تقارير

سفر الإفطار الخيرية الرمضانية تنقذ آلاف المهاجرين الأفارقة من الجوع بمأرب

21/03/2025, 19:46:24
المصدر : بلقيس – محمد حفيظ – مأرب

بخطوات متسارعة وصل المهاجر الإثيوبي "عبد الله أحمد جمال"، إلى إحدى موائد الإفطار الخيرية الخاصة بالمهاجرين الأفارقة بمحافظة مأرب، التي تعد محطة انتظار وتنسيق بين المهاجرين والمهربين قبل انطلاقهم إلى الحدود السعودية اليمنية.

يتزايد عدد المهاجرين في مأرب بين الحين والآخر، كما تتجدد وجوههم باستمرار.

يقول عبد الله (20 عاما) لـ"بلقيس" إنه وصل إلى مأرب قبل شهر ونصف، قادمًا للمرة الرابعة إلى اليمن بعد ترحيله مرارا من السعودية، ويروي معاناته قائلاً: "وصلت مأرب وكنت لا أتناول إلا وجبة واحدة في اليوم، وأوفرها من بقايا الطعام في المطاعم بالمدينة". 

جلس الشاب المتعب على مائدة مع خمسة مهاجرين آخرين، وإلى جوارهم نحو 300 مهاجر آخر، ضمن سفرة الإفطار الخيرية التي يقدمها فاعلو خير.

من بقايا الطعام إلى موائد الإفطار

يتابع عبد الله: "من أصعب ما مررت به هو أنني كنت أنام دون طعام في الكثير من الأيام، وكل همي كيف أوفر وجبة طعام، لكن بعد أن حصلت على سفرة الإفطار والسحور الخيرية باتت تؤمن لي وجبات الطعام خلال رمضان".

 يضيف: "لم أكن أعرف عن سفرة الإفطار الخيرية في أول يوم رمضان، صمت دون أن أتناول وجبة السحور سوى الماء فقط، وكان يوما صعبا، لكن بعد أن أخبرني أحد المهاجرين عن السفر المجانية سعدت بذلك وتغيرت حياتي إلى الأفضل".

تمثل سفر الإفطار الخيرية أهمية كبيرة، إذ تقطع مبررات إفطار المهاجرين بسبب عدم توفر الطعام الكافي، كما تقيهم من الجوع الحقيقي الذي يعاني منه المهاجرون، حيث يعتمدون على الشوارع والأرصفة للمبيت، وينامون في العراء دون اهتمام من الجهات المعنية لتوفير مأوى مناسب لهم.

قبل رمضان، كان عبد الله ورفاقه يحصلون على جزء بسيط من الطعام من بقايا الأكل في المطاعم، وأحيانًا يتنقلون بين أكثر من مطعم لتناول ما تبقى من الطعام في الصحون.

يقول عبد الله: "غالبا ما نكتفي بوجبة واحدة في اليوم بسبب كثرة طالبي الطعام المجاني أمام المطاعم، حيث بات عدد المهاجرين كبيرًا جدًا في مأرب سواء من المهاجرين أو من المحتاجين من اليمنيين".

يحلم عبد الله بالذهاب إلى السعودية أو الحصول على عمل في اليمن ليجمع المال ويعود إلى إثيوبيا لبناء أسرته ومشروعه الخاص.

فيما يعبر عن مخاوفه من "الموت جوعا أو عطشا أو على يد عصابات أو مهربين في اليمن، كما حدث لكثير من المهاجرين الذين فقدوا حياتهم في سجون المهربين، حيث يتركون دون طعام أو ماء حتى الموت"، حسب تعبيره.

موائد خيرية تنقذ من الجوع

تشهد محافظة مأرب أكثر من 20 سفرة إفطار خيرية، يقدمها متطوعون وفاعلو خير، وتنتشر أغلبها قرب المساجد، ما يسهل على المحتاجين والمهاجرين الوصول إليها.

أحمد نبهان (60 عاما) -اسم مستعار- هو أحد فاعلي الخير، يعمل على جمع التبرعات من التجار والمغتربين من أسرته لتقديم سفر إفطار للمهاجرين والمحتاجين منذ خمس سنوات.

يقول نبهان لـ"بلقيس "إن "الدافع الأول لتقديم هذه السفر هو فعل الخير خلال شهر الخير، لكسب الأجر لمقدمي المال والمتبرعين". ويضيف "الجوع قاتل لا يرحم، وقد يدفع الإنسان إلى ارتكاب المعاصي أو الإفطار في نهار رمضان بسبب عدم توفر الطعام الكافي ونحن سبب في ذلك".

بدأت فكرة موائد الإفطار في مأرب بسفرة واحدة في مسجد قريب من مكان عمل نبهان، ثم توسعت مع ازدياد عدد المهاجرين والمحتاجين، حتى أصبح يقدم ست سفر إفطار خيرية يوميا، يقول: "حجم الاحتياج كبير جدا، ونتمنى أن تستمر هذه الموائد طوال العام وليس في رمضان فقط".

يستفيد من كل سفرة إفطار بين 20 إلى 30 شخصا، ولا يستطيع نبهان تحديد التكلفة الإجمالية للشهر، لكنه يوضح "اشترينا من تجار الجملة كافة احتياجاتنا قبل رمضان التي ستكفي لشهر كامل، وتركناها في مخازن التجار، ونأخذ كل يوم حاجتنا من الدجاج، نحو 20 كرتون، وعشرة أكياس من الأرز، وعشرة كراتين ماء، وفتحنا لكل سفرة مطبخا خاصا بها يعمل عليه طهاة ومتطوعون من الطبخ حتى التوزيع".

يقول نبهان إن هناك تحديات بسيطة، مثل ازدياد عدد المستفيدين في بعض الأيام، مما يستدعي نقل فائض الطعام من سفرة إلى أخرى، أو إعداد كميات إضافية من الطعام بقدر الحاجة.

أما عن خططه المستقبلية فيطمح نبهان إلى استمرار تقديم وجبة رئيسية بعد رمضان، لكنه يعتبر الأمر تحديا كبيرا بسبب الحاجة إلى تمويل مستدام، يقول: "نفكر في التوجه إلى المطاعم الكبيرة بمأرب لتبني تقديم وجبات مجانية يوميا، وإذا نجح الأمر، سيكون ذلك أفضل".

بحسب الإحصائيات الأمميةن فإن عدد المهاجرين الأفارقة بمأرب يتزايد يوميا بسبب استمرار تدفقهم عبر الطريق الشرقي للقارة الأفريقية عبر اليمن.

 وتعتبر مأرب محطة انتظار نهائية قبل انتقالهم إلى الحدود السعودية عن طريق التهريب البري، حيث تشير تقديرات الأمم المتحدة إلى وجود نحو 8,000 مهاجر في مارب بنهاية 2023، فيما أفاد مكتب الصحة بوجود حوالي 4,500 عامل غير مصحوب بأسرته وجميع هؤلاء يمثلون مستفيدين محتملين من موائد الإفطار الخيرية التي يقدمها فاعلو الخير والمتطوعون في مأرب.

مع استمرار تدفق المهاجرين إلى مأرب، تبقى سفر الإفطار الخيرية الملاذ الوحيد للكثيرين منهم في مواجهة الجوع، في انتظار حلول دائمة تخفف من معاناتهم، سواء عبر توفير مراكز إيواء أو سياسات أكثر استدامة لدعمهم في رحلة البحث عن حياة كريمة.

تقارير

ما وراء الاتفاق الأمريكي الحوثي بشأن وقف الهجمات في البحر الأحمر ؟

بعد يوم دامٍ شهدته صنعاء ومطارها الدولي، خرج الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بأسلوبه المعهود أمام الصحافة الأمريكية، بتصريحات فاجأت الجميع، معلنًا أنه تلقى رسالة من ميليشيا الحوثي، مفادها: “رجاءً لا تقصفونا، ولن نستهدف سفنكم”.

تقارير

بين الواقعية واحتمالات التصعيد.. تصريحات حوثية وهجمات إسرائيلية

جاء إعلان الحوثيين 'فرض حصار جوي شامل على جميع المطارات الإسرائيلية' إشارة إلى رفع مستوى التصعيد الإقليمي في المنطقة، فإسرائيل قالت بوضوح إنها لن تصمت وسترد بقوة على الحوثيين وداعميهم الإيرانيين في الزمان والمكان المناسبين.

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.