تقارير
بين الواقعية واحتمالات التصعيد.. تصريحات حوثية وهجمات إسرائيلية
جاء إعلان الحوثيين 'فرض حصار جوي شامل على جميع المطارات الإسرائيلية' إشارة إلى رفع مستوى التصعيد الإقليمي في المنطقة، فإسرائيل قالت بوضوح إنها لن تصمت وسترد بقوة على الحوثيين وداعميهم الإيرانيين في الزمان والمكان المناسبين.
وفي محاولة لقراءة استهداف مطار 'بن غوريون' من قِبل الحوثيين، قال مركز "ساري جلوبال" الدولي إنه من المتوقع أن يطال الرد الإسرائيلي المقرات السياسية والعسكرية والبنى التحتية المرتبطة بالنشاط العسكري والمطارات والموانئ.
ونبّه المركز إلى إمكانية انسداد إمدادات الغذاء جراء استهداف المنشآت المدنية، وتوقع المركز أيضا سقوط ضحايا مدنيين، ونزوحا جماعيا بسبب الضربات الجوية، مما يجهد قدرات الإيواء ويفاقم مخاطر الحماية وانقطاع البنية التحتية للكهرباء والاتصالات، خصوصا إذا أعيد استهداف محطات الطاقة، أو مستودعات الوقود.
- تهديد مبالغ فيه
يقول المحلل العسكري والإستراتيجي العقيد هشام المصطفى: "التهديد، الذي صدر عن الحوثيين بفرض حصار جوي على إسرائيل، مبالغ فيه بشكل كبير، فقدراتهم الصاروخية هي قدرات لا نقول إنها محدودة، إنما تم تطهيرها في الفترة الماضية".
وأضاف: "إيران طوّرت صاروخ شهاب3 وزوّدته برأس حربي يتمكن من الإفلات، من الاعتراضات الصاروخية، سواء منظومات ثاد الأمريكية المنتشرة في إسرائيل، أو منظومه حيتس الإسرائيلية".
وتابع: "تهديدات الحوثي بحظر الطيران، وحصار إسرائيل جويا، مبالغ فيها، إنما نستطيع أن نقول إن الضربة التي وجهت لمطار بن غوريون هي ضربة نوعية وتطور في الاستهداف بالنسبة لمليشيا الحوثي".
وأردف: "لا نستطيع أن ننكر أن الحوثي، وبدعم مباشر من إيران والخبرات الإيرانية، في مجال الصواريخ، وإيران مشهود لها، رغم عدائنا القوي لها، إلا أننا لا بُد أن نعترف أن لدى إيران خبرات، لا بأس بها، جيدة في تطوير سلاح ومنظومات صواريخ بعيدة المدى".
وزاد: "صحيح هناك تطور في قدرات الحوثيين، على استهداف مواقع إسرائيلية، وما حدث أمس الاول يدل على ذلك، إضافة إلى أنه وبنسبة كبيرة، أنا أعتبر أن وصول الصاروخ الذي استهدف به الحوثيون مطار بن غوريون، كان بسبب أن هناك إهمالا من الإسرائيليين في الفترة الماضية، نتيجة الاستهدافات المتكررة الفاشلة للحوثيين لمواقع في إسرائيل، التي كانت لا تؤتي أكلها، وكانت كالمفرقعات يتم إسقاطها في الأجواء".
وقال: "الإهمال الإسرائيلي، إضافة إلى تطور القدرة الصاروخية للحوثيين، ساهما في وصول هذا الصاروخ إلى مطار بن غوريون، وإحداثه أضرارا".
وأضاف: "نحن في الحقيقة كعرب لو أن الحوثيين لا يخضعون لسلطة وسيطرة الإيرانيين، كنا سنكون سعداء بهذا الاستهداف، ولكن لا يقل الخطر الفارسي الإيراني عن الخطر الصهيوني، لذلك كنا نتمنى أن تعود مليشيا الحوثي لرشدها وتتصالح مع اليمن ومع القيادة اليمنية، لكن يبدو أن ذلك بعيد، على الأقل في هذه الأثناء".
- عدو مرغوب به
يقول المحلل السياسي الدكتور عادل الشجاع: "ربما أنا قراءتي تختلف عن الكثير من قراءات المحللين، حيث إني أرصد علاقة الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل بإيران، ومن خلال إيران وأذرعها في المنطقة منذ عام 79، وحتى يومنا هذا".
وأضاف: "باعتقادي أن ما يجري هو أن إسرائيل بحاجة إلى عدو في الوقت الراهن، وهي لا تستطيع أن تمارس نشاطها التخريبي والتدميري في المنطقة ما لم يكن هناك عدو تعمل على تضخيمه وتستصرخ العالم بأنها تواجه أعداء أقوياء، يستطيعون الوصول لضرب إسرائيل، كما هو حاصل من خلال الصاروخ الذي أعلن عنه يوم أمس الأول".
وتابع: "نحن تقريبا تجاوزنا العام، وهناك الكثير من الصواريخ الحوثية، والطيران المسيّر يضرب في إسرائيل، والسؤال هنا: كم عدد الذين قتلوا من الإسرائيليين حتى يومنا؟ وكم عدد الذين قتلوا من اليمنيين كردة فعل على ما يقوم به الحوثي؟".
وأردف: "أعتقد أن ما يجري هو متفق عليه بطريقة أو بأخرى لتحقيق حضور إسرائيل إلى المنطقة، واستكمال خارطة الشرق الأوسط الجديد، بالاتفاق والتوافق مع إيران".
وزاد: "إيران اليوم تخوض محادثات مع الولايات المتحدة الأمريكية، وتحديدا مع إدارة ترامب، الذي كان قد ألغى، في عام 2018، الاتفاق النووي الذي أبرم في عام 2015 مع إيران".
وقال: "المنطقة اليوم أصبحت في متناول الإيرانيين والإسرائيليين، والطرفان يتصارعان على الأراضي العربية، وبالدماء العربية، وكلاهما لا يريدان، أو في ثقافتهما وتركيب ثقافتهما تقوم على العداء للعرب، وللعنصر العربي، بل وتعتقدان بأنه لا يمكن التعايش مع العرب، بأي حال من الأحوال".