تقارير

في مخيمات مأرب.. الإجهاض مصير النازحات بفعل نقص وانعدام التدخلات الصحية

16/09/2024, 11:11:24
المصدر : قناة بلقيس - خاص

"وضعت طفلا ميّتا قبل أوان الولادة، بعد ستة أشهر من الحمل"، هذا ما حدث للنازحة أم سلمان.

أم سلمان (23 عاما) -نازحة في صحراء مأرب- تعاني من مرض سُوء التغذية الشديد، ومضاعفات أخرى.

تقول أم سلمان إنها لم تستطع زيارة طبيبة، خلال أشهر حملها؛ بسبب بُعد المخيم الواقع في صحراء شرق الجوف (40 كم شرق الحزم) عن مركز مدينة مأرب (المدينة المتاح للنازحين الوصول إليها)، وانعدام الخدمات الصحية.

وأضافت: "ليس معنا المال الكافي لتغطية تكاليف المستشفيات في مأرب"؛ وهذا ما دفعها إلى تحمل مضاعفات الحمل طوال ستة أشهر.

انتهى الحال بأم سلمان إلى وضع الجنين ميّتا قبل أون الولادة، مبينة أن "هذا الطفل الثاني الذي وضعته ميّتا في هذا المخيم".

- ليست الوحيدة

تقول عايدة علي -طبيبة نساء وولادة في مستشفى الطوارئ بمدينة مأرب-: "أم سلمان ليست الوحيدة، التي وضعت حملها ميتا قبل أوانه، فنحن نستقبل في اليوم الواحد حوالي عشرين امرأة حامل تعاني مضاعفات الحمل المختلفة، وتحدّيات أخرى تعاني منها النازحات".

وأضافت: "الوضع المعيشي للنساء الحوامل والسكن غير الملائم في المخيمات والجهود، التي تقوم بها النساء، جميعها تؤدي إلى مضاعفات كبيرة على المرأة، قد تصل إلى وفاتها في أحيان كثيرة".

وأشارت إلى أن "مخيمات النازحين مكتظة، وتفتقر إلى الخدمات الصحية الأولية، وإلى الخدمات الأساسية بما في ذلك المياه النظيفة والصرف الصحي".

وأوضحت: "هذا يجعل من الصعب على النساء الحوامل الحصول على الرعاية الصحية الأساسية، مثل رعاية ما قبل الولادة، وخدمات الولادة، ورعاية ما بعد الولادة".

- 70% دون رعاية

وبحسب تقرير مكتب الاحتياجات الإنسانية للنازحين، التابع للوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين في اليمن (حكومي)، 70% من النساء النازحات الحوامل لا يحصلن على رعاية صحية بشكل نهائي، و69% من مخيمات النازحين لا تتوفر فيها عيادات صحية؛ لا متنقلة ولا ثابتة.

"مضاعفات كثيرة تتعرّض لها المرأة أثناء وبعد الحمل"، تقول نبيلة العيال مديرة إدارة الصحة الإنجابية في مكتب وزارة الصحة بمحافظة مأرب.

وأضافت: "ازدياد عدد النازحين وشحة الخدمات الصحية المتخصصة في المخيمات، وامتلاء المستشفيات طوال اليوم، من أهم أسباب غياب الرعاية الصحية للنازحات".

وأوضحت أن "تردي الأوضاع وانعدام الأمن الغذائي والفقر وانعدام الدخل والظروف المعيشية السيئة وصعوبات الوصول إلى الرعاية والخدمات الصحية تعد أسبابا رئيسية لعدم الحصول على الخدمات الصحية، واستقرار صحة النساء والأطفال في مخيمات النازحين".

وتؤكد العيال أن "انتشار سوء التغذية في أوساط النازحات والأطفال، خاصة المواليد، يعد سببا رئيسا للمضاعفات أثناء الحمل".

وتابعت: "هناك ضعف الوعي المجتمعي في ما يخص مراجعة الأطباء أثناء الحمل".

وقالت: "بالكاد نشاهد امرأة حامل تأتي إلى المستشفى للتأكد من صحتها وصحة جنينها دون دافع طارئ".

وحمّلت الجهات المعنية مسؤولية مهمة إيصال الوعي الصحي للحوامل والمرضعات في مناطق تجمعات النازحين.

- إجهاض في المخيم

وبحسب إحصائيات إدارة الصحة الإنجابية في مأرب، تم رصد، خلال العام الفائت (2023)، أكثر من 4195 حالة مضاعفات أثناء الحمل وبعده، مقارنة ب3622 حالة مضاعفات أثناء وبعد الحمل خلال العام 2022.

تشير الإحصائيات إلى تزايد عدد الحالات بفعل تدهور الأوضاع الصحية في المحافظة الأكثر احتواء لعدد النازحين في اليمن، الذين بلغ عددهم في المحافظة أكثر من مليوني نازح من أصل أربعة ملايين نازح يمني تقريبا، موزعون على المحافظات الخاضعة لسيطرة الحكومة المعترف بها دوليا.

إدارة الصحة الإنجابية في مأرب، بدورها، رصدت 600 حالة إجهاض، خلال العام الفائت 2023، وكانت رصدت، خلال العام السابق 2022، نحو 430 حالة إجهاض.

تعد الإحصائيات الواردة رصدا لما وصل إلى المستشفيات الحكومية فقط، حيث إن المستشفيات الخاصة في مأرب تشهد الازدحام ذاته الذي تشهده المشافي الحكومية.

- حياة أو موت

يقول صندوق الأمم المتحدة للسكان في اليمن، في تقرير له نُشر سابقا: "إن الولادة في اليمن مسألة حياة أو موت".

وأوضح: "في اليمن حوالي 12.6 مليون من النساء بحاجة إلى خدمات منقذة للحياة؛ في جوانب الصحة الإنجابية والحماية".

يقدّر الصندوق الأممي عدد النساء المعرضات لخطر الإصابة بمضاعفات أثناء الولادة ب114 ألفا، مشيرا إلى أن هناك أكثر من مليون امرأة حامل تعاني من سُوء التغذية، ومعرّضات لإنجاب أطفال يعانون من التقزّم.

ولفت الصندوق الأممي إلى أن نحو نصف المنشآت الصحية لا تعمل، أو تعمل بشكل جزئي، فيما ثلثا المنشآت الصحية العاملة فقط تقدّم خدمات الصحة الإنجابية، وذلك بسبب نقص العاملين، وقلة الإمدادات والمستلزمات، والعجز عن تغطية تكاليف التشغيل، أو التعرّض للضرر جراء الحرب.

وبيّن أن "المعدات والأجهزة والمستلزمات الطبية غير كافية، والعاملين الصحيين، الذين لم يتلقوا أجورهم منذ أكثر من عامين أو تدفع لهم بشكل غير منتظم، غادروا اليمن، ولم يبقَ سوى 10 عاملين صحيين لكل 10 آلاف شخص"، مؤكدا أن "هذا أقل من الحد الأدنى الذي تضعه منظمة الصحة العالمية". 

وفي بلد يشهد أحد أعلى معدلات الوفيات بين الأمهات في المنطقة العربية، يُنذِر نقص الغذاء، وسُوء التغذية، وانحدار الرِّعاية الصحية، التي ازدادت تدهورًا؛ جراء أوبئة مثل الكوليرا، بزيادة المواليد المبتسرين، أو ناقصي الوزن، وحالات النزيف بعد الولادة، بحسب تقرير صندوق الأمم المتحدة للسكان في اليمن.

تقارير

خدمة "ستارلينك" في اليمن.. ما أهميتها وانعكاساتها على مليشيا الحوثي؟

أعلنت المؤسسة العامة للاتصالات اليمنية إطلاق خدمة "ستارلينك" للإنترنت الفضائي بشكل رسمي. وقالت إن هذه الخدمة ستوفّر إنترنت عالي السرعة، وموثوقا به للمناطق النائية والمدن؛ مما سيساهم في تعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية.

تقارير

ما وراء اجتماع عيدروس الزبيدي وطارق صالح في أبو ظبي؟

استضافت دولة الإمارات اجتماعا ضم رئيس المجلس الانتقالي، عيدروس الزبيدي، ورئيس المكتب السياسي للمقاومة الوطنية، طارق صالح، وهو ما أثار ردود فعل واسعة، وجاء بعد يوم واحد من توجيه السفير الأمريكي، ستيفن فيجن، دعوة للتشكيلات اليمنية الموالية للتحالف إلى وضع خلافاتهم جانبا والتوحّد لمواجهة ما وصفها بالتحدّيات.

تقارير

الدرجات مقابل الحضور.. كيف تجبر مليشيا الحوثي طلاب جامعة صنعاء على المشاركة في مناسباتها الطائفية؟

ربما تتوقّف "منى" عن الدراسة الجامعية في أي مرحلة؛ نتيجة ظروف الأسرة المادية، التي تتدهور في بعض الأحيان، لتصل إلى عدم القدرة على توفير تكاليف المواصلات، التي تبلغ 600 ريال يوميا، ولهذا تحاول دائما الموازنة بين الحضور والغياب، إلا أن تلك الظروف لم تعفِها من حضور فعاليات جامعة صنعاء ووقفاتها الأسبوعية.

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.