زكريا.. قصة إلهام تتحدى الإعاقة من أجل الوصول إلى المدرسة في تعز

يواجه الطفل زكريا الخبتي (16 عامًا) من قرية بني علي في مديرية الوازعية بمحافظة تعز، تحديات كبيرة بسبب الإعاقة التي تعرض لها في عام 2020 نتيجة انفجار لغم فردي في أحد الجبال المطلة على قريته أثناء قيامه برعي الماشية. وقد أسفر الحادث عن بتر قدمه اليمنى، ما أدى إلى إعاقة مستديمة.

رحلة يومية مليئة بالتحديات

مع كل صباح، يبدأ الطفل زكريا في التفكير في الطريقة التي سيصل بها إلى مدرسته التي تبعد عن منزله نحو 7 كيلومترات. وفي الوقت ذاته، يظل القلق يساور عائلته حول ذهابه إلى المدرسة بسبب إعاقته، وعدم وجود وسيلة نقل خاصة به تضمن له العودة بأمان إلى منزله.

حلم زكريا هو الحصول على دراجة نارية لتسهيل انتقاله إلى المدرسة بسرعة ودون عناء. يرى أن هذه الوسيلة ستكون دافعًا له لاستكمال دراسته، خاصة وأن الوصول إلى المدرسة يمثل أكبر عقبة في حياته الدراسية. فالغائب عن المدرسة يعاني من تأثر دراسته، مما يهدد حلمه في تحقيق النجاح الأكاديمي.

يقول زكريا: “منذ خمس سنوات وأنا أواجه صعوبة كبيرة في الوصول إلى المدرسة. في الأيام التي لا أتمكن فيها من استخدام دراجة نارية أو أي وسيلة مواصلات أخرى، أضطر للبقاء في المنزل، حيث المسافة التي أقطعها سيرًا طويلة ومليئة بالصعاب. أحيانًا أتوقف بسبب آلام قدمي المبتورة، خاصة عندما أسلك طرقًا غير ممهدة مليئة بالأشواك التي قد تضرني.”

ويضيف: “في بعض الأحيان، أضطر للمشي على قدمي، لكن هذا يسبب لي ألمًا شديدًا في القدم المبتورة، حيث الطريق غير مستوية وتتخللها أشجار صحراوية قد تحتوي على أشواك قاتلة.”

إصرار يثير الإعجاب

يصف عبدربه الطلبي قزقز، أحد معلمي زكريا ومدير مدرسة الوفاق في الوازعية، عزيمة زكريا بأنها “تثير الإعجاب”، مضيفًا: “رغم إعاقته، يصر زكريا على الذهاب إلى المدرسة يوميًا، ويبحث في الأيام التي لا يجد فيها وسيلة نقل عن المواضيع التي غاب عنها.”

ويضيف الطلبي: “في حين أن بعض زملائه الذين يتمتعون بصحة جيدة لا يبذلون جهدًا مماثلًا في متابعة دراستهم، إلا أن زكريا لا يتوانى عن محاولاته للتعلم وتغطية ما فاته.”

يشير الطلبي إلى أن الإعاقة والبعد الجغرافي عن المدرسة (التي تقع على بعد أكثر من 7 كيلومترات عن منزل زكريا) تمثل تحديًا كبيرًا أمام تحقيق طموحات زكريا في مواصلة تعليمه. كما أن والده، الذي يعمل في وظيفة يومية، لا يستطيع تخصيص وقت لنقل زكريا إلى المدرسة، وهو ما يعزز الحاجة إلى وسيلة نقل خاصة بالطفل.

ويضيف الطلبي: “القرية لا تشهد حركة مستمرة كما في الأسواق أو الشوارع الرئيسية، والطريق إلى المدرسة بعيد وغير ممهد.”

وتفيد  منظمة إنقاذ الطفولة، التي تتخذ من العاصمة البريطانية لندن مقرًا لها، إن ضحايا الألغام والمتفجرات في اليمن من الأطفال قد بلغ 28 طفلًا في النصف الأول من هذا العام. ودعت المنظمة في تقريرها إلى ضرورة معالجة هذه الأزمة الإنسانية بشكل عاجل، مشيرة إلى أن الأطفال في اليمن يستحقون مستقبلًا أكثر أمانًا.