تقارير

تصريحات أمريكية متصاعدة.. ما حقيقة تواجد خبراء روس في صنعاء؟

26/11/2024, 11:22:53

كشف المبعوث الأمريكي الخاص لليمن، تيم ليندر كينج، عن وجود موظفين روسيين في صنعاء يساعدون في تسهيل تزويد الحوثيين بالأسلحة.

وقال ليندر كينج لصحيفة "فايننشال تايمز" إن روسيا تتواصل بنشاط مع الحوثيين، وتناقش إمدادات الأسلحة معهم، وأن هذه الأسلحة تثير قلق الولايات المتحدة، وستسمح للحوثيين بتطوير هجماتهم على السفن في البحر.

وأوضح ليندر كينج أن الأخبار عن تجنيد روسيا للمرتزقة لصالح الحوثيين لا تفاجئ واشنطن، وتؤكد الدور الروسي المزعزع للاستقرار في المنطقة.

وكانت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية قد قالت إن روسيا تقوم بتجنيد رجالا من اليمن لإرسالهم إلى الجبهة في أوكرانيا بمساعدة من الحوثيين، وظهر عدد من المجندين، خلال الأيام الماضية، في مقاطع مصورة يناشدون الحكومة بمساعدتهم للعودة إلى اليمن، وأنه تم استدراجهم للقتال، مقابل الحصول على وظائف برواتب عالية، ونيل الجنسية الروسية.

- رد روسي

يقول المحلل العسكري والإستراتيجي، العقيد هشام المصطفى: "خلال الأشهر الثلاثة السابقة، كانت هناك تصريحات دائمة حول تزويد روسيا للحوثيين بأسلحة، وكان المبعوث الأمريكي الخاص إلى اليمن، تيم ليندركينج، قد صرح، قبل ثلاثة أشهر، على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، أن موسكو تبرم صفقاتها الخاصة مع الحوثيين للسماح لسفنها بالمرور دون أن تتعرض لأذى".

وأضاف: "طبعا تلك الصفقات بالتأكيد أن موسكو تفكر بشكل جدي بتزويد مليشيا الحوثي الإرهابية، بأسلحة معينة مقابل سماح تلك المليشيا للسفن الروسية بالمرور من البحر الأحمر، دون التعرض لنيرانها".

وتابع: "أنا أعتقد جازما بأن الروس بدأوا -حقيقة- بتزويد الحوثيين بسلاح معين، وهذا الشيء له خطرة الكبير على الملاحة في البحر الأحمر، وأعتقد بأن روسيا عندما تقوم بهذا الأمر هي ترد على الولايات المتحدة الأمريكية وعلى الدول الغربية، وخاصة انجلترا، وفرنسا، التي سمحت، خلال الأيام القليلة الماضية، للأوكراني باستخدام الصواريخ بعيدة المدى، وقد صرح، الرئيس الأوكراني، زيلنسكي بذلك، وقد استخدمت أوكرانيا تلك الأسلحة في العمق الروسي".

وأردف: "الروس الآن يقومون بالرد عن طريق تزويد الحوثيين بأسلحة تهدد أمن البحر الأحمر، وأعتقد أن الأمريكان لديهم ما يردون به على الروس، خلال الفترة القادمة".

- نكاية بأمريكا والغرب

يقول المحلل السياسي الدكتور فارس البيل: "تصريحات لندركينج تأتي في إطار المكاشفة السياسية بين الأطراف وبين الأقطاب الدولية، وتوضح بجلاء أن اليمن أو المشكلة اليمنية في كل الأحوال هي ورقة ضمن هذا الإطار من النزاع".

وأضاف: "في الأخير ليس لروسيا مصلحة كبيرة في التدخل في اليمن؛ باعتبار أنها تمثل لها مصالح كبرى بقدر ما هي تبحث عن نكاية أو مجال فراغ يمكن أن تتمدد في مواجهة السياسة الغربية نحوها بالتبادل مع أوكرانيا".

وتابع: "في كل الأحوال، أعتقد أن هذا التصريح ليس الأخير، وقد كانت هنالك تصريحات من المبعوث الأمريكي فيما يخص هذه القضية، وكشف قبل أشهر عن وجود صفقة سلاح بين الحوثيين وروسيا، وثم التفاهمات مع السفن الروسية وما إلى ذلك، لكن أعتقد أن المسألة الآن تتجه نحو مزيد من الضغوط، ومزيد من التعقيد في آن واحد".

وأردف: "لكي نصل إلى مرحلة من مراحل الخوض في الحالة السياسية ككل، أعتقد أن الروس الآن لديهم نشاط معين في الشأن اليمني، حيث استقبلوا كثيرا من الأطراف السياسية في الفترات الماضية".

وزاد: "صحيح أن روسيا كانت تقف بموازاة إيران في كل الأحوال بما يخدم الحوثيين، في كثير من قرارات مجلس الأمن، وفي أروقة الأمم المتحدة كثيرا، لكنها أيضا كانت تسمع من الشرعية، وتقول إنها مع الشرعية، وفي إطار الشرعية، بمعنى أن المسألة تقوض في إطار محاولة لمناكفة مع الغرب في هذه النقطة تحديدا".

وقال: "عندما يتحدث المبعوث الأمريكي عن هذه التدخلات، الآن، هو يريد أن يرمي إلى بُعد آخر لتعقيد المسألة اليمنية، بعد تجميد خارطة اتفاق السلام، وفي الوقت نفسه يدعو الإدارة الأمريكية الجديدة، لكي تقف بشكل واضح، والمجتمع الدولي أيضا والأمم المتحدة".

وأضاف: "إذا كانت مليشيا الحوثي بهذا الأذى الذي سببته للعالم، وبهذا التصنيف المعنوي على الأقل والسياسي، الذي بات العالم يصنفها، تأتي روسيا وتقف مع جماعة مارقة عن الشرعية الدولية، وعن السياسة الدولية، وتصل إلى هذا الحد من التغول، في إطار المشكلة اليمنية، هو نوع من التعقيد الآخر، وهو ما يستدعي من الغرب، تحديدا الولايات المتحدة، تقف بجلاء في إطار البحث عن حلول حقيقية، وتنحية الملف اليمني، وإيجاد تصوّر للقضية اليمنية، بعيدا عن حالة الاستقطاب الدولي".

تقارير

كيف يمكن تفسير الصمت الدولي تجاه التهديدات الإسرائيلية بتدمير اليمن؟

توعد وزير دفاع الكيان الصهيوني، بشكل سافر، بتدمير صنعاء والحديدة، كما فعلوا في غزة ولبنان، ومر التهديد دون أي إدانة أو تنديد دولي، وبالمقابل تحاول ميليشيا الحوثي، تقديم نفسها كما لو كانت قوة إقليمية، بمواصلة هجماتها في البحر الأحمر غير آبهة بما قد يدفعه الشعب اليمني من ثمن نتيجة لهذا الجنون.

تقارير

قرار مختطف وأطراف قابلة للارتهان.. آفاق السلام أم الحرب؟

بات الحوثي لاعبا رئيسيا على المستويين المحلي والدولي، مستغلا هشاشة الأطراف المناوئة، وتعقيدات المشهد السياسي، فارضا حضوره كقوة مهيمنة في معادلة اليمن المعقّدة، فيما تتصاعد الأزمة ويسعى اليمنيون للحاق بتطورات اللحظة السورية.

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.