مقالات

يومٌ عصيٌ على النسيان!

22/09/2024, 19:57:44

محاولة طمس ٢٦ سبتمبر محاولة عبثية، ولن تُجدي نفعاً ولا "ضفعاً"، وغبية، ولن تجدي منعاً، فقد تجذَّر هذا التاريخ في وجدان اليمنيين منذ نعومة أظافرهم وحتى "اكتهلوا"، وتشربَّت أجيال عديدة قداسة هذا اليوم، وجرى مجرى الدم في عروق وأوردة كل يمني، كان طفلاً في مدارج الصفوف الأولى، أو صبياً، أو شاباً، أو رجلاً، أو شيخاً، أو مكتهلاً، أو هرماً. 

إنَّ التكريس العظيم لقداسة هذا اليوم الأغر طوال ٦٢ عاما لن يستطيع أكبر ديكتاتور من طمسه بجرة قلم، أو بلون أسود، أو بتضليل القبائل التي تنعق مع كل ناعق، ولن تُجدي أي اعتقالات أو ترهيب، بل على العكس، كان بالإمكان أن يمر السادس والعشرين من سبتمبر مرور الكرام، وبكل هدوء، لو لم يحدث هذا المنع والقمع والمصادرة والاعتقالات، فكل ممنوع مرغوب فمبالنا بيوم 26، لا يوجد حاكم عاقل ولا سلطة واقع يتحدون شعباً بكل أطيافه المختلفة معها، ومعتقدات أجيال عديدة، يؤمنون بيقين حار ودماء متوقدة بأنَّ ثورة ٢٦ كانت  سبب الخلاص من الفقر والجوع والمرض، الذي عاد بكل عنفوانه وبجاحته وجبروته وجهله.

والعكس صحيح، سيبقى يوم ٢١ مرتبطاً بجوع اليمنيين وتحطم أحلامهم وطموحاتهم وآمالهم، ولا نعتقد أن إنساناً عاقلا يُنكر هذه الحقيقة الناصعة السواد، وليس البياض.

والعجيب والغريب غياب العقل والتفكير والمنطق في كل ما يحدث، أليس فيهم رجلٌ رشيد. 

لقد قرأنا عدداً كبيراً من اللقاءات للمقربين من نظام علي صالح، وعرفنا أن بداية  انهيار نظامه بدأ بأسباب غياب العقل الرشيد، وتسلط القوة، وعوامل الاستبداد؛ عندما لم يعد يستمع لنصيحة مستشاريه على كثرتهم، وسيطرته على كل عوامل القوة في الجيش، وتسليمه مفاصل السلطة  لأولاده وأبناء أخيه، وتعاليه على لغة الحوار والمنطق مع اليمنيين جميعاً، وأحزابهم المختلفة، فانهار المعبد على جميع اليمنيين ما عدا المتربصين، ودفع ثمناً باهظاً كما رأى الجميع، وهو ليس أفدح من الثمن الذي دفعه اليمنيون جميعاً. 

هل سيظل اليمنيون عشر سنوات أخرى في هذا الجحيم؟ 

لقد تنفس اليمنيون ٢٦ سبتمبر مع  هواء وطنهم العليل، واستوطن عظامهم مع أشعة الشمس:

"أتدرين يا شمس ماذا جرى 

سلبنا الدُّجى فجرنا المختبي".

لقد صاغ طفولتنا وشبابنا ورجولتنا وكهولتنا  ضحى سبتمبر مع كل نشيد، وكل قصيدة، وكل بيت يتغنى باليمن والوطن والأحلام، أحلام اليمنيين وأطفالهم، وأطفال أطفالهم إلى ما يشاء الله. 

لقد فتحنا أعيننا على: 

"بلادي بلاد اليمن"، و"دمت يا سبتمبر التحرير يا فجر النضال"، و"هذه يومي فسيروا في ضحاها"، و"يا سماوات بلادي باركينا"، و"مدى السبعين يوما"، و"املأوا الدنيا ابتساما"، و"هتافات للشعب"، و"يا جماهير سبتمبر وأكتوبر"، و"جمهورية ومن قرح يقرح"، ومع عشرات إن لم تكن مئات الأناشيد الخالدة التي تردد الدنيا صداها صبح مساء، لشعراء ومطربين من كل الجغرافيا اليمنية. 

لا أحد يستطيع طمس الأيام العظيمة والجميلة من حياة اليمنيين إلا بأيام أجمل وأعظم منها، وبأعمال كبيرة تشهد لها الأيام والأجيال. 

ليس هناك من حل عادل في هذا الوطن إلا بالاحتكام إلى العقل والمنطق والرشد، وإلغاء أي تفكير عن إلغاء الآخرين، وتركيعهم، وجعلهم عبيدا لطائفة تدّعي الحق الإلهي. 

يجب على هذه الجماعة  احترام إرادة اليمنيين جميعاً، والعودة إلى كُتب التاريخ، وأخذ العظة والعِبرة.

"أليس فيكم رجل رشيد، انظروا أين كنتم وأين أصبحتم، في التاريخ لا يبقى شيء على حاله، التاريخ يعيد نفسه بطرق غريبة، لماذا غاب العقلاء؟".

مقالات

كيف عزز النصر السوري حضور تركيا

في السنوات الأخيرة، عززت تركيا حضورها كقوة إقليمية تسعى إلى لعب دور محوري في إعادة تشكيل التوازنات السياسية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وآسيا الوسطى.

مقالات

هل أصبح الحوثيون حقاً في دائرة الاستهداف؟

أكثر من مجرد الرّعب والفزع اللذين أحدثتهما الغارات الأمريكية على صنعاء، مساء السبت الماضي، فلا شيء يُذكر يمكن أن يؤثر على قدرة "جماعة الحوثيين"، وعلى استمرارها في استهداف إسرائيل، حتى ولو لمجرد المشاغبة عبر إطلاق مسيِّرةٍ هنا أو إسقاط صاروخ هناك على أرضٍ "فارغةٍ"، وكلُّها وسائل لا تقدِّم أو تؤخر شيئاً.

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.