تقارير

ما الدور الذي تلعبه سلطنة عُمان في اليمن؟

27/12/2022, 06:49:13

عاد الوفد العُماني من صنعاء بخفي حنين، بعد أربعة أيام قضاها في اجتماعات مطوّلة مع زعيم وقيادات مليشيا الحوثي، ضمن مساعي عُمان للعب دور الوسيط بين المجتمع الدولي والمليشيا، بشأن تجديد الهدنة الأممية في اليمن.

 للمرة الثانية -خلال العام الجاري- يزور الوفد العُماني صنعاء دون تحقيق أي نتائج تُذكر، وهذه المرّة رفعت مليشيا الحوثي سقف اشتراطاتها، حيث قالت على لسان ناطقها، محمد عبدالسلام، إن الواقع الميداني يفرض شروطا جديدة يجب أن يدركها الطرف الآخر، في إشارة إلى التحالف والحكومة الشرعية.

 وفي الجانب الآخر، تبدو الحكومة الشرعية منقسمة بين مكوّناتها الداخلية، وغير قادرة على إدارة المعركة مع مليشيا الحوثي، فضلا عن توجّه السعودية لفتح بوابة تفاوض مع المليشيا بعيدا عمّا كان يسمى بدعم الشرعية ومعركة استعادة الدولة.

 - الدور العُماني في اليمن

 يقول الباحث في العلاقات الدولية، الدكتور عادل المسني: "إن الوفد العُماني يلعب دورا فيما يتعلق بإيجاد حل للأزمة اليمنية، ونقل الأفكار السعودية لمليشيا الحوثي".

 وأوضح أن "عُمان لها محددات في المشهد اليمني، فهي تسعى لإنهاء التوتّر في المناطق الحدودية معها، ومن ثم في اليمن بشكل عام، خصوصا وأن هذه المشاكل تزداد حدّة وتنعكس على دول الجوار".

 وأضاف: "تحاول عُمان أيضا أن تلعب دورا في التقارب الإقليمي بين إيران والسعودية، من خلال الأزمة اليمنية، كما أنها تلعب دورا حيويا فيما يتعلّق بالوساطة، خصوصا في شقّها الخارجي، وما يتعلّق بالهدنة، وكان لها دور كبير في تحقيق الهدنة السابقة".

 وتابع: "بسبب الحرب الأوكرانية - الروسية أصبحت الجهود الدولية تنصب بشكل عام فيما يتعلق بالمشهد اليمني، وتحقيق الهدنة في اليمن، وإيقاف الحرب الخارجية لضمان سلامة تدفق الطاقة للمجتمع الدولي".

 واعتبر أن "المشكلة في الشهية المفتوحة لمليشيا الحوثي والسقوف المرتفعة، فالمليشيا تريد فتح المطار بالكامل، دون أي شروط، واستلام المرتبات".

 ويرى أن "هناك هدفا استراتيجيا لعُمان، وهو تحقيق توازن في المشهد اليمني، بين الدول الإقليمية، سواء إيران من خلال وكيلها الحوثي، أو دول التحالف".

 وقال: "عُمان لا تريد أن تستفرد دول التحالف في الملف اليمني، خاصة وأن هناك توترا في المحافظات الشرقية الحدودية معها، لاسيما وأن هناك تدخلا فجا من قِبل الإمارات، وتصدير المشاكل للطرف العُماني، وهذا يشكّل تهديدا وجوديا لعُمان".

 وأضاف: "إذا كانت الحكومة الشرعية موجودة ربما لكان الدور العُماني مختلفا، لكن التحالف تكفّل بإقصاء الشرعية، لذلك أصبحت عُمان مضطرة للتعامل مع الوقائع الموجودة على الأرض في اليمن".

 ويرى أن "عُمان تنظر إلى أن هناك طرفا قويا، الذي هو مليشيا الحوثي، وفي الجانب الآخر السعودية والإمارات، وتلاحظ أن الأزمة تسير في مسار تسوية سعودية - حوثية وسط تجاهل للشرعية".

 وتابع: "المفاوضات السابقة، التي كانت تتم بين الشرعية والحوثيين سواء في الكويت أو ستوكهولم، حينها كانت الشرعية تتحرج من مفردة الأطراف، وكانت تعتبر ذلك تسوية بينها وبين مليشيا الحوثي، اليوم المليشيا تكفّلت بالإطاحة بالشرعية تماما كطرف، وأجبرت السعودية لتقوم بدور التشاور عبر عُمان".

 وأوضح أن "مليشيا الحوثي لديها مساران، مسار خشن وهو التصعيد والتهديد والقصف، ومسار المشاورات، ودائما ترفع من سقف مطالبها، وتهدد في الوقت نفسه".

 واعتبر أن "مليشيا الحوثي تنطلق من موقف قوي، هناك شرعية ضعيفة، وليس هناك في المقابل طرف قوي غيرها على الأرض"، مشيرا إلى أن "المجلس الرئاسي مفكك، وغير قادر على بلورة رؤية للحكومة، وهذا هو ما يدعم موقف المليشيا ويجعلها قوية، وتصعّد وترفع من سقف مطالبها وشروطها".

 - تخادم عُماني - حوثي

 من جهته، يقول المحلل السياسي، أحمد شوقي: "إن الغريب في الأمر أن الوفد العُماني -خلال عام واحد- قام بزيارتين (وساطة) إلى اليمن، وهذا قد يعود إلى تنسيق مشترك بينها ومليشيا الحوثي، وقد تكون هناك علاقة تخادمية، واحتمال تكون المليشيا هي من طلبت الوفد العُماني، من أجل إيصال رسائلها للخارج، ولفت انتباه المجتمع الدولي إلى الملف اليمني".

 وأضاف: "نلاحظ الوضع البائس والتردي الاقتصادي في المناطق الواقعة تحت سيطرة مليشيا الحوثي، بالتزامن مع حالة من الضغط تمارسها المليشيا في محاولة لتحقيق شروطها ومطالبها بما في ذلك تسليم إيرادات النفط إلى خزينتها بذريعة دفع المرتبات".

 وتابع: "اعتدنا على قيام مليشيا الحوثي باستخدام مثل هذه اللقاءات من أجل المزايدة، واستعراض قوّتها أمام الآخرين، وطرح شروطها ومطالبها".

 ويرى أن "عُمان أيضا تلعب اللعبة نفسها التي تلعبها مليشيا الحوثي، فتحاول أن تظهر نفسها كفاعل إقليمي وليس هناك أهمية في مسألة تحقيق تقدّم بشأن السلام في اليمن، بقدر ما هناك حاجة لإبراز دور معيّن لهذه الدول".

 وتابع: "اليمن أصبحت -كما قيل عن الخلافة العثمانية- [تركة الرجل المريض]، وكل الدول تريد أن تستعرض نفوذها ودورها السياسي وحضورها الإقليمي والدولي من خلال تدخّلها بالشأن اليمني، ولعب أدوار معيّنة فيه".

 وأشار إلى أن "هناك صراع جيوسياسي محتقن ومكتوم ما بين دول مجلس التعاون الخليجي، خصوصا عُمان في طرف والإمارات والسعودية إلى حد ما في طرف آخر، فضلا عن كون عُمان ترى أن تدخل الخليج في اليمن يشكِّل تهديدا لمناطق نفوذها في المحافظات الشرقية الحدودية معها".

 واعتبر أن "عُمان تريد أن تظهر دورا رياديا في المنطقة، ويبدو أن القيادة الجديدة تريد أن تظهر أن عُمان لديها ثقل دبلوماسي، وسياسي في ملفات المنطقة، وتحديدا الملف اليمني".

 وقال: "الجميع يعرف العلاقة القديمة بين عُمان وإيران، وعلاقتها الحديثة بالحوثيين، وأيضا هناك أطراف أخرى غير الحوثيين عملت على استقطابهم، والمعروف أن السياسة العُمانية كانت متحفّظة جدا تجاه ملفات المنطقة، وكانت ترفض أن تستقبل أي لاجئين سياسيين يمارسون النشاط السياسي داخل أراضيها، لكن في الوقت الحالي تستضيف عددا من قيادات مليشيا الحوثي داخل أراضيها، ويمارسون نشاطهم السياسي بكل أريحية".

 وأضاف: "لا أعتقد بأن هناك إمكانية للقيام بأي دور وسيط مع مليشيا الحوثي، خصوصا في هذا الظرف، ونحن نعرف أن المليشيا قد حددت -في وقت سابق- مطالبها وشروطها، لذا الطرف الحكومي لن يكون مستعدا للتفاوض مع المليشيا خلال هذه الفترة، وقد حددت المليشيا ما تريده".

تقارير

ما أبعاد ومآلات استضافة المجلس الانتقالي لوفد إسرائيلي؟ (تحليل)

نحاول في هذه التناولة أن نحلل زيارة فريق من منتدى الشرق الأوسط منتصف يوليو إلى مدينة عدن، باعتبارها محطة فارقة تكشف عن طبيعة التفاعلات الإقليمية والدولية في اليمن؛ لا يقتصر التحليل على رصد مسار الزيارة في حدوده الزمنية، بل يتعداه إلى تفكيك هوية المشاركين، وخلفياتهم السياسية والفكرية،

تقارير

كيف تحوّل الانتقالي الجنوبي إلى ورقة في لعبة نفوذ تدار من أبو ظبي والاحتلال الإسرائيلي؟

وراء شعارات الاستقلال، يُساق اليمن، والجنوب منه خصوصاً، إلى حظيرة التبعية، ليس للسعودية والإمارات فحسب، ولا حتى للقوى العظمى المسيطرة على الملف اليمني كبريطانيا وأمريكا، بل صار شعار استقلال الجنوب مدخلاً للتعبئة للعدو التاريخي للأمة العربية والإسلامية، الكيان الصهيوني.

تقارير

انعكاسات الأزمة داخل مجلس القيادة الرئاسي على مسارات الإصلاح الاقتصادي

يتجدد التوتر داخل مجلس القيادة الرئاسي، ومع عودة رئيس المجلس، رشاد العليمي، إلى العاصمة المؤقتة عدن، صعّد عضو المجلس عيدروس الزبيدي المشهد بإصدار قرارات لتعيينات في السلطة التنفيذية، متجاوزاً صلاحيات رئيس المجلس والتوافق الذي تشكّل على أساسه المجلس. وطالب المجلس الانتقالي بإعادة هيكلة الحكومة ومنحه مساحة أكبر في إدارة المحافظات الجنوبية.

تقارير

اليمنيون يستعدون لإحياء ذكرى ثورة 26 سبتمبر رغم الانقسام في الجنوب وقمع المليشيا الحوثية

يستعد اليمنيون هذا العام للاحتفال بذكرى ثورة 26 سبتمبر 1962 التي أطاحت بحكم الأئمة وأسست للنظام الجمهوري، وسط حالة من القمع غير المسبوق في مناطق سيطرة مليشيا الحوثي، إلى جانب حالة الانقسام السياسي في الجنوب والخلافات العاصفة بين أعضاء مجلس القيادة الرئاسي والتي اعادها إلى الواجهة مرة أخرى عضو المجلس عيدروس الزبيدي المدعوم من السعودية والإمارات بعد إصداره عدد من القرات والتعيينات الفردية وتجاوزه لصلاحية رئيس المجلس رشاد العليمي.

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.