تقارير
الآيس كريم.. مهنة الصيف المربحة في عدن
قبل 14 عاماً، بدأ منيف عبد الله -من سكان محافظة عدن- رحلة التجوال مع مهنة الآيسكريم في أزقة وأحياء مدينة المنصورة، وسط مدينة عدن، بحثاً عن المال لسد احتياجات أسرته المكوّنة من بنتين وأمهما، فهو لا يملك دخلا ثابتا غير ما يجنيه من عرق التجوال في النّهار.
يمثل فصل الصيف الفرصة الذهبية لمنيف عبد الله في عدن ذات الطبيعة الساحلية الملتهبة، حيث تشهد تجارة الآيس كريم رواجا كبيرا، حيث يُقبل الناس عليها للتخفيف من حرارة الأجواء في المدينة.
يقول منيف لموقع "بلقيس" إن توقف التعليم في المدارس، جراء العطلة الصيفية، أثر على درجة الإقبال على الشراء، لكن لم يتأثر كليا، فلا يزال يكسب من هذه المهنة من خلال بيعها، لكن بكمية تقل عن أيام التعليم.
-تكاليف باهظة
يصف منيف العمل قبل الحرب بالأفضل عمّا هو عليه الآن، حيث كانت الشركة، التي يأخذ منها المنتج، تتحمل التالف من الآيس كريم، في حين ترفض الشركة نفسها إعادته حاليا، فهو يتحمّل نتاج ذلك، بالإضافة إلى استئجار عربة الآيس كريم ب1300 ريال في اليوم الواحد، ناهيك عن القوالب والآيس كريم التي يدفع تكاليفها نقدا.
منذ قدومه عدن من تعز قبل عامين، يتجوّل بلال إبراهيم في مدينة الشيخ عثمان عن طريق دراجته لبيع مادة الآيس كريم، وهو يشعر بالرضا عن المردود الذي يجده خلال ساعات النهار في شوارع المدينة، إذ يبع من 30 - 40 حبه يومياً، وذلك لتمكّنه من إعالة أسرته التي تقطن بعيدا عنه في تعز.
-قولب لحفظ البرودة
لكن بلال يقول لموقع "بلقيس" إن للعمل تحت أشعة الشمس الملتهبة في النهار، وانقطاعات الكهرباء المتكررة، مشاكل في فصل الصيف، فيضطر إلى تحميل قوالب ثلج، وذلك للحفاظ على برودة الآيس كريم، حيث يتعامل مع شركة النجاح، وبدلا من استئجار قوالب التبريد، يقوم بقطع صفايح السمن، وصناعتها كحاوية بديلة للقوالب.
حيث إن الشركة لا تقبل إعادة التالف من الآيس كريم الذائب، لذلك يقوم أحيانا بتوزيعه على الأطفال مجانا.
- عمل الصيف
"هي مهنة الصيف"، بهاتين الكلمتين افتتح أدهم سيف حديثه لموقع "بلقيس"، وذاك ردا عن سؤال حول كيفية العمل هذه الأيام في منتج الآيس كريم.
وأضاف أدهم "العمل يبدأ الساعه السابعة يوميا وحتى الرابعة عصرا، ويختلف البيع من يوم إلى آخر، أحيانا نكسب، وأحيانا نتعرّض للخسارة، ومتوسط ما نبيعه يوميا من سبعة آلاف إلى عشرة آلاف ريال، حيث إن الأسعار مرتفعة هذه الأيام، بسبب العملة".
ويوضح أدهم أن بيع الآيس كريم يقتصر على فصل الصيف، حيث ترتفع درجة الحاجة إليه، ويكون المردود جيدا، بخلاف فصل الشتاء، حيث يضطر إلى العمل في مهنة أخرى، أو يعود إلى مسقط رأسه.
ويتابع أدهم حديثه "العمل جميل رغم متاعب الحر، لكن العائد الذي نتحصله ليس كما كان قبل الحرب، حيث كانت حالة الناس المادية أفضل، الآن وضع الناس الاقتصادي خفف من شراء الآيس كريم عما كان عليه قبل سنوات الحرب، حيث بات الناس يفكرون في توفير المتطلبات الأساسية، التي يحتاجونها، بعيدا عن الكماليات".