مقالات

حكاية المُسَفِّلَة غُيُوم عَالم

13/04/2024, 16:01:28

مثلما يرتدي رجال الفضاء بدلة الفضاء، ويرتدي الغواصون بدلة الغوص، كانت المُسَفِّلة غيوم عالم كلما همَّت بالهبوط إلى العالمي السفلي، ترتدي بدلة التَسَفُّل "الكفن"، وكانت ما تنفك تقول لنساء القرية إنها عندما ترتدي الكفن تشعر كما لو أن روحها خرجت من جسدها.

لكن هبوطها إلى العالم السفلي لم يكن سهلا بنفس سهولة ارتداء بدلة التسفّل، فقد كان عليها لكي ما تهبط إلى العالم السفلي ليس فقط أن تلبس ملابس الموتى، وإنما عليها أن تستحم بالماء والطين، وتقص أظافرها، وتنتف شعر عانتها، وتدهن كامل جسدها بزيت السمسم، وتنذر الصيام، وتحبس نفسها في مكان مظلم  استعدادا للهبوط.

وفي ليلة هبوطها إلى العالم السفلي، كانت المُسَفِّلة غيوما تخرج من غرفتها المظلمة، وتهبط الدرج إلى الدور الأسفل، وتمشي في الظلام إلى حجرة مدفن الحبوب، ومن حجرة المدفن تهبط سلماً حجرياً يفضي إلى باب السرداب  المؤدي إلى العالم السفلي.

وعند وصولها باب السرداب،  كانت تصرخ بكل صوتها، وبعد تلك الصرخة المريعة تفقد وعيها، وتسقط أرضا، وتبقى مطروحة عند باب السرداب  جسدا بلا روح.

ومثل ساعي البريد، الذي ينقل الرسائل، كانت المُسَفِّلة غيوم عالم تنقل رسائل نساء القرية إلى آبائهن وأمهاتهن، وإلى أزواجهن وأولادهن، الذين ماتوا وسبقوهن في الذهاب إلى العالم الآخر، وقيل إن أول هبوط لها كان وهي طفلة في التاسعة من عُمرها، ثم راحت تواصل الهبوط لتُشبع حاجةً في نفسها، لكن لا أحد كان يصدقها، والكل كان يسخر منها، وأما النساء فكن يشفقن عليها، ويقلن إن شيطانا يتلبَّسها، ووحدهم الأطفال كانوا يصدِّقونها حين تحدثهم عن رحلاتها إلى العالم السفلي، وعن أقاربهم الموتى، الذين التقتهم، وكان الأطفال يُرعبون، ويكلمون أُمهاتهم، وأمهاتهم يقلن لهم إن هناك شيطانا يتلبسها، وأنها تكذب، وليس عليهم أن يصدقونها، لكن الأطفال -وبالرغم من أن حديثها عن رحلاتها إلى العالم السفلي كان يرعبهم- على عكس أمهاتهم كانوا يصغون إليها، ويصدقونها، وذات يوم -وعُمرها أربع عشرة سَنة- مات عبد الرب علوان، وبعد موته بأيام ذهب جاره جازم نعمان إلى زوجته، زهور غانم، وادّعى بأن زوجها  قبل أن يموت بأشهر استلف منه خمسين ريالا فضيا، ولم يُعِدها إليه، وطلب منها أن تسدِّد له دين زوجها، لكنها لم تصدِّقه، وقالت له إن زوجها كان يُعطي ولا يأخذ، يسلِّف الناس ولا يتسلَّف، وزعل جازم نعمان من ردها، وراح يهددها بالذهاب إلى الحكومة، إن هي لم تسدد له الخمسين الريال، التي تسلَّفها زوجها منه.

ولكثرة ما أزعجها، وهددها بالذهاب إلى الحكومة، اقترحت عليها "فازعة عالم" أن تستعين بأختها غيوم عالم، وتطلب منها أن تهبط إلى العالم السُّفلي، وتسأل زوجها عبد الرب علوان عن صحة ما يدَّعيه جازم نعمان، غير أن زهور غانم لم تكن تصدِّق كلام فازعة عن قدرة أختها غيوم على النزول إلى العالم السفلي، والتواصل مع الموتى، وكانت -مثل غيرها من نساء القرية- تسخر من الطفلة غيوم، وتقول إن شيطانا يتلبسها، وبحاجة إلى من يعالجها، لكنها بعد أن راح جازم نعمان يزعجها، ويضغط عليها، ويهددها بالذهاب إلى الحكومة لتقديم شكوى بها وبزوجها الميت، وافقت على اقتراح فازعة، وطلبت من غيوم عالم أن تنزل إلى العالم السفلي، وتنقل رسالتها إلى زوجها عبد الرب علوان، وتسأله عمّاإذا كان صحيحا ما يدّعيه جازم نعمان، أم أنه يكذب؟ وقالت لها:

- "انزلي يا غيوم إلى الدنيا السُّفلى، وقولي لزوجي عبد الرب هُوْ صدق جازم نعمان يسألك خمسين ريالا والا يكذب؟!!".

قالت لها ذلك وأعطتها ريالا فضيا مقابل نزولها، ونقل رسالتها إلى زوجها الميت عبد الرب علوان.

فرحت غيوم عالم يومها فرحا عظيما، لكنها لم تفرح بالريال الفضي؛ رغم حاجتها الشديدة إليه، وإنما فرحت لأن زهور غانم طلبت منها النزول إلى العالم السّفلي، ونقل رسالتها إلى زوجها، وكان ذلك بمثابة اعتراف منها بموهبتها وبقدرتها على التنقل بين العالمين.
وفي الليلة التي هبطت فيها تفاجأ عبد الرب علوان حين أبصرها تقترب منه، وتسلم عليه، وقال لها: -"والله يا غيوم لما كنت أسمع أنك تنزلي للدنيا السفلى  ما كنت أصدق".

قالت له: "كنت تصدق مرتك زهور".

واعترف لها بأنه كان يصدق ما تقوله زهور زوجته، وحين سألها عن سبب نزولها، أخبرته بأن زوجته زهور هي التي طلبت منها أن تنزل، وتقابله:

"قال لها وقد انزعج وارتعد واكتسى وجهه بالرعب: "هذي المرة حتى وأنا ميت تلاحق بعدي ما تخلي لي حالي ليش أرسلتك؟! وايش تشتي مني؟!".

وراحت غيوم عالم تطمئنه  وتهدئ من روعه، وتقول له: "ما فيش حاجة يا عبد الرب لا تزعِّلش نفسك".

قال لها: "كيف ما تشتيناش أزعل، وهي بعدي وأنا حي، وبعدي وأنا ميت!!".

 قالت له غيوم عالم: "زهور تبلغك السلام يا عبد الرب، وتقول لك: "هُوْ صدق جازم نعمان يسألك خمسين ريال وإلا يكذب؟!!".

وبعد أن عرف بأن زوجته أرسلت المُسَفِّلة غيوم عالم في قضية تتعلق بسمعته، اطمئن وهدأ، لكنه ما لبث أن انفعل، وتألم من جاره وصاحبه جازم نعمان، وصاح قائلا بكل صوته:  "كذب يا غيوم..جازم نعمان كذاب، أنا اللي أسأله خمسين ريال، مش هو اللي يسألنا..

عنده لي خمسين ريال، وكنت قد سامحته بها وأنا حي، وقلت له: "مسامح يا جازم، لكن ما دام هو يكذب، ويدّعي أنه يسألنا، قولي لها تطالبه بالخمسين الريال اللي عنده، ولو هو أنكر تشتكي به عند العاقل بجاش".

وعند عودتها من العالم السُّفلي أخبرتها غيوم بما قاله لها زوجها عبد الرب علوان، وفرحت زهور غانم بجواب زوجها، ومن شدة فرحتها أعطت غيوم عالم نصف ريال فوق الريال الذي أعطته لها قبل نزولها، ثم راحت من سقف بيتها تعلن لأهل القرية خبر نزول غيوم عالم إلى العالم  السفلي، ولقائها بزوجها عبد الرب علوان، وأخبرتهم برد زوجها على ادعاء جازم نعمان، وكان أن شاع الخبر الذي نقلته المُسَفِّلة غيوم عالم، ووصل إلى مسامع جازم نعمان، الذي تفاجأ، وانزعج، وشعر بالرعب حتى إنه لشدة ما فاجأه الخبر وصعقه، اعترف أمام العاقل بجاش بالحقيقة، وبأنه مدين للمتوفي عبد الرب علوان بخمسين ريالا فضيا، وبعد اعترافه اعترفت القرية بموهبة غيوم عالم، وراحت زهور غانم تمتدحها، وتثني عليها، وتشهد لها أمام نساء القرية بأنها مُسَفّلة حقيقية، وليست مدعية، ومن حينها صارت النساء يثقن بها، ويعتمدن عليها في نقل رسائلهن إلى أزواجهن المتوفين، وأقاربهن، لكن نجمها لمع بعد موت السيد عبد القادر، وكان السيد عبد القادر رجلا بخيلا، وفيه طمع،  وكان خبر صندوقه المليء بالعملات الفضية والذهبية قد أصبح حديث أهل القرية:

"ولأنه مات فجأة، فقد راحت زوجته زينب تبحث عن صندوقه في كل غرف وحجرات الدار، لكنها -وبعد أن بحثت في كل مكان وقلبت عالي البيت سافله ولم تجد له أثرا- ذهبت إلى المُسفلة غيوم عالم، وطلبت منها أن تهبط إلى العالم السفلي، وتسأل زوجها عن المكان الذي أخفى فيه صندوقه، وهبطت غيوم والتقت السيد عبد القادر، وسألته عن المكان الذي أخفى فيه صندوقه، لكن البخيل يظل بخيلا حتى بعد موته، ولشدة بخل السيد عبد القادر رفض أن يخبرها بالمكان الذي أخفى فيه صندوقه، بيد أن غيوم عالم الجميلة والذكية، التي كان الكل يطمع بها، استطاعت بجمالها وبذكائها أن تجعله يخبرها بالمكان الذي أخفاه فيه.

وعند عودتها من العالم السفلي قالت لزوجته زينب إن زوجها البخيل صار وهو ميت أشد بخلا مما كان عليه في الدنيا، وأخبرتها بأنه في البداية رفض أن يخبرها بالمكان الذي أخفى فيه صندوقه، لكنها استطاعت  بطريقتها أن تجعله يغيّر رأيه، وحين سألتها زينب عن المكان الذي أخفاه فيه، قالت لها: "تحت القعادة".

وكانت زينب قد فتشت في كل مكان، وفي كل زاوية، ولم يخطر في بالها أن زوجها أخفى الصندوق تحت سرير نومها.

وبمجرد أن شاع خبر العثور على صندوق السيد عبد القادر، حتى ذاعت شهرة غيوم، وتخطت حدود القرية، وأصبحت النساء من كل القرى يجئن إليها، ويطلبن منها الهبوط إلى العالم السفلي لنقل رسائلهن إلى أزواجهن وأقاربهن الموتى، ولمعرفة أخبارهم، لكنها وقد بلغت الأربعين بلغت ذروة شهرتها، وذلك بعد ان كانت السبب في كشف جريمة اغتيال الشيخ مراد الرماح شيخ مشايخ قرية العكابر وأب الشيخة زعفران.

ذات صباح، حضرت الشيخة زعفران ممتطية بغلتها البيضاء إلى بيت المُسَفّلة غيوم عالم، وطلبت منها أن تهبط إلى العالم السفلي، وتبحث عن أبيها الشيخ مراد الرماح بين الموتى، وكان قد اختفى ولا أحد يعرف مصيره، هل هو حي أم ميت؟! وهل مات موتا أم قتل قتلا؟! لكن المُسَفلة غيوم اعتذرت للشيخة زعفران، وقالت لها إنها لا تستطيع أن تهبط إلى العالم السفلي، وزعلت الشيخة منها، لكن غيوم قالت لها إننها لو نزلت وهي مضرَّجة بدم "دورتها الشهرية" فإن رائحة دم دورتها سوف تثير هيجان وغضب الموتى، وقد لا تستطيع العودة من العالم السفلي، وبالكاد اقتنعت الشيخة بكلامها، وكان حزنها على اختفاء أبيها قد أفقدها صبرها، وشيئا من حكمتها.

وفي رحلتها إلى العالم السفلي، التقت غيوم عالم بروح الشيخ مراد الرماح، الذي أخبرها بأنه مات مقتولا.

وحين سالته غيوم عن غرمائه قال لها: "غرمائي القاضي غالب التنكة حاكم حيفان، والشيخ دبوان شيخ  قرية الصّرُوْر".

وسألته عن المكان الذي قُتِل فيه، فسمى لها المكان: "راس النقيل".

وسألها الشيخ مراد عن حصانه فقالت له غيوم عالم بأن "الحصان عاد إلى الحصن وهو مضرّج بالدّم".

وقال يسألها، وقد بدا عليه الغضب: "لماذا تأخرت زعفران بنتي في البحث عني؟ لماذا لم تطلب منك يا غيوم النزول إلى العالم السفلي ساعة عاد حصاني، وهو مضرج بدمي؟!".

وقال لها إنه يخشى أن تكون الكلاب قد أكلت جثته، وعبثت بها.

قالت له المُسَفلة غيوم إن الشيخة زعفران بعد عودة حصانه مضرجا بدمه طلبت منها أن تهبط إلى العالم السفلي، لكنها هي الأخرى كانت مضرجة بدمها، ولشدة خوفها من غضبه طلبت منه أن يسامحها على التأخير، وقالت له: "أني السبب يا شيخ مراد، سامحني، كنت حايض".  

قال لها، وهو يشهر غضبه في وجهها: " لوحدث أن أكلت الكلاب جثتي لن أسامحك ياغيوم، ولن أسامح زعفران بنتي".

قالت له، وهي ترتجف: "الكلاب يا شيخ مراد تخاف منك حي كنت والا ميت، لكن أني خايف علوك من الحَمَل مش من الكلاب".

ولأن برج الشيخ مراد الرماح هو "الحَمَل" فقد أجفل ومال وجهه إلى الإصفرار، ثم لخوفه من أن ينبش الحَمَل قبره، طلب منها أن تبلغ ابنته الشيخة الزعفران بأن تعمل كل ما يمكنها فعله لمنع الحَمَل من نبش قبره.

بعدئذ سألها عن الشيخة زعفران، وقال لها: "هل تمشيخت زعفران من بعدي يا غيوم، أم أن العكابر لا يريدون امرأة شيخة عليهم؟".

فقالت له غيوم عالم إن ابنته زعفران ليست مهتمة بموضوع المشيخة، وإن ما يهمها وما يشغل بالها هو أن تعرف أخباره وأن تطمئن عليه.

وشعر الشيخ مراد بالارتياح؛ كون ابنته قلقة عليه، ومهتمة به، ولشدة فرحه قال لها: "أنا ندمان -يا غيوم- وشاعر بالندم".

قالت له غيوم عالم: "على مو ندمان -يا شيخ مراد- وأنت عشت حياة ما عاشها واحد قبلك، ولا سعيشها واحد من بعدك!".

قال لها: "ندمان -يا غيوم- لأننا ما تزوجتك".

كانت غيوم عالم أصغر من أختها فازعة بعشرين عاما، وأجمل منها بعشرين مرة، لكن فتيان القرية بسبب هبوطها إلى العالم السُّفلي، وتواصلها مع الموتى استبعدوها، ولم يتقدموا لخطبتها؛ رغم جمالها، وقيل إنها كانت ترد كل من يتقدم لها، وكان الشيخ مراد الرماح قد تقدم لخطبتها؛ لكنها ردته، وقالت له إنها لو تزوجته قد يأتي يوم يقدم فيه على قتلها، وحين سألها عن الدافع الذي قد يدفعه إلى قتلها، قالت له إن قدرها كمُسَفِّلة هو أن تتنقل بين عالمين: بين عالم الأحياء وعالم الموتى، وأنه فيما لو قبلت وتزوجته ربما يأتي يوم تعود إليه من عالم الموتى، وهي حامل.

واستغرب الشيخ مراد من كلامها، وراح يسألها عن المقصود بقولها إنها سترجع من العالم السّفلي وهي حامل؟!!

قالت له غيوم إنها قد تقع في حب واحد من سكان العالم السفلي، وتحبل منه.

قال لها إنه لو حدث ذلك، وعادت إليه من العالم السّفلي وهي حامل سيتعامل مع ابن  الرجل الميت كأنه ابنه، وفرحت غيوم عندما أدركت أن الشيخ مراد يحبها بهذا القدر، وقالت له إنها لو تزوجته سوف لن يكون بمقدورها أن تمارس مهنتها كمُسَفلة، وتنتقل من عالم الأحياء إلى عالم الموتى والعكس، لكن الشيخ مراد راح يطمئنها، ويقول لها إنه لن يمنعها من ممارسة مهنة التسفل، وسيكون بمقدورها وقد صارت زوجته أن تتحرك بين العالمين بكل حُرية. وضحكت غيوم عالم، وقالت له تصارحه بالحقيقة: "يا شيخ مراد، بعد ما تتزوجني وتفتحني مو قدَّرني انزل إلى الدنيا السفلى".

واستغرب الشيخ مراد، وسألها عن المانع، ولماذا لا تستطيع الهبوط إلى العالم السفلي طالما هو مرخِّص لها؟
ّ
قالت له، وهي تواصل ضحكها، إن بكارتها هي جواز مرورها، ولو أنها تزوجته سوف تفقد بكارتها، وعندئذ لن يكون  بمقدورها أن تهبط إلى العالم السُّفلي، وهي بدون بكارة.

مقالات

اغتصاب مدينة!

للمدينة ذاكرة لا تمحو ولا تُمحى؛ ذاكرة المكان والزمان والناس والأشياء والمشاعر والألسنة.

مقالات

الرؤية الرومانسية للمصير...!

"يبدو المجال واسعًا لدراسة الشعر الذي ارتبط بالمصير الإنساني، والتعرف على وجود رومانسيته باعتبار الموت أحياناً يكون ملاذاً آمناً أكثر من الحياة، وهو ما أثبتته الحروب والصراعات والأمراض اليوم، وكما قال المتنبي: كفى بك داءً أن ترى الموت شافيا وحسب المنايا أن يكُنَّ أمانيا".

مقالات

عندما يكون اليمنيون مجرد كرة!

لا شيء يشير إلى أن اليمنيين يتحرّكون بمحض إرادتهم. لا السلام يتدحرج إلى الأمام ضمن مسار أولويات يمنية، ولا الحرب وضعت أوزاها تحقيقاً لرغبة ومصالح داخلية.

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.