تقارير

الدكتور حمود العودي في حلقته(1): مقتل الإمام يحيى كان حدثا مرعبا بأذهان الناس

08/04/2023, 14:19:06
المصدر : خاص

يقول المفكر السياسي والأكاديمي، الدكتور حمود العودي، لبرنامج "الشاهد 3" في حلقته الأولى على قناة "بلقيس": "ولدت في سنة الطيارات كما يقال، لأننا في اليمن، لا سيما في الريف، دائما تسجل الأحداث وتؤرخ بوقائع أكثر مما تحفظ كتواريخ، وسنة الطيارات تعني عندما شاهد اليمنيون الطائرات لأول مرة، عندما ضربت طائرات الحلفاء في قعطبة والضالع والحديدة في أواخر الحرب العالمية الثانية تقريبا 1944م".

وأضاف: "نظام الإمام يحيى حميد الدين كان يقف مع دول المحور بقيادة ألمانيا وإيطالية في الحرب العالمية الثانية ضد دول الحلفاء بقيادة بريطانيا وأمريكا، وكانت اليمن من أوائل الدول التي أعلنت اعترافها بالاتحاد السوفييتي".

- السفر في عهد الإمامة

يقول الدكتور حمود العودي: "كان والدي شخصية اجتماعية، ووالدتي زوجته الثانية، وهي من منطقة قعطبة، ورافقت والدتي خلال زيارتها إلى صنعاء لزيارة والديها قبيل الثورة الدستورية في 1948م، بواسطة الحمير، فلم يكن هناك سيارات، واستغرق السفر أسبوعا كاملا من منطقة العود في محافظة إب إلى صنعاء".

وأشار إلى أنه -في رحلته إلى صنعاء- سقط عدة مرات من على ظهر الحمار؛ بسبب وعورة الطريق، وأصيب بمرض الجارديا، ولم يكن هناك علاج".

وقال: "إن المسافر بين يريم وصنعاء بواسطة الحمار كان يصل صنعاء قبل شاحنات نقل البضائع الكبيرة".

وأضاف: "عندما وصلنا إلى صنعاء كانت المفاجأة كبيرة؛ باعتبار إنسان جاء من قرية تعتبر صدمة حضارية كما يقولون، وصنعاء تحفة تاريخية كانت وما تزال وستظل إذا ما أحبها أهلها وخدموها، بصرف النظر عمّن يزورها لأول مرة أو من يقيم فيها".

وأردف: "أدهشتني صنعاء في زيارتي الأولى، ولفت انتباهي المدرسة الوحيدة في اليمن، وبعد 3 أشهر من بقائنا في صنعاء سافرنا إلى المحويت، واستغرق السفر 3 أيام، ولم نعد إلى منطقتنا في إب إلا بعد سنة كاملة".

وزاد: "أثناء عودتنا من المحويت إلى بلادنا مرورا بصنعاء كان والدي في بيت جدي بصنعاء مع أحد إخواني، ولم نكن نعرف سبب سفره إليها، وأخبرنا أن نسبق بالعودة إلى قريتنا في إب، وبقي هو وأخي الكبير في هناك".

- مقتل الإمام يحيى حميد الدين

يقول المفكر السياسي، د. حمود العودي: "وصلنا البلاد، وقامت ثورة 1948م، وكان لوالدي دور كبير في حماية صنعاء عندما اقتحمت القبائل المدينة، ونهبت البيوت عقب فشل الثورة".

وأشار إلى أن "مقتل الإمام يحيى كان حدثا مرعبا في أذهان الناس، لأن صورة الإمام المرسومة في أذهان الناس كانت غير عادية، ومحاطة بالكثير من الأوهام والخرافات،  وبدأ الناس يفكرون بأن الأمام هذا ليس كما يقال بأنه الذي لا تخترقه الرصاص، وأنه يتحكم بالجن والإنس، وأنه محروس من الله".

وأفاد بأنه "عندما قام القردعي والحسيني بقتل الإمام، تغيَّرت فكرة الناس بالإمام، وكانت بمثابة هزة عنيفة في وجدان المجتمع".

ولفت إلى أن "والده كان متشيِّعا للإمام قبل أن يصبح خصما لدودا لبيت حميد الدين، وكان جده ضمن المقاتلين في صفوف الإمام يحيى ضد الأتراك، وكان شيخا للعزلة".

وقال: "والدي ورث المشيخة عن جدي، وحظي بالرعاية من الإمام، وبدلا من أن كان جدي شيخا لعزلة واحدة منح والدي أن يكون شيخا لخمس عزل؛ لأنه كان الولد الوحيد للشهيد".

وتابع: "لدينا أوراق ووثائق ومكاتبات والدي مع يحيى بن محمد عباس، الذي كان قائد الجيوش في الحرب مع الإنجليز في منطقة قعطبة ولحج والضالع، كان الوالد يكتب فيها الولد المحب الشيخ صالح علي العودي، وكان ضمن المقاتلين في صفوف الإمام في كل مكان".

وزاد: "عندما كان بيت حميد الدين في حالة حرب مع الأتراك، كانوا يحرصون على أن أي شخص يقف معهم يحظى بكل الرعاية والمكانة والتقدير، وعندما استقرت الأحوال، وأصبحت الدولة مستقرة، وأصبح هؤلاء الذين قاتلوا مع الأمام لهم مكانة في المجتمع ودور، بدأ الإمام يخشاهم، وحاول البحث عن كيفية أن يحد من مكانتهم في المجتمع، خصوصا وأنهم كانوا يمثلون مصدر نقد، وعدم الرضا عما يجري من قِبل بيت حميد الدين من مظالم وغيرها".

- بخل الإمام ومجاعة الشعب

يشير الدكتور العودي إلى أن "المجاعة، التي اجتاحت البلاد؛ بسبب أن الإمام أثناء الحرب العالمية باع كافة مخزون الدولة من الغذاء إلى عدن عبر وكلائه من التجار؛ كون البريطانيين بسبب الحرب كانوا يمرون بأزمة غذاء، وكذلك المواطنون وجدوا أن الأمر فيه ربح، ولجأوا لبيع محاصيلهم وشراء الأقمشة، ولم يتوقعوا بأنها ستكون هناك أزمة غذاء قادمة".

وقال: "في العام القادم، وقع جفاف في الطعام والغذاء، وكانت الدولة معها أموال، ولا يوجد معها مخزون من الغذاء، أما المواطن لا غذاء ولا فلوس".

وأضاف: "بعض العقلاء تقدموا للإمام وقالوا له: يا مولانا الناس في مجاعة، تهامة رحلت إلى صنعاء، والوضع مزري، ورحل الناس إلى المدن، والطعام نفد؛ لأنه صُدّر لجيوش الحلفاء، والآن الحرب انتهت، والسلام موجود، ممكن أن نشتري طعاما، وكان الإمام حينها لديه في دار السعادة نحو مليار دولار من قيمة ما باعه"، مؤكدا أن "هذا كلام موجود ومثبت".

وأوضح أنه عندما طلب من الإمام شراء الغذاء، قال لهم: "لا تعترضوا حكمة الله في خلقه، وهذه حكمة الله، ومن مقدر له أن يموت سيموت، ومن له نصيب في الحياة سيظل"، وظل محتفظا بالمال.

وأشار إلى أنه "رغم حالة البخل، التي عرفت بها شخصية الإمام  يحيى، إلا أنه -ووفقا لجريدة فلسطين الصادرة في 28 أغسطس 1946م- كان واحدا من أثرياء العالم".

وتابع: "وبحسب الجريدة، فإن ثروته مخزنة في أماكن عديدة، وفي أحد قصوره في بير العزب لديه خزانة هائلة الحجم؛ مملوءة بالذهب والفضة".

 

تقارير

ما وراء الاتفاق الأمريكي الحوثي بشأن وقف الهجمات في البحر الأحمر ؟

بعد يوم دامٍ شهدته صنعاء ومطارها الدولي، خرج الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بأسلوبه المعهود أمام الصحافة الأمريكية، بتصريحات فاجأت الجميع، معلنًا أنه تلقى رسالة من ميليشيا الحوثي، مفادها: “رجاءً لا تقصفونا، ولن نستهدف سفنكم”.

تقارير

بين الواقعية واحتمالات التصعيد.. تصريحات حوثية وهجمات إسرائيلية

جاء إعلان الحوثيين 'فرض حصار جوي شامل على جميع المطارات الإسرائيلية' إشارة إلى رفع مستوى التصعيد الإقليمي في المنطقة، فإسرائيل قالت بوضوح إنها لن تصمت وسترد بقوة على الحوثيين وداعميهم الإيرانيين في الزمان والمكان المناسبين.

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.