مقالات

الدهشة والرقي في السيمفونيات التراثية

12/03/2022, 07:53:51

الإهداء إلى محمد القحوم.. وهو يضيء الروح اليمنية بعبقريته وتواضعه إلى الابتسامة التي أعادت إعمار المباهج.

من كل الفعاليات اليمنية، أظن أول فعالية تشعر اليمنيين بالرقي الفني والنفسي هي السيمفونيات التراثية التي يقدّمها محمد القحوم، تترجمت بشكل أوسع في "نغم يمني على ضفاف النيل".
مفهوم الأوبرا والأوكسترا  تحوّل إلى رأي عام بعد أن كان بوعي النّخب والسميعة. ووفق تقديري هذه التظاهرة الموسيقية سيكون لها أثرها النفسي والوجداني، وستلطف وجدان يمنيين كُثر، وهو ما تفعله الموسيقى.

لكن التهيئة الإعلامية والوجدانية وسّعت الجمهور، وكانت ليلة سيكون لها تفاعلاتها في الوعي واللاوعي. على الأقل نحو ١٠٠ شاب يمني سيدخلون عالم الموسيقى كمؤلّفين ومتذوّقين، أو حتى باحثين. سيقولون بعد عشر سنوات إن ليلة السيمفونيات  كانت الدافع، وسيذكرون ابتسامة فريحة، وبساطتها وتلقائيتها.

 في هذا العمل اتضحت رؤية القحوم ومشروعه. ما قاله في البوست هدفه تغيير نمطية السماع اليمني، أو إيجاد قالب سماع آخر غير السماع الطربي، وهو السماع الموسيقي.
هذا مشروع عملاق وتراكمي، لعلّه سيعوّض ما فات اليمنيين، وخصوصا جيل الشباب، من حرمان لحصة الموسيقى في المدارس في العشرينات السوداء، وزمن التحريم الصحوي فيما مضى، وزمن الزوامل والنخيط المسلح الإمامي الهاشمي حاليا.

في نقاشي مع الصديق العزيز ورفيق الدرب، أمين بارفيد، قال أيضا إن من ضمن الأهداف تمازج الحضارات بالموسيقى، وهذا هدف آخر يسعى له، وهو بُعد فلسفي حضاري، سيكون له أثره الكبير على الوجدان اليمني، الذي تعرّض للإتلاف
في السيمفونيات.

كانت هنالك التفاتات ذكية حضرت فيها اليمن بتنوّعها نسبياً، وكانت ليلة مليئة بالنّجوم، من التقديم الذي حضرت فيه أبرز نجمتين في الدراما، شروق وسالي، إلى نجوم الفن، وفيه تنويع بين النّخبويين والشعبويين، من العازف الرهيب أحمد الشيبة إلى صورة حسين محب مع القنبوس. وهذه زاوية مهمّة أن يتعرّف نحو مليون شاب يمني على آلة تراثية بديعة مثل القنبوس، وأثرها الثقافي لليمنيين خارج اليمن مثل ماليزيا وإندونيسيا، سأفرد لها مقالة مفصلة مستقبلاً.

الشجن الرهيب، الذي بثّه عازف المزمار عبدالله جمعان بن عبدان، وعازف السمسمية والفن البحري جاسم خير الله، وكذلك عن مغني الدان حسن بامليص، جعلني أغمض عيوني من الدهشة. كان الأمر بحنين إلى الجذور التاريخية والنفسية.
حضور فريحة التعبير عن جمال صنعاء القديمة، ضربة الصحن التي تعدل المزاج، وتحذف القلق والكلام الزائد، وتصفّي الذاكرة من التشوّش، تشعل البال مبخرة خميسية، من صنعاء القديمة تبث أطيب الروائح للدماغ، وتبعث التسالي والهناء.
الذين لم يستمزجوا الليلة التأسيسية للانتقال الموسيقي بحجج نقدية أصيلة، هذا أمر جيّد. العمل هو تراكمي، والمهم في الأعمال تقليل الأخطاء الفنية، وهذا ما حدث بالفعل.

الملاحظة الأصيلة هي التي قدّمها علي مطهر الإرياني بخصوص أغنية "انا يا ابوي انا"، هي من تراث إب "كلمات وألحان". وصنعاء هي تاجنا الفني، لكن إب أيضا ليست على خالة، إضافة إلى مسألة "البالة"، هي تراث مشترك بين المناطق الوسطى وذمار.

مقالات

حكاية الكافرة شُجُون ناشر (2-2)

عندما سألت شُجُوْنْ ناشر الدرويش عبد الحق عن السبب في أن الفقهاء يحرِّمون الغناء؟، قال لها الدرويش إن الفقهاء يحسدون المغنيين على أصواتهم الجميلة

مقالات

"بلقيس" لا تطفئ الشموع

ربّما زهرة العمر قضيتها في قناة "بلقيس"، كنتُ قادماً من عملٍ في وسيلة إعلام رسمية ممتلئة بالمحاذير إلى وسيلة شعارها "صوت كل اليمنيين"، كان ذلك بمثابة انتقال بين عالَمين.

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.