تقارير

ما أسباب غياب اللواء سلطان العرادة عن مأرب منذ أشهر طويلة؟

17/07/2023, 11:53:35

يتساءل اليمنيون اليوم، لا سيما سكان مأرب، عن أسباب غياب اللواء سلطان العرادة؛ كونه الشخصية الأقرب لقلوب الناس، والأكثر  قدرة على التأثير في خطاباته السياسية.

اعتاد اللواء العرادة من خلال تحركاته الدبلوماسية، والسياسية في مأرب كمحافظ لها، أن يقلق مليشيا الحوثي في كل مرة يلقي فيها خطابا أمام الشاشات، وما زلنا نتذكر محاولة الاغتيال التي نجا منها حينما استهدفت مليشيا الحوثي منزله بالصواريخ الباليستية في سبتمبر 2021م.

مليشيا الحوثي تعد المستفيد الأكبر مما يحدث في مأرب، ومن غياب المحافظ، وهي تطمع منذ سنوات بالسيطرة عليها، باعتبارها المحافظة التالية التي يجب أن تلتمها بصفتها آخر معاقل الشرعية، وغياب المحافظ العرادة تشير إلى تحركات غير مدروسة تديرها السعودية، يراها البعض بأنها مؤمرات إقليمية لإفشال أي نموذج قيادي يظهر في اليمن.

جزء من الحوار السعودي - الحوثي

يقول الصحفي فهد سلطان، إن الجميع يعرف أن اللواء سلطان العرادة في السعودية وغادر مأرب بعد إيقاد شعلة ثورة السادس والعشرين من سبتمبر العام الماضي، ولم يعد حتى الآن.

وأوضح، أن الكثير من التفاصيل والأسئلة دارت حول سبب غياب اللواء العرادة عن مأرب طوال هذه المدة، وهو المحافظ الوحيد الذي لم يكن يتغيب عن المحافظة، وكان قريبا منها ومن الجيش والأمن ومن السلطة المحلية.

 وأشار إلى أن البعض في مأرب يرى أن سبب غياب العرادة طيلة هذه المدة، ما كشفت عنه الأيام الماضية من حوارات بين السعودية ومليشيا الحوثي، حيث تطرح المليشيا مع السعودية عددا من النقاط أبرزها تغيير محافظ مأرب.

وقال، إن محافظ مأرب العرادة يعتبر من الشخصيات القوية، على مستوى اليمن بالكامل، فالتفاف مأرب بذلك الزخم الجماهيري الكبير وتوحد الجيش والقيادات والقبائل، كان له الفضل في ذلك، وهو من الشخصيات الملهمة لأبناء مأرب ولليمنيين. 

وأضاف، أن اليمن فيها محافظين كثر، لكنهم عاجزين وفاشلين، ويريدون وضعا مستقرا ومكتبا لكي ينجحوا، لكن العرادة كان يواجه كل هذه المشكلات، ويواجه المؤامرات والصراع مع مليشيا الحوثي وأسئلة التنمية وأسئلة الصراع مع المليشيا، وأسئلة الجيش والحرب، والسياسة والاقتصاد، وفي كل المجالات، ونجح إلى حد كبير في كافة المجالات. 

ولفت إلى أن مشكلة القبائل، واحدة من أكثر المشاكل التي أعاقت محافظين سابقين، أستطاع العرادة أن يتغلب عليها. 

وأعتبر أن تغييب اللواء العرادة، يضع أسئلة كثيرة، ولا يستبعد أن تكون السعودية غيبته في الرياض، ضمن الصفقة التي تديرها مع مليشيا الحوثي، وكأنها تقول للمليشيا، بأنها بدأت في الخطوة الأولى وأنها مستعدة في حال نجح الحوار، أن تقوم بتغييره. 

وبيّن أن المفاوضات بين السعودية والحوثيين لم يتم توقيفها على أنها فشلت، وإنما عُلّقت، فزيارة السفير السعودي إلى صنعاء، لم تكن مليشيا الحوثي تتوقع أو تحلم، بأن السعودية ممكن أن تصل إلى هذا المستوى من التنازل، والتخبط الذي تمارسه السعودية في الكثير من الملفات. 

وأشار إلى أن لا توجد معلومات نستطيع أن نقول بأنها دقيقة ومن جانب رسمي، حول سبب غياب العرادة عن مأرب طوال هذه الفترة، ولأول مرة، لكن هناك مصادر مقربة وشخصيات تقول، إن السبب الرئيسي في تغييبه هو الحوار مع المليشيا وأنه جزء من هذا الحوار.

وذكر أن مليشيا الحوثي لم تستطع الوصول إلى مأرب طوال عامين، وخسرت في مأرب ما لم تخسره منذ أن وجدت إلى الآن حتى في حروبها الستة.

ويرى أن مليشيا الحوثي حينما تفشل بالمعارك، تعود إلى المؤامرات والاتفاقات ووسائل أخرى لمحاولة صنع أي تقدم.

مهام رئاسي 

يقول الصحفي والناشط الحقوقي محمد عبدربه، إن الشيخ سلطان العرادة يعرفه الجميع في الظروف الحالكة والصعبة كما في الظروف الأخرى، وهو حاضر في مأرب ويديرها كما لو أنه موجودا، فالسلطات الرسمية تقوم بمهامها، وهي في تواصل مستمر مع العرادة، ومكتبه قائم ويعمل بكل جد لتقديم الخدمات للناس.

وأضاف، أن الناس في مأرب أصبحت تدرك بأن العرادة لم يعد لمأرب وحدها وإنما أصبح لليمن بأكمله، وقد أصبح عضوا في المجلس الرئاسي، وكي يدير مهام الرئاسة، كغيره من زملائه في المجلس، كان عليه أن يكون حيث الآن.

ويرى أن بعد دخول المليشيا صنعاء، وانقلابها على الدولة، وشن حربها باتجاه عدن والمحافظات، ودمرت البنية التحتية، ولم تعد هناك عاصمة يمكنها أن تستقبل سفارات المجتمع الدولي والإقليم.

تقارير

في ظل الأحداث التي شهدتها المنطقة.. ما مستقبل ميليشيا الحوثي في اليمن؟

ظلت ميليشيا الحوثي في قلب التحولات التي شهدتها المنطقة، لكنها استطاعت أن تحتفظ بنوع من الخصوصية المحلية اللازمة، وتفاعلاتها الإقليمية، وعلى عكس توقعات الكثيرين، خلال الحرب الإسرائيلية الإيرانية، حافظت الميليشيا الانقلابية المدعومة من طهران على نسقها العملياتي، ولم تصعّد كثيرًا من دعمها لإيران.

تقارير

صراع جديد داخل مجلس القيادة الرئاسي.. هل يعكس الفشل في أداء الأعضاء؟

تغرق اليمن في أزماتها المعقدة، فتتجه الأنظار مجددا نحو مجلس القيادة الرئاسي؛ الكيان الذي تشكل في أبريل 2022، على أمل توحيد السلطة التنفيذية، وإنهاء حالة التشظي السياسي، وإخراج اليمنيين من حالة التيه.

تقارير

تحولات الصراع الإقليمي.. اليمن الحاضر الغائب

حتى عشية اندلاع الحرب الخاطفة بين إيران والكيان الإسرائيلي، كان الانطباع السائد بأنه في حال اندلاع المواجهات سيتحول الأمر إلى حرب إقليمية شاملة، إذ ستعمد طهران إلى تحريك أذرعها في المنطقة، وستغلق مضيق هرمز، وتُوجه الحوثيين بإغلاق مضيق باب المندب، وتهاجم القواعد العسكرية الأمريكية في دول الخليج في حال تدخلت واشنطن إلى جانب الكيان الصهيوني، وأن أمد الحرب سيطول إلى أقصى مدة زمنية ممكنة، وستنتهي الحرب بانهيار إيران ومن بقي من وكلائها.

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.