منوعات

"شارع المطاعم".. ملتقى ثقافي وشعبي دائم في صنعاء

20/12/2021, 16:21:36
المصدر : قناة بلقيس - كريم حسن

يُعد "شارع المطاعم"، وسط ميدان التحرير في صنعاء، أهم مُلتقى ثقافي وشعبي دائم، لكثير من الوجوه الثقافية والشعبية المختلفة، التي تتردد على المكان بصورة مستمرة، لتناول الأطعمة اللذيذة من المطاعم الشعبية، والمقاهي الشهيرة المتميزة بتقديم أطباق الأكل بنكهة شعبية خالصة وفريدة.

الفنان "عادل سمنان"، أحد زائري المكان باستمرار، يقول لموقع "بلقيس": "قد المجيء إلى هنا ضمن برنامجي اليومي، من شأن اصطبح وألتقي بالأصدقاء والزملاء، ما عاد للأكل لذّة وطعم إلا هنا".
ويحظى المكان بشهرة واسعة تمتد لأكثر من 40 عاماً، كونه أهم ملتقى لنُخب المدينة الثقافية والسياسية والعسكرية، وشهد حوادث كثيرة كالاغتيالات، وكذلك اعتقال عشرات السياسيين -
طبقاً للكاتب والأديب محمد الشيباني.
كما ترتبط شهرة المكان بعلاقة نشأته مع سنوات الجمهورية الأولى، لما مثّلته المطاعم والمقاهي -التي انتشرت في المكان- من مركز مهم يتجمّع فيه مثقفون وفنانون وسياسيون وعسكريون، قدِموا إلى صنعاء من مختلف محافظات الوطن.
 السبعيني "عبد الله البوري" - صاحب أحد أقدم المطاعم في الشارع- يقول لموقع "بلقيس": "فتحت المطعم من بداية السبعينات، والزبائن الذين كانوا يأتوا لهذا المكان، كثير منهم مثقفين وسياسيين وسفراء وعسكر، لأن الأكل كله شعبي، والأسعار مناسبة للجميع".
وإضافة إلى تلك النّخب يتوافد إلى المكان مواطنون عاديون، لتناول ألذ الوجبات الشعبية وتذوّق طعم الشاي العدني المتفرّد بتقديمه لهم "مقهى مدهش".
الخمسيني "عامر دماج" -أحد الزائرين الدائمين- يقول لموقع "بلقيس": "من سنوات طويلة وأنا أمر أشرب شاي بالحليب من عند مدهش، له طعم ومذاق مختلف ونادر".

-إدمان المكان

تسري الحيوية الدائمة في كافة تفاصيل المكان، كونه مجمعا لعدد من المطاعم والمقاهي الشعبية المائزة، إضافة إلى اعتباره ملتقى ثقافيا لنُخب متنوّعة.
وتبرز النّكهة الشعبية على روح المكان المزدحم بالزائرين، على الرغم من اختلاف مناطقهم، لكنهم يفضّلون تذوق ما يقدَّم هناك من وجبات على الطريقة الشعبية الحاضرة في مطاعم ومقاهي الشارع منذ تأسيسه قبل عقود.
"غالب العزعزي" -مالك أحد المطاعم- يقول لموقع "بلقيس": "كثير من الناس الذين يأتون إلى هذه المطاعم يبحثون عن المأكولات الشعبية، الحركة ما تتوقف هنا من الصباح إلى آخر الليل".
ويشتهي كثيرون جودة تذوّق المأكولات الشعبية التي تقدّمها تلك المطاعم والمقاهي العريقة في المكان بصورة يومية.
وتبدو زيارة المثقفين والفنانين وبعض السياسيين والدبلوماسيين السابقين، الدائمة للمكان أشبه بالإدمان، نظراً للخصوصية الفريدة التي يتمتّع بها "شارع المطاعم" في مختلف المراحل.

الكاتب "محمد الحاضري" -أحد مُدمني المكان- يقول لموقع "بلقيس": "أصبح ارتباطنا بالمكان روحياً، نلتقي بالأصحاب، ونتذوّق ألذّ الأطباق الشعبية فيه، لنا عقود من الزمن، وشارع المطاعم متنفس للجميع".
تبرز ملامح الدَّهشة من بساطة المكان العامر بالروح الوطنية، الممزوجة بالنكهة الشعبية المتنوّعة، لدى الحضور المستمر والدائم فيه.
 ورغم تناقص عدد المطاعم في المكان -خلال فترات مختلفة- إلا أنه ما يزال محتفظاً بخصوصية تميُّز عالية لدى البسطاء والنّخب الثقافية والسياسية في المدينة.

ــ نسبة للعدَانِية

تبدو أصالة المذاق الشعبي أكثر قُرباً لدى معظم الحاضرين في المكان، الذي شكّل أهم ملتقى ثقافي وشعبي في قلب صنعاء الجديدة، كونه الأنسب لهم رغم ظهور أماكن منافسة له في مراحل مختلفة، إلا أنه ما يزال الأبرز من بينها، نظراً لتشكّل هويته من مختلف الأوساط والنّكهات الشعبية.

الموظف الأربعيني "فؤاد حامد"، يقول لموقع "بلقيس": "الأكل هنا له مذاق مختلف، فيه المخبوزات الشعبية، والشاي الحليب، ألذ وأطعم من أي مكان آخر، وأسعارهم مناسبة لكل الناس، شارع المطاعم من أجمل الأماكن في صنعاء للأكل ولقاء الأصدقاء".
إضافة إلى أن المطاعم والمقاهي فيه تفتح أبوابها باكراً، وتغلقها في وقت متأخّر من الليل.

وعُرف المكان باسم شارع "العدَانِية" منذ منتصف الثمانينات، نسبة إلى توافد كثير من أبناء الجنوب إليه، عقب هروبهم إلى صنعاء نتيجة لأحداث 13 يناير في العام 1986م، إذ شهد المكان ازدهاراً لافتاً، بفضل الناجين من أحداث الصراع.

ما يؤكده العزعزي -خلال حديثه لموقع "بلقيس"- بقوله: "الشارع تحرّك كثيرا، بعد ما جاء الجنوبيون الهاربون من أحداث يناير عام 86م، كان الشغل حريقة والأمور تمام".
ليُعرف لاحقاً بشارع "العدَانِية"، كونه أكبر مكان يتجمّع فيه أبناء الجنوب من فئات مختلف (مثقفون وفنانون وعسكريون وسياسيون وآخرون).
 الستيني علي الميسري- عسكري متقاعد- يقول لموقع "بلقيس": "من يوم جئت إلى صنعاء وأنا أزور المكان، ألتقي بالأصحاب والرفاق، والمأكولات هنا شهيّة بطعمها، لأن لها طابع شعبي خاص ومميّز".

منوعات

السلاحف البحرية: الاصطياد الجائر يهددها بالانقراض من سواحل اليمن

قبل خمس سنوات تقريباً، وحين كان الناشط البيئي فتحي سويد مارًّا على شاطئ 'خور العميرة' الساحلية، 100 كم غرب عدن، في ساعات الفجر الأولى، فوجئ ببقايا سلحفاة بحرية تم تقطيعها من قِبل صيادين مجهولين، حيث يتم استخراج بعض أعضائها لأكلها، أو المتاجرة بها من خلال بيعها في بعض المطاعم في مدينة عدن جنوب البلاد، وهو الأمر الذي أثار سخطه ليبدأ بعدها رحلة مضنية في كشف تلك المخالفات التي تهدد البيئة البحرية المتنوِّعة، من خلال صفحته على "فيسبوك".

منوعات

"المكلوح".. نصف قرن من بيع السمك المجفف في ساحل لحج

يُغادر علي المكلوح (75 عاماً) منزله الكائن في قرية "جديمة" بمديرية المضاربة ورأس العارة في محافظة لحج، نحو ساحل رأس العارة، قاطعاً مسافة 5 كيلومترات، وذلك للعمل في صندقة صغيرة مكوّنة من الخشب، يعرض فيها أنواعاً مختلفة من السمك المجفف.

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.