تقارير
هل ستنجح التقارير والعقوبات الدولية في الحد من نفوذ جهاز المخابرات الحوثي ووقف انتهاكاته؟
جهاز الأمن والمخابرات الذي أنشأته ميليشيا الحوثي في عام 2019 ودمج فيه جهازي الأمن السياسي والقومي إضافة لجهازها الأمني الخاص، يشهد انكشافا ملحوظا ويتحول من كيان غامض يعمل في الظل إلى موضوع للدراسات والتحليلات.
تقريران أحدهما عن مشروع مكافحة التطرف، والآخر عن فرودويكي أشار إلى خطورة الدور الذي يلعبه هذا الجهاز فبالإضافة إلى دوره في قمع المعارضة وانتهاك حقوق الإنسان، يتورط في تهريب الأسلحة وتجنيد الأطفال وتهديد الأمن والسلم العالميين.
هذا الاهتمام البحثي المتزايد بجهاز المخابرات الحوثي، يتزامن مع حزمة من العقوبات التي تفرضها الولايات المتحدة على قيادات حوثية، مما يشير إلى توجه دولي لمحاسبة هذه الميليشيا على انتهاكاتها.
وعلى الرغم من هذه الضغوط، يستمر الجهاز في اعتقال آلاف المواطنين اليمنيين، بمن فيهم موظفو المنظمات الدولية والسفارات، وتلفيق التهم لهم.
انكسر الصمت والخوف
يقول الأكاديمي والباحث الدكتور عبد القادر الخراز، بالنسبة للتقارير هي أيضا إضافة لما تم إصداره من تقارير سابقة عبر منظمات محلية أو مؤسسات محلية مثل فرودويكي وأيضا هناك مواقع صحفية أيضا أصدرت تقارير خلال الشهر الماضي، والتقرير الأخير أضاف بعض الأسماء الجديدة إلى جانب بعض المراحل التاريخية لهذه الأسماء، وهناك أسماء كررها.
وأضاف: في المجمل نحن نتحدث اليوم أنه انكسر ما يتعلق بالصمت أو الخوف من التحدث عن هذا الجهاز الحوثي خلال الفترة الماضية بعد أن كان هناك يعني ربما تخوف ربما عدم وجود معلومات، حيث لم يحاول الناشطون أن يتوجهوا لكشف حقائق هذا الجهاز، إلا منذ شهر أكتوبر الماضي.
وتابع: نحن بدأنا في كتابة هذه التفاصيل قبل أن نصدر التقرير في فرودويكي، حيث بدأنا بكتابة منشورات بتفاصيل معينة وهي التي وجهتنا إلى أننا فعلا نعمل تقرير متكامل.
وأردف: نحن أنجزنا الجزء الأول حاليا، وسيكون هناك جزء ثاني، لكن هذا التقرير الذي صدر أساسا يضاف إلى كل الجهود الموجودة وهذا مؤشر إلى أن هناك توجه دولي أساسا لمحاسبة ميليشيا الحوثي وتسليط الضوء على هذه الأسماء.
وزاد: لو لاحظنا هناك تقرير مهم أيضا من فريق الخبراء والذي صدر في نوفمبر الماضي، وهذا التقرير من أهميته يعكس أن هناك منظمات غربية سواء في أمريكا أو في أوروبا بدأت تصدر تقارير بعد تقرير فريق الخبراء لمجلس الأمن.
وقال: كان هذا التقرير مكون تقريبا من 537 صفحة وكان مركزا فعلا على ميليشيا الحوثي وجهازها الامني سواء الأمن والمخابرات أو الأجهزة التابعة لها، ولم يذكر الحكومة، رغم أن فريق الخبراء دائما يذكر الحكومة الشرعية مع ميليشيا الحوثي، وكان يسمي عادة ميليشيا الحوثي بسلطات الأمر الواقع، وفي هذا التقرير لم يذكر الشرعية نهائيا بل سمى الحوثيين جماعة إرهابية وهذا موقف يعتبر لمجلس الأمن.
وأضاف: هناك كثير من الأشياء التي ربما تلتقطها هذه المنظمات الدولية في أمريكا وفي الغرب وتعمل عليها، وبالتالي يجب حتى على الحكومة الشرعية العمل على هذه التقارير الموثقة وعدم إهمال كل ما كتب فيها.
وتابع: أنا دائما أركز على أن هناك تقارير موثقة ومهمة جدا وهناك تقارير ربما تكون كلاما فقط، لكن هذه تقارير موثقه سواء من هذه المنظمة أو من فرودويكي بمراجع ووثائق مهمة جدا، وضحت كثير من الأساليب التي يتبعها جهاز الأمن وأيضا مكوناته وكيف تكوّن.
وأردف: تقرير فرودويكي أوضح أن هذا الجهاز الأمني أساسا شُكل بشكل سري، في 2016م وأعلن عنه بشكل علني في 2019.
وزاد: منظمه فرودويكي أصدرت تقريرا بعنوان السلطة والتمويه في جهاز الأمن والمخابرات، وكان تقرير موثق في 45 صفحة فيه 31 وثيقة و39 مرجع، ووضح كثير من المسائل، منها الهيكلية الخاصة بجهاز الأمن والمخابرات التابع لميليشيا الحوثي، وكيفية عملها، وأيضا القيادات العليا الموجودة في الجهاز.
وقال: في هذا التقرير وضحنا تفاصيل تقريبا 10 أشخاص رئيسيين إلى جانب شخصين يعملون فيما يتعلق بالشركات، وضحنا شركتين مهمتين جدا وهي شركة الشامي وشركة الجابري الجابري، التي تشترك أساسا في ما يسمى الاتجار بالبشر، وتجنيد يمنيين في الحرب الروسية - الأوكرانية، وهذا شيء مهم إلى جانب ما يتعلق ب مدير إدارة السجون وهو عبدالقادر المرتضى، الذي أدرج في قائمة العقوبات قبل نحو أسبوعين.
تعريف عصابة الحوثي
يقول رئيس مركز البلاد للدراسات، حسين الصوفي، إن عصابة الحوثي هي تعيد تعريف نفسها وهذه التقارير التي تصدر سواء عن الدكتور عبد القادر أو عن المنظمات الأمريكية أو عن مجلس الأمن او عن لجنة الخبراء كلها تعيد تعريف هذه العصابة.
وأضاف: عصابة الحوثي هي مجرد مقاول من الداخل لكل المشاريع العبثية، وكل مشاريع التخريب، وربما الارتباطات والعلاقات وأيضا الشبكة التي كشفت عنها هذه التقارير تؤكد أن من يريد أن يتعاون في الاتجار بالبشر، الحوثيون كانوا أداة أو مقاول من الباطن يسهل مثل هذه الجرائم.
وتابع: من تم تهريبهم للقتال في سوريا وغيرها من المناطق هؤلاء أكدوا أنهم أمام جهاز منظم يمارس الجريمة المنظمة.
وأردف: هذه العصابة الحوثية هي نفسها ذات التفاصيل التي تكون مثلا في قصة تنظيم القاعدة وتهريب الأطفال وتهريب الأسلحة، وقصة داعش وايضا التفجيرات التي كانت تحدث في صنعاء هي نفسها ربما نسخة مكررة مما حدث في سوريا وهي ايضا نسخة محدثة ومكررة تكاد تتطابق مع ما حدث في العراق.
وزاد: لو نعود بالذاكرة إلى 2005 2006 في العراق كيف تم تفجير ما يسمى بالمراقد الشيعية، ثم إلصاق تلك التهم للتفجيرات بما يسمى بالجانب السني والحاضنة السنية، ثم هذه الدعاية التي كانت تتصاعد، ولم يتم القبض على الجناة ولم توقف الجريمة، وإنما تسببت في إعادة تشكيل الديموغرافيا، وهي ذات التهمة والجريمة وذات النسخة التي فعلتها عصابة الحوثي في صنعاء بالتفجيرات التي في جامع بدر وأيضا اغتيالات احمد شرف الدين وعبد الكريم جدبان وغيرهم، الذين تم اغتيالهم حتى اللحظة منذ عشر سنوات، لم يتم تقديم أحد إلى المحاكمة.