في خضم الأزمات المتتالية، التي تعصف باليمن، وفي وقت تحتاج فيه اليمن إلى لملمة شتاتها وترميم نسيجها الوطني، تخرج دعوات هنا وهناك تطالب بالانفصال، أو إعلان حكم ذاتي!! وآخرها ما يُتداول حول سعي محافظة حضرموت اليمنية، وقلبها النابض الكبير، لإعلان شكل من أشكال الحكم الذاتي كدولة مستقلة.

لا يميل التاريخ دائماً إلى من تصدروا المشهد السياسي واحتلوا العناوين، بقدر ما ينحاز إلى الشخصيات التي تركت بصمة حقيقية في وعي الأمم. وفي تاريخ اليمن الحديث.. برزت أسماء عديدة بعضها تألق لفترة ثم خبا، وأخرى ظلت شامخة بفضل ثباتها على المبدأ وانحيازها للمصلحة الوطنية العليا ومن بين هذه الأسماء القليلة المتميّزة يبرز الأستاذ يحيى حسين العرشي بوصفه رجل دولة حقيقي، وصوتاً للاعتدال، حافظ على توازنه ووطنيته في مختلف المناصب التي تقلدها، وفي مختلف المحطات الحرجة التي مر بها اليمن.

في صفحة "210، وما بعدها"، يستهل الكاتب الحديث بعنوان عريض هو "القبيلة اليمنية عبر العصور"، ويرد تحته مباشرة النص الآتي: "يتضح لنا أن الممالك اليمنية الست الرئيسية، التي أعظمها وأقدمها مملكة سبأ، ثم معين وحضرموت وأوسان وقتبان، ثم حمير

ثالثاً: اليمن بيئة اجتماعية غير صالحة للغلو والتطرّف الديني.

ثانياً: الفرضية الاجتماعية بين الأسطورة المكتوبة والحقيقة المجهولة.

استطاع "تقي أن يتقي" كل مزالق السقوط والهفوات التي كثيراً ما وقع فيها الآخرون قبله تعصباً لهذا الطرف أو ذاك بدوافع أيديولوجية

إذا علمت بما يجب أن تعلم به بأن الوحدة اليمنية ليست من صنع الثاني والعشرين من مايو 1990، في ذكراه الرابعة والأربعين، بقدر ما هو التعبير السياسي عنها لوجود أصيل وثابت ثبات جغرافية الأرض والتاريخ والإنسان، وهي الوحدة غير القابلة للتجزئة في مزاد المراهنات السياسية الخاسرة، والمتجنّية على حق وإرادة الشعب اليمني، ونضاله وتضحياته من أجلها.