تقارير

تصاعد الصراع في المنطقة.. هل زودت روسيا جماعة الحوثي بالأسلحة؟

09/10/2024, 11:12:34

أثارت التصريحات الأخيرة من واشنطن، وبعض الصحف الأمريكية، تساؤلات حول تورط روسيا في تزويد مليشيا الحوثي بالأسلحة، وهي اتهامات ليست وليدة اللحظة بل تعزز مع كل خطوة تتخذها المليشيا في سعيها لتوسيع نفوذها في المنطقة، مما يفتح المجال أمام الحديث عن دور روسيا في هذا الصراع، ومدى ارتباطها بتمويل تسليح الحوثيين؟

هذا الأمر يثير الكثير من الجدل حول طبيعة العلاقات بين مليشيا الحوثي وروسيا في ظل الظروف المعقدة، التي تمر بها البلاد، خصوصا مع فشل إستراتيجيات منع تدفق السلاح الإيراني إلى المليشيا، ورغم نفي الجانب الروسي القاطع لهذه الاتهامات.

إلى ذلك، يبقى الموقف الروسي تجاه الوضع في اليمن مثيرا للاهتمام، فروسيا تدعم الحكومة الشرعية اليمنية في العلن، لكن المخاوف من تسليح مليشيا الحوثي بصواريخ روسية متقدمة مضادة للسفن لا تزال قائمة، أو من أن تكون قد وصلت إلى الحوثيين من خلال أطراف ثالثة.

- ملف متشابك ومعقد

يقول الخبير العسكري والإستراتيجي، العميد محمد الكميم: "الملف اليمني أصبح ملفا متشابكا ومعقدا، وأصبحت الكثير من الدول متداخلة فيه، ولا يستبعد أن يكون فيه أيضا تدخل روسي وتدخل الصيني".

وأضاف: "روسيا تعتقد أنها تستطيع أن تؤذي أمريكا عبر مليشيات الحوثي، ونلاحظ أن الحوثي دائما في مرحلة الحرب الأخيرة في غزة، كل فترة يُطلق مرحلة جديدة ويُستخدم فيها أسلحة جديدة، ونحن نعلم أن هذه الأسلحة بدرجة رئيسية هي أسلحة إيرانية، ولا نستبعد وجود أسلحة روسية وصينية".

وتابع: "نحن نعلم أيضا أن الأسلحة الروسية والصينية موجودة منذ زمن طويل في اليمن، باعتبار أن التسليح اليمني، وأن الجيش اليمني السابق، يعتمد هذا التسليح، سواء على مستوى صواريخ سكود، أو على مستوى الصواريخ البحرية، أو كل الأسلحة اليمنية من دبابات ومدفعية"، مشيرا إلى أن "دخول روسيا في الملف اليمني غير مستبعد".

وأردف: "يجب أن نعلم بأن روسيا تلعب على أساس مصلحتها القومية، وفيها الكثير من التداخلات فيما يتعلق بموضوع الأسلحة، وهناك أيضا شركات كبيرة جدا، وتهريب مستمر بشكل غير طبيعي".

وزاد: "في كثير من الحروب، وفي كثير من المناطق في دول العالم نجد أن الأسلحة كلها أسلحة روسية، وهناك تجار على أعلى مستوى، سواء في اليمن، كفارس مناع، أو غيره السماسرة الآخرين المرتبطين بالشركات الروسية، لا سيما وأن اليمن تعتبر من أكبر الدول استيرادا للأسلحة الروسية عن طريق هؤلاء المهربين".
وقال: "إن اليمن أصبحت معروفة أنها تزوّد بعض الدول والمليشيا، في القرن الإفريقي بالأسلحة، وهي أسلحة روسية".

ولفت إلى أن "الحكومة الشرعية اليمنية هي أيضا مرتبطة بالجانب الروسي، ارتباطا في إطار القانون الدولي، وروسيا استعدت مؤخرا لإرسال سفيرها إلى اليمن".

- إستراتيجية روسية

يقول المحرر في مركز صنعاء للدراسات، مراد العريفي: "مخاوف الحكومة اليمنية من تسليح روسيا لمليشيا الحوثي، هي مخاوف حقيقية، وربما تكون مبالغة، خلال المرحلة الأخيرة، لكن التهديد، الذي كان واضحا من روسيا بأنها ستذهب إلى تسليح الجماعات المناوئة للغرب في حال ذهبت العملية العسكرية -حسب ما تصفها- في أوكرانيا إلى مستوى سيئ بالنسبة لها".

وأضاف: "الأمر الثاني يتعلق بأن الإستراتيجية التي تعتمدها الآن روسيا، وهي إستراتيجية العمل المحدود، ربما ستكون جيدة بالنسبة لها، في سبيل دعم مليشيا الحوثي، خصوصًا أنها ستجني من هذا الدعم مكاسب كبيرة، ربما على الأقل سيحقق لها حضورا في باب المندب والبحر الأحمر، وهذا ربما كان موقعا جغرافيا بعيدا عليها".

وتابع: روسيا لديها خبرة في هذا الجانب خصوصا أنها دعمت حفتر في ليبيا، وأطنان من الأسلحة أرسلت إلى هناك، وأيضا حزب الله في ليبيا، الذي كان شريكا مع روسيا، وخاض معها حربا ضد المقاومة في سوريا، وهذا ما نتج عنه تعاونا عسكريا كبيرا، إضافة إلى التحالف الكبير ما بين موسكو وطهران، وهو ما سيلقي بضلاله بشكل كبير على تسليح مليشيا الحوثي".

وأردف: "مليشيا الحوثي ربما هي الآن تحاول أن تستغل هذا الظرف في حث موسكو على دعمها، والحصول على أسلحة ربما ستغيّر من العملية العسكرية في البحر الأحمر، وهذا ما قالته التقارير الغربية، وتحديدا ما قالته وكالة رويترز، إنه ربما كانت هناك العملية فقط بعد تدخل السعودية، ربما عرقلت من تثبيت صواريخ كورنيت، وهي التي كانت ربما لديها قدرة عسكرية كبيرة، وقادرة على استهداف السفن بدرجة أوسع".

وزاد: "البحر الأحمر أيضا يمثل لموسكو ساحة جديدة لاختبار أسلحتها في خضم المعارك، التي تخوضها في أكثر من طرف".

وقال: "إيران وجدت أيضا هذا الموقع الجغرافي موقعا جديدا وموقعا، ربما تستطيع من خلاله معرفة إلى أي مدى، ربما هي قادرة على التأثير في الكثير من الأهداف".

وأضاف: "فشل عملية منع تدفق السلاح لمليشيا الحوثي، رغم كل العقوبات، ورغم مخرجات مجلس الأمن الدولي، ورغم كل التقارير، التي توضح كيف تمد إيران هذه المليشيا بالأسلحة، يعود بدرجة رئيسية إلى طول السواحل اليمنية، التي ستكون عصية على أي سلطة تحاول أن تحد من تدفق الأسلحة، إضافة إلى خبرة المليشيا الواسعة، التي استثمرتها في تهريب الأسلحة من خلال القوارب".

وتابع: "هذا ربما كان ساعدها كثيراً في الحصول على أسلحة من إيران، إضافة إلى الصين وروسيا، وربما هذا أيضا عزز من تعاونها مع أطراف في القرن الإفريقي، وكانت هناك أحاديث واضحة ورسمي من السلطات الصومالية بأن هناك تعاونا ما بين مليشيا الحوثي، وحركة الشباب الصومالية".

وأردف: "القوات الحكومية، خلال السنوات العشر الماضية، غالبا ما كانت تعترض شحنات أسلحة، وما حدث في آخر أسبوعين، أن هناك شحنة من الطائرات المسيّرة اعترضتها ما تسمى بقوات المقاومة الوطنية في المخا، وهذه كانت في طريقها إلى مليشيا الحوثي".

تقارير

"قانون دعم فاتورة المرتبات".. تشريع حوثي جديد لنهب حقوق الموظفين

بعد مضي أكثر من 8 سنوات مذ توقفت عملية صرف مرتبات موظفي وحدات الخدمة العامة، ومنتسبي الجيش والأمن في صنعاء، والمناطق الخاضعة للجماعة، أقدمت مليشيا الحوثي على إصدار قانون دعم فاتورة مرتبات موظفي الدولة بشكل مخالف للدستور والتشريعات في البلاد.

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.