تقارير

ما تأثير استهداف مليشيا الحوثي قواتٍ بحرينيةً على مسار السلام في اليمن؟

28/09/2023, 08:16:00

ردود فعل دولية واسعة خلَّفها حادث استهداف مليشيا الحوثي قواتٍ بحرينيةً في الحدود السعودية، حيث نفذت المليشيا هجوما بطائرة مسيّرة، أسفر عنه مقتل ضابط وجنديين، الأمر الذي خلق مخاوف لدى الدِّول الراعية للسلام في اليمن من أن يقود إلى إيقاف مسار التسوية.

 المبعوث الأمريكي إلى اليمن، تيم لندركينج، قال إن الهجوم الحوثي لا ينسجم مع ترتيبات تحقيق السلام، فيما أدان المبعوث الأممي إلى اليمن، هانس غروندبرغ، هجوم مليشيا الحوثي على القوات البحرينية، وقال إنه تواصل مع جميع الأطراف من أجل تأكيد الحاجة إلى اتخاذ خطوات حاسمة لأجل وقف إطلاق نار شامل ومستدام في جميع أنحاء البلاد، واستئناف عملية سياسية جامعة لإنهاء النزاع.

هل ستتوقف المفاوضات؟

يقول الكاتب الصحفي العماني، سالم الجهوري: "إن حادثة استهداف جنود بحرينيين على الحدود السعودية يجب ألا تؤثر على مسار الجهود التي تبذل للوصول إلى الترتيبات النهائية، التي قطعت فيها كل من سلطنة عُمان والسعودية شوطا مُهما".

وأضاف: "ما صدر من توضيحات أو بيان تحت أي صفة، من جانب الحوثيين حول موضوع أن السعودية لا زالت تنتهك بعض المناطق الحدودية، لا يعبِّر عن مسؤوليتهم في تسيير الطائرة الدرون (المسيَّرة) التي استهدفت ثلاثة جنود من دولة البحرين، وقبل ذلك فهو هجوم على الأراضي السعودية".

 وتابع: "كُنا نتمنَّى أن يكون هناك توضيح، إما أن يُذكر بأن هذا الحادث كان عرضيا، أو دون قصد، أو تبنَّته مليشيا أخرى غير الحوثيين؛ لأنه لا ينسجم تماما بين الزيارات التي تتم بين مسقط والحوثيين والرياض". 

وأردف: "إذا كانت هناك جدية يجب ألا تكون هناك خروقات ومحاولات لاستهداف جنود داخل الأراضي السعودية، وليسوا على الأراضي اليمنية".

وأوضح: "إما أن هذه العملية قد تكون خطأ من جانب الحوثيين، ولا يريدون الاعتراف بهذا الخطأ، أو أنهم يريدون ممارسة المزيد من الضغط على الأطراف، التي يتفاوضون معها، وتوصلوا معها إلى نتائج متقدمة".

وزاد: "إذا ما استمرت هذه الانتهاكات والهجمات، وتكررت دون أن يبدي الحوثيون جدية تامة، من خلال الالتزام بالهدنة التي تم التوافق عليها، فإن المفاوضات ستتوقف". 

ويرى أن "حادثة الاستهداف لن تؤثر على سير المفاوضات، لكنه لن يكون حادثا عابرا، وعلى الأطراف أن تتقبل مثل هذه الحوادث، إذا تم التوافق على طاولة المفاوضات".

 من المسؤول؟

يقول المحرر في مركز صنعاء للدراسات، مراد العريفي: "إن حادث استهداف جنود بحرينيين على الحدود السعودية يمثل اختبارا حقيقيا للمفاوضات بين السعودية ومليشيا الحوثي، منذ أشهر، التي حققت تقدما كبيرا، خلال الفترات الماضية، تُوجت بزيارة وفد مليشيا الحوثي إلى الرياض، وهذا واحد من الاختراقات الكبيرة في الأزمة اليمنية، خلال السنوات الماضية".

وأضاف: "هذا الحادث يهدد المسار التفاوضي بين السعودية ومليشيا الحوثي، والهدنة التي تعيشها اليمن، منذ عام ونصف، على اعتبار أن هذه الهدنة على الأقل أوقفت الضربات الجوية لمقاتلات التحالف، بالإضافة إلى التصعيد العسكري الذي شنته مليشيا الحوثي، طوال السنوات الماضية، تجاه الأراضي السعودية واستهدفت خلالها أهدافا إستراتيجية".

 وتابع: "الحادث حتى الآن يعتبر حادثا عرضيا، على اعتبار أن واحدة من المرات النادرة، التي تظهر فيها مليشيا الحوثي وتصف الحادث بأنه أمر مؤسف، بحسب ما جاء على لسان متحدثها، ونقلته وكالة رويترز، ويختلف تماما عن طبيعة التناولات الإعلامية، التي تناولت الأحداث السابقة، حيث شاهدنا أن المليشيا كانت دائما ما تعلن مباشرة عن ضرباتها الجوية العابرة للحدود، وتعتبرها انتصارا عسكريا".

وأردف: "ربما هناك طرف داخل مليشيا الحوثي، ربما أراد أن تذهب هذه المفاوضات بهذه الطريقة، وما تصر عليه السعودية هو أنها تحاول أن تعيد مليشيا الحوثي إلى أن تكون قريبة منها، بينما هناك طرف آخر في المليشيا، وهو الطرف الذي يمثل الأكثر تشددا وميولا تجاه إيران، والذي يرى أن هذه المفاوضات، التي تمثل تقاربا بين الطرفين، تهدد مصالحه، وتشكل انعطاف مسار قد تذهب فيه الجماعة إلى وضع مختلف عمّا شوهد في السابق".

 وزاد: "رد فعل البحرين كان ساذجا إلى حد كبير، حينما طالبت المنامة بتسليم مليشيا الحوثي المسؤولين عن الحادث، وهي واحدة من المرات النادرة، التي تتخذ فيها المنامة موقفا منفردا بعيدا عن التحالف الذي تقوده السعودية، وهناك قيادة واحدة للتحالف هي التي تسيّر العمليات العسكرية، والذي اتخذ موقفا موخرا باتهامه بعض العناصر الحوثية، في مفارقة عجيبة، ومن المرات النادرة التي يتهم فيها التحالف بعض العناصر، ولا يشير إلى جماعة الحوثي".

وقال: "إن السعودية حريصة على التوصل إلى نقطة مع مليشيا الحوثي، يضمن لها توقف كل المعارك والضربات الجوية العابرة للحدود، والطائرات المسيَّرة التي شَكلت عبئا عليها، وتهدد رؤيتها 2030، التي تسعى بشكل حثيث إلى أن تحول هذه الرؤية إلى واقع على الأرض".

تقارير

اتفاق التهدئة مع واشنطن.. ما ثمن الصفقة مع الحوثيين؟

في تطور مفاجئ، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في 6 مايو الجاري، عن التوصل إلى اتفاق تهدئة مع مليشيا الحوثيين في اليمن، التي قال إنها طلبت من إدارته وقف الهجمات ضدها، وتعهدت بعدم استهداف السفن الأمريكية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب.

تقارير

ما وراء الاتفاق الأمريكي الحوثي بشأن وقف الهجمات في البحر الأحمر ؟

بعد يوم دامٍ شهدته صنعاء ومطارها الدولي، خرج الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بأسلوبه المعهود أمام الصحافة الأمريكية، بتصريحات فاجأت الجميع، معلنًا أنه تلقى رسالة من ميليشيا الحوثي، مفادها: “رجاءً لا تقصفونا، ولن نستهدف سفنكم”.

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.