفترق طرق حاسمة، بعدما لوح المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتيا باستخدام القوة لفرض ما يسميه الإرادة الجنوبية.

تصعيد الانتقالي يأتي في وقت تزداد فيه حدة الاستقطابات بين القوى المحلية، وحسابات التحالف الإقليمي، حيث يكشف هذا التلويح العسكري الذي عبر عنه رئيس الهيئة التنفيذية للانتقالي في حضرموت، سعيد أحمد المحمدي، انتقال الخطاب من دائرة السياسة إلى ميدان فرض الأمر الواقع.

محافظة حضرموت التي بقيت نسبيا خارج أتون الحرب، تتحول تدريجيا إلى ساحة صراع نفوذ، حيث تتقاطع مشاريع الإقليم، مع الأجندة الداخلية في المحافظة، الأمر الذي يهدد بانفجار مواجهة جديدة، وسط تساؤل حول قدرة القوى المحلية على تجنيب حضرموت سيناريوهات العنف؟ فالشارع الحضرمي يبدو ممزقا بين قوى رئيسية، الانتقالي، والشرعية، وحلف القبائل، وكل منها يملك خطابا مختلفا ورؤية متعارضة حول مستقبل الإقليم.

المشروع الحضرمي

يقول الصحفي نشوان العثماني، إن حضرموت كما هو معروف، أنها محافظة مترامية الأطراف، وهي ضمن الجنوب، ولكن ايضا في الأثناء هناك المشروع الحضرمي الذي إما يقرأ بحضرميته، أو يقرأ في سياق آخر إقليميا، في هذه المرحلة بالذات.

وأضاف: لا أرى أن فرض أمر واقع سيتم في حضرموت، مع أن الفرقاء اليمنيين عادة، جنوبا أو شمالا، هم لا يعرفون غير لغة واحدة، وهي فرض الأمر الواقع دائما بالقوة العسكرية، ولكن فرض أمر واقع على هذا النحو، لن يتم إلا بإيعاز إقليمي، أو من نوع ما خارج البلد.

وتابع: المجلس الانتقالي الجنوبي بتعريفه، أنه هو الحامل حاليا كما يفترض أن يكون للقضية الجنوبية، شريطة أن يقود حوار ذات تكافؤ، مع بقية الفرقاء جنوبا، وألوان الطيف الذي تشكل امتداد ومساحة الحرك الجنوبي.

وأردف: إذا نجح الانتقالي في هذه النقطة بالذات، سيشكل تمددا واتساعا، وبالتالي من البديهي أن تكون حضرموت في هذه الجملة السياسية، ضمن الجنوب، وضمن هذه الرافعة التي يفترض أن تذهب بعيدا، ولكن الانتقالي تعثر في الأثناء عن أن يخوض حوارا ذا تكافؤ مع بقية المكونات، وهو ما خلق في الساحة جديدا، خلال الأشهر الماضية، يدخل في مسألة الحكم الذاتي للمحافظة.

وزاد: حضرموت بثرواتها بامتدادها بالأطماع المتركزة عليها أو على أرضها، لا شك أن الانتقالي يصعب عليه أن يحسم المعركة عسكريا، أما التصريحات الأخيرة، فهي تفهم أنها ضمن البروباجندا والصراع الإعلامي.

حراك متصاعد

يقول الصحفي عبد الجبار الجريري، إن دلالة هذا التصعيد وهذه التصريحات الحادة والنارية، التي أطلقها رئيس المجلس الانتقالي بمحافظة حضرموت، تأتي في ظل الحراك الحضرمي المتصاعد اليوم، الذي يتزعمه حلف قبائل الحضرموت.

وأضاف: حلف قبائل حضرموت، بدأ في فتح معسكرات تدريبية، من خلال قوات حماية حضرموت، والتي يراد من خلالها، أن تؤمن كافة حضرموت، وأعتقد أن المجلس الانتقالي، لا يرغب بهذا ويريد أن يستحوذ على المحافظة الغنية بالنفط والثروات المتعددة، كما استحوذ على محافظات، عدن، وأبين، وشبوة، وسقطرى.

وتابع: المجلس الانتقالي الذي قدّم نموذجا فاشلا في تلك المحافظات التي يسيطر عليها، اليوم، يريد أن يقدم نفس النموذج الفاشل في محافظة حضرموت، التي هي بعيدة كل البعد عن الصراعات العسكرية، وعن الفوضى التي تشهدها المناطق الواقعة تحت سيطرة الانتقالي.

وأردف: أنا أريد القول، بأنه يفترض بالمجلس الانتقالي، بدلا من أن يدعو إلى حشد القوات العسكرية، والهجوم على محافظة حضرموت، والاعتداء على أبناء محافظة حضرموت، عليه أن يفكر مليا في كيفية إنقاذ المحافظات الواقعة تحت سيطرته من الأزمات التي تؤرقها.

وزاد: عدن التي اليوم تغرق في المجاري، وتغرق في الظلام الدامس، ماذا قدم المجلس الانتقالي لمعالجة هذه القضايا؟ لم يقدم شيء وبالتالي أراد أن يهرب من هذا الواقع الكارثي الذي أسسه في هذه المحافظات، من خلال التصعيد في محافظة حضرموت.

وقال: هذه الدعوات والتهديدات التي يطلقها الانتقالي، لن تجدي نفعا في محافظة حضرموت، خاصه مع عدم وجود الحاضنة الشعبية للمجلس الانتقالي، في المحافظة، وأغلبيه أبناء حضرموت، يؤيدون فكرة الحكم الذاتي، التي ينادي بها حلف القبائل، ويرون أن هذا الخيار، هو الخيار الأمثل، لإخراج محافظة حضرموت من كل هذه الصراعات التي تحدث في البلاد.

خيارات ضيقة

يقول الباحث والكاتب السياسي، هشام الكاف، إن التصريحات التي أطلقها المجلس الانتقالي، في محافظة حضرموت، اليوم، بخصوص ما يمكن أن يقدمه في الجانب العسكري، يأتي تصعيدا للمشهد السياسي المحتدم داخل المحافظة، والذي انتقلت اليه العدوى التي كانت في عدن وبقية المحافظات الأخرى.

وأضاف: منذ يوليو 2024م، دخلت هذه المحافظة في معمعة سياسية كبيرة، بين السلطة المحلية، والمجلس الانتقالي، وحلف قبائل حضرموت، ويأتي هذا التصريح في ظل هذا الاحتدام السياسي والإعلامي الكبير بين الطرفين.

وتابع: خيارات المجلس الانتقالي، اليوم، باتت ضيقة إلى حد كبير، وصار لزاما عليه أن يقوم بما يمكن أن يقوم به، إذا رأى أن هذا الطريق الصحيح، وانا أعتقد أن هذه التصريحات، هي ليست تصريحات إعلامية لجذب الانتباه، بقدر ما هي محاولة من المجلس الانتقالي، أن يظهر قويا، بعد أن أثبت خلال الفترة الماضية، أنه مصاب ببعض الهشاشة، والإشكاليات، خصوصا وأنه صار، اليوم، جزءا من السلطة وليس جزءا من المعارضة.

وأردف: هذا التصريح جعل المشهد السياسي داخل المحافظة، يبدو عاتما أكثر من أنه يبدو واضحا.

تقارير

بعد التشدد في التهم المنسوبة إليه.. ما وراء إطلاق سراح الشيخ الزايدي؟

قبل أيام، احتُجز أحد المشايخ القبليين الموالين لمليشيا الحوثي أثناء محاولته مغادرة البلاد من مناطق سيطرة الحكومة الشرعية، ثم أُطلِق سراحه لاحقًا، ليحتدم النقاش والجدل حول الحادثة وملابسات إطلاق سراح المحتجز.

تقارير

هل يُعكس تعافي الريال تحسُّنًا اقتصاديًا حقيقيًا، أم أنه خداعٌ ومضاربةٌ مكشوفة؟

شهد الشارعُ اليمني في الآونةِ الأخيرةِ تراجعًا ملحوظًا ومفاجئًا في سعرِ صرفِ الدولارِ مقابلَ الريال، حيثُ انخفضَ في مناطقِ الحكومةِ المعترفِ بها دوليًا إلى ما دون 2000 ريال، بعد أن لامسَ سابقًا حاجزَ 3000 ريالٍ يمنيٍّ للدولارِ الواحد.

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.