تقارير

المستقبل والدفاع عنه.. حقيبة وبندقية على كتف واحدة في جامعة مأرب!!

17/09/2022, 10:18:04
المصدر : قناة بلقيس - خاص - محمد حفيظ

"حمل السلاح بات أمرا طبيعيا بالنسبة للطلاب في محافظة مأرب"، يقول الطالب في كلية العلوم الإدارية بجامعة إقليم سبأ، صقر الصريم (22 عاما)، الذي يحمل سلاح كلاشنكوف وحقيبة.
أشار صقر في حديثه لموقع "بلقيس" إلى أن "حمل السلاح بات رفيق درب لا يفارقه، إلا أمام قاعات المحاضرات"، موضحا أنه "ممنوع إدخاله إلى الجامعة".

في كل صباح، ينطلق صقر حاملا كتبه وأقلامه برفقة سلاحه إلى جامعة سبأ في مأرب، وعند يصل يبقى سلاحه في إحدى المكتبات حتى الخروج من الجامعة ظهرا.
بقول صقر لموقع "بلقيس" إنه يتقاسم مصروفه اليومي البالغ 600 ريال مع سلاحه، حيث يدفع ثلاثمائة ريال لصاحب المكتبة تأمينا للسلاح، ثم يعود برفقته إلى المنزل أو الذهاب إلى جبهات القتال، حسب وصفه.
وأرجع صقر سبب حمله السلاح إلى كونه أحد جنود الجيش الوطني في جبهة مأرب المشتعلة ضد الهجمات الحوثية منذ ما يقارب ثماني سنوات.

- نداء الوطن وبناء المستقبل

يعتبر صقر حمله للسلاح دفاعا عن مأرب وعن الوطن، بالإضافة إلى استمراره في بناء مستقبله في مواصلة التعليم الجامعي، وهو -كما يقول- واجب وطني وديني في الوقت ذاته، مشيرا إلى أن الثأرات القبلية لعبت دورا في حمل الطلاب السلاح.
وأوضح صقر لموقع "بلقيس" أن "حمل شباب الجامعة السلاح في مأرب أصبح ثقافة من الصعب التخلي عنها في ظل الحرب الحوثية على المحافظة، ولا يمكنهم الخروج من منازلهم دون ذلك".

- قرب جبهات القتال

وأرجع صقر أسباب ذلك إلى قرب جبهات القتال من المدينة، وذلك -بحسب ما يراه- يستدعي حمل السلاح باستمرار، لأنه في أي وقت قد يستدعى إلى الخروج من الجامعة إلى جبهة قتال معينة، إذا ما اشتدت المعركة ضد الحوثيين الذين يحاولون دخول مأرب، حد وصفه.



وفي الآونة الأخيرة زاد حمل السلاح في أوساط المواطنين بشكل عام وطلاب الجامعة لم يكونوا بمنأى عن ذلك، حيث باتوا الفئة الأكثر حملا للسلاح في كل مناحي حياتهم.
عبد الحميد الشريفي -طالب في جامعة إقليم سبأ- هو الآخر يذهب إلى جامعته برفقة سلاحه كل صباح، يقول لموقع "بلقيس": "حمل السلاح بالنسبة لي ضرورة يومية، ولا يمكنني التخلي عنه ليوم واحد".

وأرجع ذلك إلى أن "المرحلة التي تشهدها مأرب والوضع العسكري والثأرات القبلية كلها تتطلب حمل السلاح، للدفاع عن النفس أو تلبية نداء الوطن والأرض والعرض لحماية المدينة من محاولة الحوثيين دخولها في أي وقت قد يحدث".
يرى الشريفي أن واجبه الأهم هو حماية مأرب والدفاع عنها، وعليه أن يخوض معركته من أجل مستقبله أيضا، واستمرار بناء ذلك المستقبل بحماية المحافظة من الجماعة الحوثية التي فتحت عدة جبهات حول المدينة وعلى أطرافها وجهاتها الأربع.

في مدخل جامعة إقليم سبأ، يتزاحم طلاب كُثر كل صباح، وعلى أكتافهم حقائب جامعية وأسلحة كلاشنكوف معا، فيضعون أسلحتهم في المكتبات والمحال مقابل تأمين مادي إلى حين خروجهم من الجامعة، وعند مغادرتهم يتجمّعون لأخذ أسلحتهم بشكل كبير أمام المحال التجارية والمكتبات، ثم يرتدونها عائدين إلى مبتغاهم.

حمل الطلاب السلاح إلى جوار الحقائب الدراسية لم يكن إلا للبحث عن أمان لبناء مستقبلهم الضبابي في ظل الحرب التي تشهدها البلاد.
وبحسب أصحاب المحلات والمكتبات، فإن إجمالي السلاح الذي يوضع للتأمين يبلغ - في كل محل- 30 إلى 40 قطعة سلاح تقريبا.

- تقاسم المصروف اليومي

يدفع كل طالب ثلاثمائة ريال كتأمين لسلاحه كل يوم، حسب تصريح عدد من ملاك المحال التجارية التي تعمل على تأمين الأسلحة لموقع "بلقيس".

محمد أمين أحد العاملين في تلك المحال التجارية أمام الجامعة، يقول إنه يجني كل يوم ما لا يقل عن تسعة آلاف ريال، وتزيد أحيانا أربعة آلاف ريال في اليوم الواحد، وذلك مقابل تأمين عن 30 إلى 40 قطعة سلاح في اليوم.
وأشار لموقع "بلقيس" إلى أن أغلب طلاب الجامعة يحملون أسلحتهم كل يوم، ويتركونها مؤمّنة عنده وعند غيره بشكل مستمر، موضحا أن له زبائن من الطلاب يأمنون أسلحتهم لديه منذ ثلاث سنوات تقريبا، وكل يوم يأتيه طلبة مسلحون جدد.   

- 15 ألف طالب

وبحسب إحصائيات جامعة مأرب للعام الفائت، فقد بلغ عدد طلبة الجامعة 15 ألف طالب وطالبة، موزعون على كليات الجامعة السبع التي تضم 32 تخصصا علميا، مثلت الطالبات نسبة 36%؛ ونسبة الطلبة من محافظة مأرب 36% من إجمالي عدد الطلاب، وهم عادة من يحملون الأسلحة إلى جوار حقائبهم الجامعية.

تقارير

من يعيل كبار السن في زمن الحرب؟

“لا أحد يهتم بنا هنا، الحياة أصبحت صعبة لدرجة أننا لا نجد قوت يومنا، كيف يمكن أن نعيش بهذا الشكل؟” هكذا بدأ الحاج علي، مسن يمني في السبعين من عمره، حديثه وهو جالس أمام منزله المهدم في محافظة تعز، حيث لا يزال يعاني من آثار الحرب القاسية.

تقارير

الانعكاسات الخفية.. كيف أثرت الحرب على الصحة النفسية للأطفال في اليمن؟

تعيش اليمن منذ سنوات في دوامة من الصراع المستمر الذي ألحق أضراراً جسيمة على جميع جوانب الحياة، ولم تقتصر تلك الأضرار على البنية التحتية أو الاقتصاد فحسب، بل امتدت لتطال جوانب أخرى أكثر عمقاً، مثل الصحة النفسية للأطفال في المناطق المتضررة.

تقارير

إحصاءات مقلقة.. تحدّيات ومعاناة يعيشها مرضى السرطان في اليمن؟

الرابع من شهر فبراير من كل عام هو اليوم العالمي لمرضى السرطان، الذي يحل على اليمن بإحصاءات تثير القلق، حيث أعلن مسؤول في مكتب الصحة بتعز ارتفاع عدد حالات الإصابة بالسرطان بنسبة 34 % في المحافظة، خلال العام الماضي، مقارنة بسابقه 2023".

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.