تقارير

صواريخ الحوثي المضادة للسفن متموضعة لبلوغ خليج عدن (ترجمة)

06/10/2025, 13:40:52
المصدر : ذا ماريتيم إكسيكيوتيف"*- ترجمة خاصة

في 29 سبتمبر الماضي شن الحوثيون هجومًا على السفينة العامة التي ترفع العلم الهولندي "مينرفاغراخت" التي تبلغ حمولتها 9,524 طنًا.

والسفينة مملوكة للشركة الهولندية "سبليثوف" التي تشغّل أسطولًا يضم أكثر من 50 سفينة متعددة الأغراض تحمل العلم الهولندي.

وأفاد مكتب المراقبة البحرية البريطاني أنه جرى، بعد فشل هجوم سابق، استهداف السفينة لاحقًا بواسطة صاروخ آخر أسفر عن إشعال النيران فيها.

ومن خلال عملية إنقاذ مرتبة من بعثة الاتحاد الأوروبي "أسبيدس" قامت الفرقاطة اليونانية من فئة ميكو 200 بإجلاء الدفعة الأولى من أفراد الطاقم، وشملت اثنين من المصابين.

فيما قامت مروحية تابعة لفرقاطة فرنسية لاحقًا بإجلاء ثمانية من أفراد الطاقم الذين بقوا على متن السفينة. ولا تزال السفينة المهجورة عائمة في خليج عدن وتشكل خطرًا على الملاحة البحرية.

وأكد المتحدث العسكري الحوثي العميد يحيى سريع، في 30 سبتمبر الماضي، أن الحوثيين استهدفوا السفينة، مدعيًا بأن ملاكها يمتلكون سفنًا زارت الموانئ الإسرائيلية.

كما قال العميد سريع إن الحوثيين سيواصلون مهاجمة السفن في البحر الأحمر ومضيق باب المندب وخليج عدن التي تنتهك القائمة المحظورة، وكذلك أصحابها الذين لهم علاقات تجارية مع إسرائيل.

كما قدم قائمة بالشركات "المعاقَبة" منها إكسون موبيل وشيفرون وكونوكو فيليبس وتسع شركات أمريكية أخرى، في إشارة إلى أن وقف إطلاق النار بين الحوثيين والولايات المتحدة — الذي توسط فيه العمانيون في شهر مايو الماضي — أصبح الآن ملغى.

جرت العادة أن تنفذ الهجمات الحوثية على السفن في خليج عدن باستخدام الطائرات المسيّرة طويلة المدى، أو من خلال زوارق صغيرة مدعومة بسفينة أم أكبر.

ويخضع الساحل الواقع شمال خليج عدن لسيطرة القوات الموالية للحكومة والمتوافقة مع المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من الإمارات.

وهذا يعني أن أي هجوم يفترض أن يُشن عادةً من أراضٍ يسيطر عليها الحوثيون مجاورة للبحر الأحمر، ليتجه من ثم جنوبًا عبر باب المندب، الذي تتحكم بساحله اللصيق قوات المقاومة الوطنية الموالية للحكومة.

تقع جزيرة بيريم، التي تسيطر عليها قوات المقاومة الوطنية، وسط باب المندب، ومن قمتها التي يبلغ ارتفاعها 200 قدم يمكن لأنظمة المراقبة الحصول على تغطية ممتازة.

سواء كان الهدف طائرة مسيرة بطيئة الحركة أو سفينة أم حوثية أو زوارق صغيرة، فكلها معرضة للكشف والاعتراض في هذه المياه أو فوقها، مثلما تفعل سفن بعثة الاتحاد الأوروبي "أسبيدس".

يبدو أن الهجوم على السفينة مينرفاغراخت قد استخدم صواريخ كروز مضادة للسفن أُطلقت، بحسب سكان قبائل محليين من منطقة مكيراس في محافظة البيضاء.

وهي منطقة يسيطر عليها الحوثيون، حيث أدى سحب الدعم السعودي في الأسابيع الأخيرة إلى إضعاف قوات قبائل آل حميقان التي كانت تعارض قوات الحوثيين في المحافظة.

وانطلاقًا من مكيراس يفترض أن يمر الصاروخ الكروز فوق 50 ميلاً من الأراضي الجبلية الخاضعة لسيطرة الحكومة قليلة السكان قبل أن يصل إلى الساحل، ليتعدى بعدها مسافة 100 ميل قبل أن يصل إلى الهدف.

بلوغ المسار المباشر البالغ طوله 150 ميلاً من نقطة الإطلاق في مكيراس إلى هدف مثل السفينة مينرفاغراخت في خليج عدن لا يمثل تحديًا كبيرًا بالنسبة للحوثيين، بالرغم من أن مخزونات الصواريخ قد تكون استُنزفت نتيجة للهجمات الإسرائيلية الأخيرة على منشآت تخزين الصواريخ.

يقوم الحوثيون على نحو منتظم بمهاجمة الأهداف الثابتة في إسرائيل بصواريخ باليستية من طراز فلسطين-2 تم تطويرها من الصاروخ الإيراني فتح-110، وباستخدام الطائرات المسيرة من نوع صماد-3.

وخلال مرحلة الحرب الساخنة ضد السعوديين استخدم الحوثيون صواريخ "كروز قدس" المبنية بشكل غير محكم على عائلة الصواريخ الإيرانية سومار المطورة من التصميم الروسي لصاروخ كروز الذي يطلق من الجو المعروف اختصارًا Kh-55.

وقد استُهدفت أبوظبي بصواريخ باليستية من طراز بركان-3 المطورة من الصاروخ الروسي سكود-سي، وأيضًا باستخدام الطائرات المسيرة من نوع صماد-3.

بيد أن صواريخ الحوثي الباليستية وصواريخ كروز المضادة للسفن المستخدمة في الهجمات ضد السفن المتحركة في البحر غالبًا ما تفشل في الوصول إلى أهدافها، باستثناء الحالات التي يتم فيها دعم توجيه الهدف المقصود من الهجوم بواسطة "راصدين" حوثيين يعملون بشكل سري في قوارب صيد تتجول في المنطقة.

بالنسبة للهجوم على السفينة مينرفاغراخت على مسافة قصيرة نسبيًا، قد يكون الحوثيون قادرين على استخدام نظام صاروخي بتوجيه راداري مفعل مثل مندب-2 المطور من عائلة نُور/غدير الإيرانية والمبني على الصاروخ الصيني YJ-82 المضاد للسفن، وهو صاروخ كروز صيني موجه مزود برادار مفعل ويعرف اختصارًا بـC-802.

باختصار، يمثل خليج عدن منطقة جذابة للاستهداف، حيث يمر به ممر العبور الأمني البحري المزدحم، ويشمل طريق الذهاب والإياب من قناة السويس المعرض للخطر، بالإضافة إلى حركة المرور المتجهة إلى جيبوتي وشرق إفريقيا ومن ثم إلى رأس الرجاء الصالح.

قد يكون الحوثيون قد خصصوا مخزونهم المتناقص من الأسلحة بعيدة المدى لأهداف في إسرائيل، في حين يستخدمون أنظمة قصيرة المدى للأهداف في خليج عدن.

 

* ذا ماريتيم إكسيكيوتيف هو موقع أمريكي يغطي أخبار الملاحة البحرية
* ممر العبور الأمني البحري (MSTC) هو مسار بحري موصى به للقوافل التجارية في مناطق خليج عدن، وباب المندب، وجزء من البحر الأحمر

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.