تقارير
"إرهابيون ولصوص".. هل تكون تصريحات مدير أمن عدن بداية لصحوة أمنية؟
في أول تصريح لمسؤول أمني، كشف مدير أمن عدن، اللواء مطهر الشعيبي، في اجتماع أمني، عن وجود ما أسماها "عناصر إرهابية ولصوص"، ضمن كوادر جهازي الشرطة والحزام الأمني في العاصمة المؤقتة، داعيا إلى إزالتها وتنظيف الجهاز الأمني منها.
في الاجتماع نفسه، أكد قائد قوات الحزام الأمني في عدن، جلال الربيعي، أن العديد من القيادات العسكرية والأمنية في عدن يستخدمون علم الجنوب كلافتة لشرعنة أعمال البسط ونهب الأراضي، مشيرا إلى أن هؤلاء يستغلون فوضى السلاح للعبث بأمن عدن ونشر الفوضى.
ورغم مرور أكثر من 6 سنوات على طرد مليشيا الحوثي منها، إلا أن عدن لا تزال تعاني فوضى عارمة نتيجة تعدد أسماء الأجهزة الأمنية والعسكرية وتعدد ولائها، الأمر الذي جعل المدينة تائهة ما بين الشرعية والانتقالي.
مكاشفات وفشل
وفي السياق، يقول الصحفي والناشط الحقوقي، محمد الأحمدي: "إن هذه الاعترافات من قِبل مدير أمن عدن- وإن جاءت متأخرة- إلا أنها تعد مكاشفات في سياق هذه الأحداث".
وأضاف الأحمدي، خلال حديثه لبرنامج "المساء اليمني" على قناة "بلقيس"، مساء أمس، أن هذه "الاعترافات أكدت مصداقية من نادوا مبكرا بإعادة ضبط الأمن في عدن، كما دحضت كل التهم التي كانت توجه إليهم كالعمالة للحوثي وغيرها".
ويرى الأحمدي أن "هذه التصريحات تؤكد فشل الحكومة الشرعية من ناحية وكذلك التحالف من ناحية أخرى، كما توضح فشل الكيانات التي أنشأها التحالف وكان يعتقد أنه من خلالها يمكن أن يوجد توازن لخدمة مصالحه وأجندته في اليمن".
ويشير الأحمدي إلى أن "الأوضاع المتردية في عدن، وغياب الأمن، وانعدام الخدمات الأساسية، أثرت سلبا على سير معركة اليمنيين الأساسية والمتمثلة بدحر الحوثيين وإسقاط الانقلاب".
صحوة أمنية
من جهته، يرى الصحفي صلاح السقلدي أن "تصريحات مدير أمن عدن وقائد الحزام الأمني فيها تؤكد بأن هناك صحوة أمنية للوقوف أمام الانهيار الأمني والاختلالات الموجودة في الأجهزة الأمنية".
ويشير إلى أن "هناك تجاوزات كبيرة باسم الأمن وباسم قيادات الأمن، وباسم الحزام الأمني، وبالتالي كان لا بُد من وقفة إزاء ذلك، وهذا ما دفع مدير أمن عدن وقائد الحزام الأمني إلى الخروج بتلك التصريحات".
ورغم تأكيد السقلدي أن التذمّر موجود من الأجهزة الأمنية، إلا أنه قال إنه ينبغي إدراك "أننا ورثنا مؤسسة منهارة ومدمّرة منذ 1994".
وبشأن الحديث عن أن مدير أمن عدن لا يمارس صلاحياته بشكل كامل، يؤكد السقلدي أن "مطهر الشعيبي يمارس صلاحياته بكل حرية، ولا يوجد أي اعتراضات من المجلس الانتقالي، ومن التشكيلات الموجودة".
ويستدرك حديثه ويوضح أن "هناك ازدواجية في الصلاحيات، وتعدد الأجهزة الأمنية"، مشيراً أن هناك خللا في الأمن، وهناك تصرفات يرفضها الجميع.
ويرى السقلدي أن "وجود هذه الأجهزة الأمنية بكل علاتها وأخطائها هي أفضل من الفراغ، وأفضل من غياب الأمن بشكل كامل".
بدوره، يقول رئيس تحرير صحيفة "عدن الغد"، فتحي بن لزرق: "إن التصريحات الأخيرة التي أدلى بها مدير أمن عدن تصريحات صريحة وواضحة وجريئة تحسب له، كونه كان واضحا وشفافا".
ويضيف أن "هذه التصريحات الجريئة لمدير أمن عدن ليس سراً ليكشف، لأن الواقع الأمني واقع مكشوف للجميع".
ويتساءل بن لزرق: "من سيضبط الأمن في عدن؟ ومن سيضبط العملية الأمنية فيها؟ ومن سيتحرك لترجمة الأقوال إلى أفعال والتصدّي لمن أساء للمؤسسة الأمنية؟".
ويرى أن السؤال الأكثر أهمية هو: "هل هناك تحرك حقيقي وجاد لضبط الأمن في عدن؟ وهل هناك تحرك حقيقي لردع كل من يسيء للمؤسسة الأمنية؟".