تقارير

"هرمونات تسمين الدواجن".. سموم قاتلة تهدد صحة المستهلك

24/01/2025, 11:55:05
المصدر : خاص - كريم حسن

بهدف تسريع نمو فراخ الدواجن، خلال أيام، وتحقيق أرباح ومكاسب مالية وفيرة، يلجأ معظم مُلاك المزارع الخاصة بتربيتها، وبيعها في أسواق اليمن، إلى استخدام توليفة تغذية معالجة للدواجن؛ كحقنها بهرمونات تسمين، أو بمضادات حيوية بالغة الخطورة على صحة مستهلكي لحوم الدواجن.

واستبدلت أعلاف تربية الدواجن بوسائل النمو السريعة هذه لاحتوائها على مواد مسرطنة، وحُقنًا هرمونية؛ تسبب للمستهلك اضطرابات صحية مختلفة ومعقَّدة، حيث تسود عشوائية مفرطة في قطاع تربية الدواجن، ويتحكم الربح في تفاصيل العملية؛ نظراً لعدم توفر البياطرة المختصين، وغياب الجهات الرقابية الرسمية وتوسع حالة، الفوضى التي تعيشها البلاد على كافة الأصعدة.

- تسريع استثماري

تحضر مشاريع تربية الدواجن في ذهنية أصاحبها، إلا فكرة استثمارية بحتة وعملاً تجارياً سريع الربح تخلو من أي اهتمام يُذكر نحو تقديم أفضل غذاء صحي من بيض ولحوم الدواجن، حيث لا تركيز على آلية الإنتاج المناسبة، بل السعي المستمر نحو تسريع النمو، وتحقيق الفوائد المالية في أوقات قياسية.

يقول أخصائي الطب البيطري "فؤاد قاسم" لموقع "بلقيس": "بعكس ما يدّعيه أصحاب مزارع الدواجن، أنهم يقومون باتباع وسائل صحية لتربية الدواجن وإنتاج البيض وتسويق الفوائد الغذائية الوهمية للمستهلك، لا همَّ لهم إلا ممارسة نشاطهم بعقلية المستثمر فقط، وفي أقل من أسبوعين تصبح الأفراخ دواجن كبيرة جاهزة للأكل؛ لأنها خضعت لآلية تسريع النمو بالهرمونات، وتحسين الإنتاج الدوائي".

وتراجعت، خلال السنوات الأخيرة، عملية تربية الدواجن بالأعلاف المخصصة والمناسبة؛ كونها ليست مجدية لأصحاب المزارع على صعيد تحقيق الربح، مقارنةً بفترة النمو اللازمة.

يقول المواطن "مجيب عبد الله" لموقع "بلقيس": "أصحاب المزارع يستخدمون مواد كيماوية لتربية الدواجن بأسرع وقت وبيعها، مذاق لحومها غير لذيذ ومتغيِّر، كذلك طعم ورائحة البيض غير طبيعي، هذه ليست غذاء صالحا للإنسان، لقد تمت عملية إنتاجها بمحسِّنات صناعية خطيرة، يتم نفخها بهرمونات ومواد خطيرة على صحة المستهلكين".

تتحكم المحسِّنات الصناعية الخطيرة بعملية النمو، ومقدار حجم الدجاجة، أو البيضة الكبيرة منها أو الصغيرة، تلبيةً لرغبة أصحاب المزارع، وتماشياً مع كمية الحقن الهرموني، الذي يتدخل بتحديد الأحجام المطلوبة، وفقاً لما أضافه الطبيب البيطري في معرض حديثه لموقع "بلقيس".

- مخاطر العشوائية

تعد عملية التسمين الهرموني لتسريع نمو الدواجن من أخطر الظواهر السلبية ذات الجوانب العشوائية الضارة على صحة المستهلك اليمني، وذلك مع استمرار انعدام المعايير الإنتاجية الملائمة، وغياب دور الجهات الرقابية المختصة، في ظل الانهيار الجذري للمؤسسات الرسمية اليمنية.



تقول "نورية الصيفي" -أخصائية التغذية- لموقع "بلقيس": "ظاهرة التسمين الهرموني للدواجن، وتسريع إنتاجها من البيض، عشوائية وخطيرة، وتتسبب بأضرار صحية عندما تُستخدم مضادات حيوية خاصة بالبشر لتربية الدواجن وغيرها، فإن لحومها تتحول إلى سموم تهدد صحة المستهلك، ولم تعد غذاء مناسبا يحتوي على العناصر والفيتامينات، التي يحتاجها الجسم بنسب مختلفة، هذه أدوية وعقاقير خاصة بالإنسان، وليست لتربية الدواجن؛ أو الأغنام".

ونظراً لغياب وسائل الفحص اللازمة لمحسِّنات تسريع النمو، يخشى مستهلكو بيض ولحوم الدواجن من خطر العقاقير المستخدمة، ومن آثارها الصحية السيئة.

يقول عدد من المواطنين في صنعاء لموقع "بلقيس": "نخاف من أضرار الهرمونات التي تظهر في مذاق ورائحة البيض ولحوم الدواجن، حتى تغذيتنا أصبحت مسمومة في هذه الفترة، الأمراض المنتشرة حالياً سببها الأغذية".

ويرى باحثون أن "أدوية مختلفة تدخل في تسريع النمو؛ مثلاً: حبوب منع الحمل، أو بعض الهرمونات الأنثوية، وقد تعمل على اضطرابات هرمونية عند الذكور، خاصةً الذين يكثرون من تناول هذه الأطباق الغذائية".

- سوق متأرجحة

لم تعد هناك ضوابط ملزمة تتحكم بتنظيم كميات الإنتاج المحلي من البيض ولحوم الدواجن، إذ تعيش السوق المحلية حالة تأرجح؛ تارةً بزيادة أسعارها، وأحياناً نادرة تتراجع بمستويات طفيفة.

يقول "محمد ضبعان" -مالك مزرعة دواجن- لموقع "بلقيس": "أوقات يرتفع السعر وتحصل أزمة؛ نتيجة لأسباب كثيرة؛ منها قلة الإنتاج، وتعرض المزارع لكارثة، وكذلك الوضع الذي نحن فيه".

ويتراوح متوسط سعر الدجاجة الواحدة 2500 ريال (ما يعادل 4.5 دولار أمريكي سعر الصرف في مناطق سيطرة مليشيا الحوثي).

وبرغم صعوبة الأوضاع المعيشية للسكان، فإن الكثير منهم محرومون من اللحوم، فيما البعض وجدوا لحوم الدواجن بديلاً غذائي، حتى وأعلافها الهرمونية من أكثر، المسببات لأورام السرطان والاضطرابات الصحية.

تقارير

تعز تصارع العطش.. غياب المياه يشعل غضب السكان

من أزقة تعز وأحيائها المكتظة، تتصاعد حكايات الألم، لتختصر مأساة مدينة تعيش منذ أكثر من عقد حصارًا خانقًا فرضته مليشيا الحوثي، واليوم تعود أزمة المياه لتكشف وجهًا آخر من أوجه المعاناة، فتضع الناس بين مطرقة العطش وسندان الغلاء، في ظل صمت مريب من السلطات المحلية وغياب أي تدخل فعّال من المؤسسات المعنية.

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.