تقارير
المعلمون اليمنيون في يومهم العالمي.. أصوات موجوعة ورسائل تختصر وجع وطن بأكمله
بين واقع قاس، وصمت حكومي ودولي مريب؛ يقف معلمو اليمن في يومهم عالمي شاهدا على انهيار التعليم وتراجع الأمل في جيل يواجه خطر التجهيل.
في الخامس من أكتوبر من كل عام، يحتفي العالم بيوم المعلم؛ تكريما لصانعي العقول وبناة الأوطان. لكن في اليمن يأتي هذا اليوم مختلفا وممزوجا بالألم والخذلان.
أكثر من ثمان سنوات والمعلم في اليمن يواصل أداء رسالته التربوية، بلا راتب وبلا تقدير، بل تحت سطوة الجوع والإهمال، ففي مناطق سيطرة ميليشيا الحوثي يُختطف العشرات لأنهم طالبوا بحقوقهم، وفي مناطق الحكومة الرواتب منقطعة، والعلاوات مجمدة، ما يجعل الحياة عبئا إضافيا على كاهل المعلمين وأسرهم.
يوم مأساوي
يقول المسؤول الإعلامي لنقابة المعلمين اليمنيين، عبده سالم، إن واقع المعلمين في اليمن في يومهم العالمي، مأساوي للغاية، بلا مرتبات وبلا علاوات وبلا تسويات.
وأضاف: اليوم الناس في العالم يحتفلون بالمعلم، ويكرمون المعلم، ونحن في اليمن نبحث عن لقمة العيش، وعن الراتب الذي متوقف منذ أكثر من ثلاثة أشهر في المحافظات المحررة، أما في المحافظات الواقعة تحت سيطرة ميليشيات الحوثي، لا رواتب لا أي شيء، بل وصل الحال بالبعض إلى أنه انتحر، أو من ترك التعليم وبحث عن أعمال شاقة.
وتابع: هذا اليوم بدل ما يكون يوم تكريم ويوم فرح، أصبح يوما مأساويا وحزينا جدا، ولا يمكن للكلمات التعبير عما وصل إليه المعلم في اليمن.
وأردف: هذا اليوم يذكر بمأساة المعلم في اليمن، وبكل ما يكابده من انتهاكات ومآسي.
وزاد: نحن دائما نسمع الكلام من الحكومة والمسؤولين لكن الفعل غير موجود على ارض الواقع، ففي بداية العام حاضروا على صرف الرواتب وعلى تحسين العلاوات وعلى المتأخرات، لكننا لم نلمس شيء إلى اليوم.
"فجعه بالموت يرضى بالحمى"
يقول رئيس نقابة المعلمين في تعز عبد العزيز سلطان، إن محافظة تعز استقبلت هذا العام بتوافق بين التربية والمعلمين ومدراء المدارس، وبأننا كنقابة لا بد أن نواصل العمل هذا العام، بعد أن كان العام الماضي فيه إضرابات ومسيرات، وإلى الآن لم يتم الاستجابة لمطالبنا في العام الماضي، ومع ذلك قلنا لا نريد أن نواصل الإضراب عام آخر.
وأضاف: أتى هذا اليوم والمعاناة موجودة لدى الواقع التربوي، والمعلمون بدون مرتبات لثلاثة أشهر ط، وهذا الشهر الرابع، وأيضا كثير من الحقوق مهدرة، لكن المعلمين مواصلين عملهم في الميدان.
وتابع: لذلك أوجه تحية لكل معلم ولكل معلمة في مواقع عملهم، ونأمل أن رئيس الوزراء أو غيره يسمعونا اليوم، وعلى الأقل يوافوا الناس بحقوقهم القانونية.
وأردف: الظروف المعيشية صعبة، والمعلمون يعانون معاناة حتى بحق المواصلات، وهم الآن يتجهون إلى مدارسهم للعمل، يواجهون صعوبة جدا في المواصلات والنقل، لأنهم أصبحوا لا يمتلكون شيء.
وزاد: هناك مثل يقول فجعه بالموت يقبل بالحمى، ونحن كنا نطالب بعلاوات وتسويات، الآن أصبحنا نطالب بالراتب المنقطع منذ ثلاثة أشهر، وهذا الشهر الرابع.
وقال: منذ السبعينات والثمانينات وأنا في هذا القطاع، لكن لم تأت مرحلة عانى فيها المعلمون، مثل هذه المرحلة طوال العشر السنوات الماضية.