تقارير

تعز خارج اتفاقات التهدئة.. جرائم حوثية وعمليات قنص يومية تحول حياة السكان إلى جحيم

07/06/2023, 10:49:45
 

لا تتوقف جرائم القنص التي تستهدف المدنيين في مناطق التماس التي تفصل بين مليشيا الحوثي والقوات الحكومية في مدينة تعز رغم كل الأحاديث الدائرة عن الهدنة والتي لا تشمل بالطبع هذه المدينة المحاصرة منذ أكثر من 8 أعوام وسكانها الذين تحولت حياتهم إلى كابوس يهددهم بالموت في أي لحظة لا سيما في مناطق الاشتباكات. 

في 20 مايو الماضي قتل مواطن يدعى عبد الرزاق أحمد مقبل (38 عاماً) لدى تواجده في جوار منزله بمنطقة الشقب جنوب شرقي تعز، بعدما استهدفته رصاصات أطلقها قناص تمركز في مناطق سيطرة الحوثيين بمنطقة صبر المودم. 

تفيد تقارير حقوقية أن 5 من أفراد الأسرة ذاتها للقتيل قضوا بعمليات قنص وقصف وانفجار ألغام زرعت في الطرقات المؤدية إلى منطقة الشقب التي تقع على خطوط التماس بين القوات الحكومية والحوثيين. 

وفي 17 مايو قضت امرأة تدعى خيرية علي أحمد سعيد (45 عاماً) برصاص قناص استهدفها لدى وجودها قرب منزلها شمال غرب مدينة تعز. وفي 13 مايو قتل الطفل عيضة أنور سعيد عبد المجيد (15 عاماً) قنصاً أيضاً في منطقة مقبنة غربي تعز. 

وخلال عشرة أيام فقط من مايو الماضي قتل ثلاثة وجرح مثلهم وهؤلاء الضحايا لقوا حتفهم وسط توقف القتال، في حالة مستمرة منذ أكثر من عام بعد إعلان الهدنة في 2 إبريل 2022 علماً أنه لم يحصل اتفاق جديد على تمديد الهدنة. 

وفي حي بريد الروضة وسط مدينة تعز، أصاب قناص تمركز داخل موقع أمني تسيطر عليه جماعة الحوثي الشاب سامي فوزي (22 عاماً) في يده اليسرى وصدره. 

 خوف وقلق 

يقول سعيد قاسم الذي يسكن في منطقة يستهدفها القناصة: "نعيش في خوف وقلق دائمين من احتمال التعرض لوابل من الأعيرة النارية في أي وقت، ومن دون سابق إنذار". 

خطر القنص مصدره محيط تعز (أحمد الباشا/ فرانس برس)

يضيف: "في إبريل الماضي خرج أحد جيراننا لتفقد باب مأوى الأغنام بجوار منزله، فأصابه قناص حوثي برصاصة. وقد سقط ضحايا كثيرون في الحي الذي نسكنه، ونحن لا نملك فعلياً أي حيلة في ظل الظروف الصعبة التي نعيشها". 

ومعلوم أن غالبية سكان المناطق المهددة اضطروا إلى العودة إلى منازلهم بسبب أوضاعهم المعيشية السيئة، وعدم قدرتهم على تحمّل تكاليف الإيجارات الباهظة في مناطق أخرى أكثر أمناً. 

 ويقول سعيد: "بعد حوادث القنص المتعمدة ضد المدنيين، وضع مواطنون سواتر أمام منازلهم لمنع القناصة من رؤيتهم وتحوّلهم إلى أهداف سهلة لإطلاق النار عليها".  

وتتقاسم مليشيا الحوثي والقوات الحكومية السيطرة على مدينة تعز المكتظة بالسكان. وتعد خطوط التماس التي تفصل بينهما متقاربة وسط الأحياء المزدحمة بالسكان الذين كانوا غادروا منازلهم مع اشتداد المعارك في بداية الحرب، لكن بعضهم عادوا إليها إثر الهدنة رغم أن بعضها أصبحت متهالكة. 

استهداف متعمد 

يقول الناشط ماهر القدسي الذي يرصد ويوثق الانتهاكات في تعز: "يستمر قنص الحوثيين المتمركزين في محيط تعز للمدنيين منذ اليوم الأول من اندلاع الحرب، ولم ينقطع خلال كل فترات التهدئة واتفاقات الهدنة التي أعلنت خلال السنوات الماضية، وآخرها في إبريل 2022 التي أوقفت المعارك".  

يهدد قناصة الحوثيين سكان مناطق التماس تعز (أحمد الباشا/ فرانس برس)يهدد قناصة الحوثيين سكان مناطق التماس تعز (أحمد الباشا/ فرانس برس)يهدد قناصة الحوثيين سكان مناطق التماس تعز (أحمد الباشا/ فرانس برس)يهدد قناصة الحوثيين سكان مناطق التماس تعز (أحمد الباشا/ فرانس برس)

يتابع: "واضح أن الحوثيين يتعمدون استهداف المدنيين في نمط يتكرر في شكل يومي أحياناً. وقناصتهم يتمركزون في مرتفعات قريبة تسمح لهم بتمييز من يمر في الأحياء بالعين المجردة فقط. ونحن نعرف مدى قدرة هؤلاء القناصة المحترفين على التعرف إلى ضحاياهم المدنيين". 

ويوضح القدسى أن "نازحين كثيرين من أسر فقيرة عادوا الى منازلهم، وسكنوا في أحياء تقع قرب خطوط التماس الخطيرة لأنهم لا يستطيعون الاستمرار في تحمل تكاليف النزوح. ويسكن مئات منهم حالياً في هذه الأحياء". 

ورغم سريان اتفاق الهدنة العام الماضي، أحصت اللجنة الوطنية للتحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان (حكومية)، مقتل وجرح 108 مدنيين، بينهم 16 امرأة و23 طفلاً في أعمال قصف وقنص متفرقة. 

 ويقول القدسي: "نتولى توثيق انتهاكات القنص ونحفظ الأدلة والوثائق، ونحيلها إلى النائب العام لأنها قضايا يجب ألا تسقط بالتقادم، ويجب محاسبة مرتكبيها. وإذا لم يحصل ذلك للقناص الذي يمسك الزناد يجب أن يحاسب المسؤولون الأكبر الذين أمروه بفعل ذلك". 

وكان تقرير أصدرته منظمة "سام" الحقوقية المحلية أحصى مقتل 725 مدنياً بعمليات قنص في عدد من المحافظات اليمنية، بينهم 141 طفلاً، و78 امرأة، وسقوط مئات من الجرحى بالطريقة ذاتها خلال الفترة الممتدة من مارس 2015 إلى نهاية 2020، ونصفهم في مدينة تعز حيث قتل 365 مدنياً، ما يجعلها الأكثر تضرراً من جرائم القنص.  

وخلص تقرير منظمة "سام" إلى أن "جرائم قنص المدنيين في اليمن ارتكبها مقاتلون محترفون في استخدام سلاح القناصة، مع تعمدهم استهداف المدنيين، وجماعة الحوثي الأكثر استخداماً لأسلحة القنص". 

من جهته، يعتبر تحالف رصد حقوقي (منظمة محلية) أسلحة القناصة لدى الحوثيين الوسيلة الرابعة الأكثر فتكاً بالمدنيين في محافظة تعز بعد الصواريخ والمدفعية والألغام الأرضية، ويتحدث عن تسببها في مقتل 130 طفلاً خلال ست سنوات. 

تقارير

رفض إحياء العمل الحزبي.. ما سر تناقض المجلس الانتقالي؟

موقفان متناقضان للمجلس الانتقالي، خلال يومين فقط، ففي اليوم الأول يشارك الأمين العام للمجلس في اجتماعات الأحزاب والتكتلات المساندة للشرعية، وفي اليوم التالي تجتمع الهيئة السياسية للانتقالي لمهاجمة الاجتماع ومخرجاته.

تقارير

"مؤامرات خارجية".. كيف تتهرب مليشيا الحوثي من مشكلاتها الداخلية؟

هربا من مشكلاتها الداخلية، مليشيا الحوثي تحذّر من مؤامرة خارجية، ومحاولات من الطابور الخامس والسادس في إثارة الفوضى، والتشويش على المعركة الحقيقية مع قوى الاستكبار العالمي، كما تسميها، وهو تحذير من أن يطالب الناس بصرف المرتبات

تقارير

طفل يموت كل 13 دقيقة.. تحذير أممي من تفشي الأوبئة في اليمن

يواجه اليمن كارثة صحية مروّعة، فالأمراض المُعدية تحصد أرواح الأطفال، والنظام الصحي منهار بفعل الحرب، لدرجة أن منظمة الصحة العالمية قالت إن 600 طفل ماتوا، خلال العام الماضي، فقط بسبب مرض الحصبة، وهو واحد من الأمراض التي تحصد أرواح اليمنيين في وقت يمكن الوقاية منه بالتطعيم.

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.