مقالات

قراءة نقدية لكتاب الكافي عن تاريخ اليمن من منظور اجتماعي (1-4)

06/01/2025, 08:54:32

أولاً: الملاحظات العامة.

تلقيت مؤخراً نبأ صدور كتاب الأخ العزيز الأستاذ/ مطهر أحمد تقي بعنوان "الكافي من تاريخ اليمن" فذكرني العنوان بكتاب واحداً من أشهر مراجع الشيعة الأثنا عشرية للكيليني بنفس الاسم "الكافي" والذي كرسه مؤلفه لمعجزات أئمة الشيعة الأثنا عشرية بفصول وأبواب بعناوين منها: "أن الأئمة يعلمون الغيب مما كان وماهو كائن ومافي الإمكان أن يكون وأن ليس في علم الناس من الحق إلا ما أتى منهم وكل ما عداه باطل وأنهم لا يموتون إلا بإرادتهم وأن الأرض كلها للإمام ...الخ...ألخ"، فخشيتُ على صاحبي وصديقي مطهر من أن يكون قد اختار هذا العنون لكتابه تيمناً بما قبله أو بخلافه، وما إن دفع إلي بنسختي المهداة منه مشكوراً حتى وجدت "كافي" مطهر في التاريخ اليمني "المنصف" غير "كافي" الكليني "المشعوذ" والمتجني على العقل والدين الحق والضمير الإنساني.

فماذا عن كتاب "كافي الأخ مطهر تقي عن تاريخ اليمن برؤية نقدية من المنظور الاجتماعي الذي لا علاقة له براوية الحدث بقدر اهتمامه بتحليل المضمون وقياسه على منطق العقل وشروط الزمان والمكان بحسب ابن خلدون والموجز ذلك في الآتي:

1) طباعة وإخراج جميل ولغة علمية راقية وشبة خالية من الأخطاء المطبعية واللغوية وفي كل ذلك من جهد الكاتب والمخرج والطباعة ما يستحق التقدير.

2) من ناحية المضمون استطاع "تقي أن يتقي" كل مزالق السقوط والهفوات التي كثيراً ما وقع فيها الآخرون قبله تعصباً لهذا الطرف أو ذاك بدوافع أيديولوجية مسبقة، متلمساً طريق السلامة الأقرب إلى الحقيقة وصواب الرأي المنصف.

3) كان لحضور رأيه الشخصي المميز أثر واضح ومهم في ترجيح كفة العقل والحقيقة الأقرب إلى الموضوعية حينما يشتد تضارب الروايات المصطنعة والمواقف المفتعلة والمغيبة للعقل والحكمة المنطقية والموضوعية، كما في غلو بعض الشيعة وحق الولاية وأكذوبة الردة في اليمن ...الخ...الخ من كل ما ورد في متن الكتاب من المسائل الخلافية التي كان فيها حكماً عادلاً بلا شطط.

4) مالا يمكن إجازته للأخ/ مطهر هي مجموعة من القضايا المحورية التي تم فهمها وعرضها بمفهوم انطباعي من تداول الأفكار السطحية الشائعة المجافية حتى لأغلب ما توافق عليه المؤرخون خصوصاً في المبالغة في الديانات والمعبودات اليمنية القديمة رغم تواضعها الشديد، ومفهوم القبيلة اليمنية ودورها عبر الصور كما يقول، وهي المفهوم النقيض لمعنى الدولة والتحضر وخرافة الجد الواحد للقبيلة أو الشعب، وبلقيس اليمنية وبلقيس الحبشية حيث لا مسمى قط لبلقيس بل ملكة واحدة لليمن والحبشة كامتداد جغرافي واجتماعي موحد، ولم يكشف اسمها الحقيقي بعد، كسيدة بنت أحمد التي تحولت إلى أروى، وقضية عبهلة بن كعب العنسي فوصفه بالأسود هي مذمة من خصومه بعد مقتله وليس لقب مكانة سياسية أو اجتماعية، وهو من عنس كأسمه، بدا ثورته من الجوف وليس العكس، إلى جانب تغييب أهم المراجع والمؤرخين اليمنيين والمعاصرين من الفرح والكميم والحداد، ومجموعة الباحثين الألمان الأكثر اهتماماً بالتاريخ اليمني القديم، والاعتماد على عبدالله الشيبة ويوسف عبدالله بحجة الأكاديمية التي ليست بحجة، وهو الذي لا يوجد له عمل علمي واحد، ناهيك تحليله لثورة الأمصار والمدينة على الخليفة عثمان لتغليب مصالح أهله على مصالح الأمة بأنها مجرد فتنة، وللأخ مطهر العذر في كل ذلك فهو كمؤرخ لمدرسة تقليدية مجرد ناقل وراوٍ عن راوٍ والعهدة على الراوي كما يقول المقلدون، وذلك ما سنتناوله في تفاصيل الحلقات التالية.

مقالات

الشتاء صديق التجمعات الإنسانية

هناك الكثير من المناوشات بين أنصار وأعداء الشتاء، ولا شك أن أعداء الشتاء هم موالعة القات وما أكثرهم في اليمن بكل أسف. وأعداء الشتاء هؤلاء موزعون على كامل الجغرافيا اليمنية، ونستثني المناطق المتصلة بتهامة مثل حجة وبلاد الشام

مقالات

يسلم باسعيد: صوت الرحيل ودموع المسافر في "سُلّم الطائرة"

كتب الشعر كما تُكتب المنافي على الأرواح؛ كتب الحب كما يكتبه العابر خائفًا من أن تتساقط منه بقية قلبه، وكتب الأغنية كمن يخطّ صوته على زجاج الريح. على متن الطائرة وُلدت أغنية "سُلّم الطائرة"؛ لم تُشغله الغيوم المعلقة فوق الوجود، ولم يفتنه اتساع النوافذ، فقد كان غارقًا في تلك الدموع التي باغتته وهو يصعد السُلّم، دموعٌ تشبه احتجاج القلب على قدره، وتشبه الوصايا الأخيرة للمسافر حين يودّع ظلاله.

مقالات

قراءة مكملة لمقال الدكتور ياسين سعيد نعمان “مكر التاريخ”

لا يستطيع قارئ منصف تجاهل القيمة التحليلية العالية التي حملها المقال الأخير للدكتور ياسين سعيد نعمان، ولا عمق تجربته السياسية الممتدة التي تشكّل رصيدًا نضاليًا لا يُستهان به. فالرجل يتحدث من موقع الشاهد والفاعل، ومن زاوية ترى المشهد اليمني بقدر من الهدوء والخبرة قلّ أن تتوفر اليوم في خضم الصخب الدائر.

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.