تقارير
مآلات تصاعد التوتر في حضرموت وما هي نقاط الاتفاق والاختلاف بين المكونات الحضرمية؟
بعد أكثر من عام على إعلان تكوين مجلس حضرموت الوطني تم مؤخرا الإعلان عن تشكيل قيادة لهذا المجلس، حيث صدر مؤخرا من الرياض وسط تباين للآراء والمواقف تجاه ما يحدث لمدينة حضرموت ومستقبل المحافظة السياسي والأمني والاقتصادي.
المجلس أعلن عن تشكيله العام الماضي من قبل المكونات الحضرمية وتضمنت هيئته أطياف مختلفة للتكتلات الحضرمية بهدف تمثيل أبناء محافظة حضرموت.
هذا الاعلان يأتي في وقت يتصاعد فيه التوتر بين السلطة المحلية ومن خلفه المجلس الرئاسي من جهة، ومن جهة أخرى حلف القبائل ومؤتمر حضرموت الجامع، في الوقت الذي ما زال المجلس الانتقالي الجنوبي يزاحم المكونات الحضرمية ليضمن وجودا له في هذه المحافظة المهمة آملا بأن يحوز على شرف تمثيلها باعتبارها جزءا من الجنوب كما يقول.
دلالات ورسائل
يقول الصحفي راضي صبيح، إن الصراع في حضرموت خلال السنوات الأخيرة هذه يأخذ نوعا من المد والجزر، مرة يتصاعد، ويخفت حينا آخر، وإعلان أمين عام والهيئات و رؤساء الدوائر في مجلس حضرموت الوطني في العاصمة السعودية الرياض امس هو استكمال لهيكل المجلس.
وأضاف: هذا الإعلان يحمل العديد من الرسائل والدلالات من حيث التوقيت والمكان، فإذا عدنا للتوقيت فهو يتزامن مع التوتر الحاصل في المحافظة، والتصعيد الذي يقوده حلف القبائل، ومؤتمر حضرموت الجامع من جهة، والسلطة المحلية ومن خلفها المجلس الرئاسي من جهة أخرى.
وتابع: ظاهر هذا التوتر والتصعيد هو مطالب خدمية، وأيضا مطالب وسياسية تتعلق بإشراك مؤتمر حضرموت الجامع كممثل عن حضرموت في مفاوضات التسوية السياسية، لأن الصراع الجاري في حضرموت هو صراع نفوذ سياسي وعسكري، سباق من سيظفر بالتمثيل السياسي والنفوذ العسكري في المحافظة.
وأردف: أما الدلالة من حيث المكان، فقد تم إشهار المجلس في الرياض، وأعلن عن أعضاء مجلس هيئة الرئاسة في نوفمبر من العام الماضي في الرياض، ومؤخرا تم الإعلان عن اختيار الأمين العام ورؤساء الدوائر ومجلس الحكماء من الرياض في فعالية رسمية، وكل ذلك يحمل دلالات ورسائل واضحة للأطراف الأخرى التي تتنازع على السيطرة على حضرموت أن هذا المجلس ماض في تشكيل هيئاته.
وأوضح، أن الجمود في المشهد اليمني بشكل عام ربما أدى إلى التباعد الزمني في استكمال إجراءات تشكيل المجلس الوطني الحضرمي، وربما انشغال أيضا المجلس الرئاسي وميليشيا الحوثي في تصعيدها في البحر الأحمر، وكذلك دخول المملكة العربية السعودية في ملفات أخرى بشأن الصراع الإقليمي.
وأردف: بالمقابل أيضا يظهر المجلس الانتقالي، والذي شكل قبل أسابيع لجنة لإداد خطه للتصعيد.
عبث ممنهج
يقول الصحفي الموالي للمجلس الانتقالي صلاح السقلدي، إن الامر يدور ويلف حول كيف يمكن فصل حضرموت عن عدن لا أكثر ولا أقل، فهذه المحافظة الثرية، هي الأولى أساسا قبل تشكيل هذه المجالس وقبل توظيفها وجرها للصدام مع المحافظات الجنوبية الأخرى.
وأضاف: كان الأولى بهذه الجهات وأعني بالذات الأحزاب والمملكة العربية السعودية، والتحالف، أن يلتفتوا إلى المطالب الرئيسية والضرورية التي يطالب بها أبناء حضرموت، فهم يطالبون أولا بإعطاء محافظتهم حصتها وثرواتها وانتشالهم من هذا الوضع المعيشي المتردي الذي لا يتناسب على الإطلاق مع ثروات حضرموت الهائلة ومع ما تمتلكه من إمكانيات ومن ثروات كبيرة.
وتابع: إذا كان هناك بالفعل نوايا وهناك مؤشرات حقيقية وجادة ليس فيها أي شكوك، فالأولى أن يلتفتوا إلى هذه المطالب وهي الفيصل، لا أن يتم توظيف حضرموت بإمكانياتها للصدام مع الآخرين وتجزئتها وإغراقها بهذه المجالس التي نراها اليوم، فهناك أكثر من 30 مكون عسكري، وهناك أكثر من مكون عسكري أمني.
وأردف: كان على الحكومة والتحالف أن ينصروا حضرموت بانتشالها من عثرتها من خلال السلطة المحلية، دون إنشاء هذه المكونات الموازية للسلطة المحلية فما المانع أساسا أمامهم أن ينصفوا حضرموت من خلال السلطة المحلية التي هم من أوجدها وهم من عينها وهي تتلقى منهم التعليمات وكل الإجراءات؟
وزاد: الأمر أبعد وأخطر مما أعلن عنه، فهناك مجالس كثيرة موالية لهذه الدولة، وهناك انقسامات وجدت في داخل الحضرمي، ومن الملاحظ أن مؤتمر حضرموت الجامع غير راضي، عن هذا التشكيل، والأمر الآخر أن هناك مكون الهبة الشعبية انتقد هذا الإعلان واعتبره بأنه خروج عن ما تم الاتفاق عليه خلال الأشهر الماضية.
وقال: العبث يتم بشكل ممنهج وبشكل دقيق لأغراض لا علاقه لها بإنصاف حضرموت، فالشعب في حضرموت يقول نحن جياع نحن في حاله بؤس وثرواتنا تنهب أمام أعيننا، فما الذي يمنعكم يا هؤلاء المتحكمين بالمشهد
والمتحكمين بثرواتنا من أن تعيدوا حقنا إلينا عندنا وكفاكم العبث به.
أطماع سعودية - إماراتية
يقول الصحفي عبد الجبار الجريري، إن حضرموت اليوم أصبحت فريسة للأطماع السعودية والإماراتية، حالها كحال بقية المحافظات اليمنية.
وأضاف: بالنسبة لتشكيل المجلس الوطني الحضرمي، رغم أن في هذا المجلس توجد شخصيات محترمة ونزيهة، نحن نحترمها ولها قبول في الشارع الحضرمي، لكن آلية تشكيل هذا المجلس الذي حدثت في السعودية تحت رعاية السفير السعودي، وضع شبهات حول هذا المجلس وحول الهدف الذي يسعى إليه.
وتابع: حضرموت ليست بحاجة إلى مكونات، فهناك مكونات عديدة ومتنوعة وبأحجام ومقاسات مختلفة موجودة على الساحة الحضرمية، فمن يريد ان يدعم حضرموت، يجب عليه ألا يذهب إلى تشكيل مكونات إضافية أو تفريغ بعض المكونات.
وأردف: توفير الكهرباء وخدمات القطاع الصحي والتعليم وغيرها من الخدمات هي وحدها ستترجم الخطابات والأقوال التي يقولها أي طرف يعبر عن رغبته في دعم الحضارم.
وزاد: تشكيل المجلس الوطني الحضرمي، يشير إلى أن السعودية اليوم تريد واجهة سياسية لها داخل حضرموت، مثل ما أن الإمارات لها المجلس الانتقالي الذي يمثل أداة إماراتية خالصة داخل المحافظات الجنوبية، وينفذ المشاريع الإماراتية ويحقق للإمارات مصالحها ويحمي لها مصالحها، لذلك السعودية تريد واجهة سياسية لها داخل حضرموت.