تقارير
ما الدور الذي تلعبه مليشيا الحوثي في المنطقة لخدمة إيران؟
يقول الحوثيون إنهم سيستهدفون كل سفينة عسكرية أو مدنية لم تُعرّف عن نفسها، فيما فُهم استهدافهم لسفينة الشحن الهولندية في خليج عدن على أنه أول تفعيل إيراني للحوثيين، ردًا على إعادة تفعيل العقوبات على طهران.
المتابع للتحشيدات العسكرية القائمة في المنطقة، يُدرك تمامًا أن هناك شيئًا يجري الإعداد له، فيما تؤكد الصحف الأمريكية والإسرائيلية أن هناك احتمالية لتوجيه ضربة ثانية لإيران.
في المقابل، تدرك إيران أن معادلة القوة الناتجة عن الحرب الممتدة منذ السابع من أكتوبر ليست في صالحها، ولذلك قد تدفع باتجاه إفشال مساعي السلام، وتفعيل الحوثيين للتصعيد في الممرات الملاحية.
- الدور الحوثي
يقول الباحث في مركز صنعاء للدراسات، عبدالغني الإرياني، إن محور المقاومة - التابع لإيران في المنطقة - لديه غرفة عمليات مشتركة، وطبيعي جدًا عندما يتم التصعيد ضد إيران أن تُشارك جماعة الحوثي في الرد على ذلك التصعيد، فهذا شيء متوقع وطبيعي.
وأضاف: الحوثيون لم يتوقفوا عن ضرب الصواريخ على إسرائيل، وهذا له أهمية كبرى في رأيي، لأنه يسمح لمحور المقاومة أن يستكشف الثغرات في القبة الحديدية وأنظمة الدفاع الجوي المضادة للصواريخ، بحيث يستطيع المحور بشكل عام، وإيران بالأخص، أن تستغلها لتحقيق ضربات مؤثرة ومؤلمة ضد إسرائيل.
وتابع: ليس لديّ ما يدل على أن إيران تُعطل العملية السياسية في اليمن، فالذي يُعطل العملية السياسية في الواقع هو الاختلال الهائل في التوازن بين الطرفين المتصارعين الرئيسيين في اليمن، وهما: الحوثيون، والقوى المنضوية تحت مظلة الشرعية.
وأردف: في غياب التوازن، ليس هناك مجال للحوار حول حل متوازن يؤدي إلى سلام دائم، فأنا لا أرى أن إيران بحاجة إلى أن تبذل جهدًا لتعطيل ما هو أصلًا معطل من قبل الأطراف اليمنية.
وزاد: انتهاء الحرب في غزة قبل الوصول إلى تفاهم بين إيران والغرب، يعني أن الغرب سيتفرغ عند ذلك لضرب إيران. لذا، فإيران ليس من صالحها إيقاف حرب غزة قبل أن تصل إلى تفاهم مع الولايات المتحدة والغرب.
وقال: لكن بالنسبة للحوثيين، أنا في رأيي أن الدور الفعّال الذي يقومون به هو اختبار الأسلحة التي أرسلتها لهم إيران، وتعطيل جزء من أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية، واكتشاف الثغرات التي تؤدي إلى اختراق القبة الحديدية عند حدوث مواجهة كبرى بين إيران وإسرائيل.
- تحويل اليمن إلى منصة إطلاق
يقول المحلل السياسي الدكتور عبد الوهاب العوج، إنه من المؤكد أن إيران تستفيد من العمليات الحوثية منذ 7 أكتوبر وحتى اليوم، وهذا ما تؤكده شحنات الأسلحة التي ضُبطت عبر مناطق كثيرة سواء في المهرة، أو في عدن، أو في الساحل الغربي، من خلال شحنة 750 طنًا من المعدات العسكرية المتطورة، والتي أسفرت التحقيقات أن هذه الشحنة هي رقم 13، وأن هناك سبع مجاميع تنقل شحنات مماثلة للحوثيين.
وأضاف: إيران كثّفت من نقل الأسلحة والمعدات العسكرية المتطورة للحوثيين، واعتبرتهم الذراع الأقوى لها في المنطقة، بديلًا عن حزب الله، بعد أن ضُرب وتم تشذيبه وقتل قياداته، وسقوط النظام السوري أيضًا.
وتابع: المعركة في اليمن هي معركة استعراض للحوثيين للحصول على مكاسب في أي مفاوضات قادمة، ولخدمة إيران التي أنشأتهم ودعمتهم ومولتهم.
وأردف: هذه الضربات الآن باتجاه خليج عدن، من خلال استخدام مديرية مُكَيْرَس في البيضاء، وكذلك السفينة الباكستانية وغيرها، يُنبئ بأننا تحولنا إلى منصة إطلاق، والشعب اليمني هو من يتلقى الضربات من إسرائيل أو من غيرها، كما حدث من خلال الضربات الأمريكية والبريطانية.
وزاد: الحوثيون يُقدمون اليمن كبش فداء خدمة لإيران، وإيران تُناور بالحوثيين، والحوثيون مستمرون في ادعاء أنهم ينصرون غزة، وأنهم يعملون على نصرة العرب، وهم يقتلون الشارع اليمني والمواطن اليمني، وهناك عشرات الآلاف من المعتقلين، ومزيد من الاعتقالات والتنكيل باليمنيين، ومزيد من الفقر المدقع في اليمن نتيجة هذا الاستهداف للموانئ والمطارات من قبل إسرائيل وغيرها.
وقال: نحن الخاسر الأكبر، وإيران هي المستفيدة الكبرى، وقيادات الحوثي التي نهبت كل شيء.
وأضاف: ميليشيا الحوثي تذهب باتجاه التصعيد، ولا يهمها ماذا سيؤول إليه الأمر في اليمن، ونحن منذ كارثة ستوكهولم، استفادت الميليشيا استفادة كبرى، وحولت البحر الأحمر إلى منصة إطلاق، وإلى ضرب الممرات الملاحية، وأحدثت أضرارًا على كل الدول المشاطئة للبحر الأحمر، وعلى رأسها قناة السويس وجمهورية مصر العربية.
وتابع: العرب هم الخاسرون، وإيران هي من تستفيد من هذه المواجهات والعنتريات الحوثية.