تقارير
ماذا ينتظر اليمنيون.. مسارا سلميا لاستعادة الدولة أم معركةً عسكريةً؟
لقاءات متعددة للأطراف المحلية والإقليمية والدولية تبحث تعقيدات الملف اليمني، وبالنظر إلى توقيت هذا الحراك وسياقاته الدولية والإقليمية، يمكن القول، إنه يأتي لتحديد معالم القادم.
في الواقع بات من الصعوبة بإمكان النظر إلى الملف اليمني بعيدا عن التطورات الجارية في الإقليم وبعيدا عن الرغبة الأمريكية في توجيه ضربات قوية ومؤثرة للأذرع التابعة لإيران، ضمن التوجه العام لإعادة صياغة معادلة القوة والتوازنات في منطقة الشرق الأوسط، كما أن العالم لم يعد لديه رغبة في التسامح مع استهدافات الحوثيين للملاحة الدولية.
هذا الحراك يثير الكثير من التساؤلات، هل حان الوقت لأن تغادر اليمن مربع اللا حرب واللا سلم؟ وإلى أين تتجه البوصلة؟ نحو استعادة مسار الحل السلمي أم نحو الحسم العسكري؟ وهل سيقبل العالم بتصدير الحوثيين إلى مستقبل اليمن؟
الحوثي لا يزال متمكنا
يقول المحرر في مركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية مراد العريفي، أنا أعتقد أنه من الصعب جدا الذهاب إلى عملية عسكرية ضد جماعه الحوثيين في الظرف الحالي، على اعتبار أنه الجماعة ما تزال جماعة متماسكة الى حد كبير.
وأضاف: صحيح أن الضغط الشعبي ربما قد يكون واحد من الأسباب التي ستعزز من أي هجوم ضد الحوثيين، لكن الجماعة ما تزال لها عشر سنوات فقط في الحكم ولذلك ما تزال متماسكة تماما ولديها بنية هرمية قادرة على أن تواجه الحرب لسنوات متعددة.
وتابع: الإقليم أيضا ليس لديه أي خيارات في هذا الجانب، المملكة العربية السعودية تتخوف تماما، إذا اتخذت أي خطوة في هذا الجانب، على اعتبار أنها خاضت حربا ضد هذه الجماعة خلال السنوات الثمان الماضية لكنها لم تجد أي دعم من المجتمع الدولي، بل بالعكس كان المجتمع الدولي يقوض من هذه الجهود العسكرية.
وأردف: رأينا في معركة الحديدة خير دليل، لكن الظرف الإقليمي والتحركات القائمة تفرض أن يقف الجميع بالذات الغرب مع الحكومة الشرعية.
وزاد: جماعة الحوثيين حينما هاجمت في البحر الأحمر أصبحت لديها تعريف مختلف من قبل المجتمع الدولي، لكن حتى اللحظة الولايات المتحدة ما تزال تتعامل مع هذا الظرف في سبيل ما نستطيع أن نصفه بانها قادرة على أن تعزز من قواعد الاشتباك، الآن في هذه اللحظة، لكنها لا تريد أن تدفع بمزيد من التصعيد العسكري الا اذا كان لترامب بعد أكثر من شهر خيار اخر.
وقال: ربما كان هناك حديث عن مساعي واشنطن للتعامل مع قوات المقاومة الوطنية في الساحل الغربي وبدء عملية عسكرية، لكن حتى الآن ما تزال تقارير فقط وليست خطط عسكرية قادرة على أن تنفذ على الأرض.
وأضاف: جماعة الحوثي ما تزال متمكنة ولديها قوة عسكرية، إضافة إلى الظرف الإقليمي الحاصل وأن إيران ما تزال تتعامل مع جماعه الحوثيين على اعتبار أنها الخيار الأخير بعد سقوط نظام بشار الأسد في دمشق وانهيار حزب الله في لبنان.
المعركة قادمة
يقول الأكاديمي والمحلل السياسي، الدكتور عبد الوهاب العوج، إن جماعة الحوثي ليست نظاما حتى نقول عنها إنها متماسكة، هي مجموعة فسيفساء اعتمدت على فرقة الأطراف اليمنية.
وأضاف: أغلب القوى التي تقاتل مع الحوثيين كانت هي من قوى الحرس الجمهوري ومن القوى التي كانت تتبع وزارة الدفاع اليمنية، أما هم مجاميع لم يكونوا يتجاوزوا بعض مديريات صعدة، قبل انضمام المؤتمر الشعبي العام بقدراته العسكرية بالدولة العميقة مع الحوثي.
وتابع: بعد انتفاضة 2 ديسمبر 2017 تغير المشهد وبعد مقتل الرئيس السابق علي عبد الله صالح تغير المشهد، ولو تحركت القوات العسكرية في الحكومة الشرعية، التي تراكمت قواتها بشكل كبير وتمتلك الآن أكثر من
400000 مقاتل متوزعين في جبهات من شمال صعدة وباتجاه غرب اليمن بمحافظة حجة والساحل الغربي.
وأردف: القوات الحكومية تشمل قوات حراس الجمهورية وقوات العمالقة وقوات درع الوطن قوات المجلس الانتقالي، والقوات الموجودة في محافظة مأرب وشبوة والقوات الموجودة في محور تعز.
وزاد: هذه القوات قادرة جدا على أن تشكل فرقا، والمشكلة الآن هي في اتخاذ القرار، في وجود رجال
يتخذون القرار ويتجهون نحو معركة تحرير اليمن.
وقال: ذهاب الدكتور رشاد العليمي إلى قيادة القوات المشتركة في الرياض، والضربات الأمريكية الأخيرة على الحوثي، كل ذلك يدل دلالة قاطعة، ويعطي مؤشرات أن المعركة قادمة لا محالة.