تقارير

صيف مشتعل بدون كهرباء.. تصاعد الغضب الشعبي في عدن وسط تجاهل حكومي

28/04/2025, 10:42:56
المصدر : قناة بلقيس

تتجسد أزمة انقطاع التيار الكهربائي في العاصمة المؤقتة عدن، وعدد من المحافظات، كمشهد معاناة يومي يثقل كاهل السكان منذ سنوات، دون أن تلوح في الأفق أي بوادر للحل.

ومع كل صيف، تزداد المعاناة وتنفجر موجات الغضب الشعبي بالمظاهرات، إلا أن صدى تلك الاحتجاجات غالبًا ما يُقابل بصمت الحكومة والمجلس الانتقالي الجنوبي، الذي يفرض سيطرته على عدن وعدد من المحافظات.

في ساعة متأخرة من مساء السبت، شهدت العاصمة المؤقتة عدن احتجاجات غاضبة في عدد من مديرياتها، حيث أضرم المحتجون النار في الإطارات التالفة، وقطعوا بعض الشوارع، مطالبين الحكومة والمجلس الانتقالي الجنوبي بوضع حد لمعاناتهم المزمنة مع الكهرباء.

وعادت التظاهرات صباح اليوم الأحد خرج العشرات من المحتجين في تظاهرات غاضبة؛ احتجاجًا على الانقطاعات المتواصلة للكهرباء.

وقطع المتظاهرون الطرقات الرئيسية في ساحل أبين، ما أدى إلى شلل جزئي في حركة المرور، وسط تصاعد التوتر الشعبي.

وردد المحتجون هتافات تطالب بتحسين الخدمات الأساسية، وعلى رأسها الكهرباء، التي تشهد انقطاعات يومية تصل إلى ساعات طويلة، في ظل ارتفاع درجات الحرارة.

وأكد شهود عيان أن السلطات لم تتدخل حتى اللحظة لفتح الطرقات، فيما يواصل المحتجون إغلاق الشوارع بالإطارات المشتعلة والحجارة، مطالبين الحكومة بسرعة التحرك لتوفير حلول جذرية لأزمة الكهرباء.

وبحسب مصادر محلية، فإن ساعات انقطاع التيار الكهربائي وصلت إلى عشر ساعات مقابل ساعتين تشغيل، مما عمق مشاعر الغضب واليأس لدى المواطنين.

الوقود هو السبب الرئيسي

يقول مدير عام مؤسسة كهرباء أبين، محمود مكيش، إن مشكلة الكهرباء متكررة نتيجة عدم استقرار الوقود، وهو السبب الرئيسي فيما يعانيه الأهالي في أبين وعدن وأيضًا في لحج.

وأضاف: الأزمة هذه هي أزمة تكاد تكون وقتية، وقت ما يتوفر الوقود بكميات محدودة يتم توزيعها خلال فترة محددة، مثلًا في رمضان كانت الأمور شبه مستقرة، وخلال العشر الأيام الماضية ونحن في حالة إطفاء كامل، والسبب الرئيسي هو الوقود.

وتابع: موضوع الكهرباء معقد وليس بالأمر السهل، وحله حتى رئيس الحكومة لوحده إذا لم يكن هناك تعاون متكامل فلن يستطيع إيجاد حل له.

وأردف: موضوع شراء الطاقة لم تبنَ عليه بنية هيكلية متعلقة بتوليد خاص بالدولة، في أبين وفي لحج وعدن وغيرها من المحافظات، وفي عدن أصدروا قرارًا بوقف شركات الطاقة العاملة بحكم أن هناك توليدًا متوفرًا، لكن لا أعرف هل عندما يدخل الصيف ستتمكن الطاقة بدون الطاقة المشتراة من حل هذه المشكلة.

وزاد: كل هذه الأمور تبقى في قيد الفشل طالما والوقود غير موجود، لأن الوقود هو المعضلة الأساسية التي نعاني منها منذ عشر سنين.

وقال: مثلًا أنا عندي في أبين، المتوفر لدي من الطاقة الكهربائية لا يشكل حتى 40% من الاحتياج الفعلي، نحن بحاجة إلى قاطرتين يوميًا للتشغيل، وهذا يشكل 40% فقط من الاحتياج.

وأضاف: نحن نشغل في اليوم بمعدل ثماني ساعات تشغيل، وست عشرة ساعة انقطاع، وقد أصبح الناس مقتنعين بهذا الأمر، لكن عندما ينفد الوقود وتتوقف الخدمة بشكل كامل، كما هو حاصل الآن حيث لنا 10 أيام بدون كهرباء، فهذا الشيء مؤثر جدًا، أولًا على بنية المؤسسة التي لا تستطيع تأدية دورها، وثانيًا على المجتمع والأهالي الذين يعانون من الانهيار التام للخدمة.

مسألة شائكة

يقول الصحفي الموالي للمجلس الانتقالي صلاح السقلدي، إن عدد ساعات الانقطاع في عدن تجاوز 22 ساعة مقابل ساعتين تشغيل، ونحن لم ندخل فعليًا في فصل الصيف بعد.

وأضاف: نحن نتحدث عن تشغيل وانقطاع الكهرباء في عدن بالساعات، وربما سنتحدث بالأيام القادمة عن عدد الانقطاعات بالأيام كما هو حاصل في المحافظات الأخرى.

وتابع: مسألة الكهرباء مسألة شائكة، ولكن في تقديري أن الموضوع سياسي، حيث يراد لعدن ومحافظات أخرى أن تكون بهذا الشكل لحسابات سياسية معروفة.

وأردف: ملف الخدمات والملف الاقتصادي والمعيشي دخل ضمن اللعبة السياسية، وأصبح ورقة تتقاذفها الأطراف السياسية داخل مجلس الرئاسة وداخل الحكومة.

وزاد: أرى أن التحالف غير جاد، أو بمعنى أدق، يريد الوضع أن يبقى كما هو حتى يسيطر على الجميع عبر لقمة العيش والخدمات الأساسية. هناك مسؤولون يدركون هذا الشيء ولكنهم لا يتحدثون عنه، لأنهم وضعوا أسرهم في الخارج أو يملكون مولدات خاصة تغنيهم عن معاناة المواطنين.

وقال: هناك حالة من الغضب الشعبي وقد تتصاعد يومًا بعد يوم، وخصوصًا أن الناس طوال السنوات الماضية كانت تحتج، لكن هذه المرة قد يكون الغضب أكثر حدة بعد أن طفح الكيل. الجميع يتحمل المسؤولية، ولو بدرجات متفاوتة.

وأضاف: المشكلة الأخرى أن الناس لا يجدون حتى من يتظاهرون ضده، لأن المسؤولين أغلبهم موجودون في القاهرة أو أبو ظبي أو الرياض أو في العواصم الأوروبية.

وتابع: الناس يتظاهرون وكأنهم أمام مرايا، يشتمون أنفسهم، ولا أحد يسمع لهم أو يستجيب لمطالبهم رغم مشروعيتها وأحقيتها.

تقارير

ضحايا بلا حماية.. هل استخدم الحوثيون المهاجرين الأفارقة كدروع بشرية في صعدة؟

يقول وكيل وزارة حقوق الإنسان، نبيل عبد الحفيظ، إن موضوع اللاجئين الأفارقة في اليمن منذ تسعينيات القرن الماضي، وحتى الآن، هي عملية متدفقة ومستمرة، ولم تتوقف، ولم يحدث في تاريخ اليمن، أن تم احتجاز هؤلاء وكان أقصى ما يتم أن يكون هناك مخيمات لهم تحت إشراف الحكومة والمفوضية السامية لشؤون اللاجئين ومنظمة الهجرة.

تقارير

الفرصة الأخيرة.. هل تمتلك الشرعية القدرة على إدارة معركة اليمنيين عسكريًا وسياسيًا؟

الضربات الأمريكية ضد ميليشيا الحوثي تفتح باب التساؤل من جديد حول خيارات الحرب والسلام في اليمن، فبينما تبدو العمليات العسكرية في ظاهرها ردعًا للحوثيين، يدرك اليمنيون أن المعركة تُخاض وفق مصالح خارجية، لا ترتبط بمشروع وطني، ومصالحهم فيها غير مرعية، ودماؤهم فيها غير ذات قيمة.

تقارير

العملة اليمنية تواصل الانهيار والحكومة تائهة بين العجز والتآمر

تتهاوى العملة الوطنية، ومعها تغيب الحلول الحكومية، وكأن الحكومة فقدت البوصلة، حيث تجاوز سعر صرف الدولار الواحد، اليوم، وفي مشهد صادم للشارع، 2500 ريال للبيع، فيما قفزت قيمة الريال السعودي الواحد مقابل الريال اليمني، إلى 657 للبيع وهي أدنى قيمة للعملة الوطنية في تاريخها.

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.