تقارير

أطفال اليمن.. "التسلية الإلكترونية" وأمراض العيون

13/09/2024, 11:09:06
المصدر : قناة بلقيس - خاص

أدت أغلب العوامل السلبية المتداخلة إلى فرض نمط حياة مختلفا على واقع الطفولة في اليمن، تحديداً في المدن والمناطق الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي، أجبرت بعض الأطفال على الإفراط في استخدام الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية كوسائل تسلية إلكترونية بديلة لقضاء أوقاتهم، خصوصاً أثناء فترة الحرب العصيبة، في ظل افتقادهم لكافة مظاهر الترفيه العائلي المعتادة، وغياب أهم الجوانب الخدمية الرسمية، كاستمرار انقطاع خدمة التيار الكهربائي لأعوام وحتى اليوم؛

أحرمتهم من متابعة مسلسلات الأطفال على شاشات الأجهزة التلفزيونية داخل منازلهم، ودفعت بهم إلى الاستعاضة بالهواتف الذكية والأجهزة اللوحية بصورة مفرطة، حوّلت معظم المستخدمين إلى مصابين بأمراض والتهابات العيون المختلفة.

- مخاطر صحية

يُصاب الأطفال المفرطون في استخدام التسلية الإلكترونية بأضرار خطرة على صحة عيونهم؛ كون تلك الأجهزة الترفيهية أصبحت طرفاً أساسياً في حياتهم خلال الآونة الأخيرة، حيث تزدحم مشافي وعيادات أطباء العيون بالكثير من الأسر، رفقة أطفالها المصابين؛ من أجل تشخيص حالاتهم المرضية، وتفادي خطرها على صحة أبصارهم.

يقول الطبيب "وديع شاهر" -في المستشفى المغربي لأمراض العيون بصنعاء- إن عيادته المتخصصة تستقبل عشرات الأطفال المصابين بالتهابات العيون يومياً.

وأضاف لموقع "بلقيس": "بالمقارنة بين شرائح المرضى، في السنوات الأخيرة، الأطفال هم أكثر فئة تعاني من أمراض العيون، بسبب ممارستهم الألعاب الإلكترونية، والبقاء لساعات طويلة ومتواصلة في استخدام الموبايلات وأجهزة اللمس بدون أي رقابة أسرية تحد من هذا الإفراط أو تمنعه".

وأوضح: "الأسر تفتقد للوعي الصحي في هذا الجانب، ويصاب الطفل بعيوب بصرية، كقُصر النظر، أو جفاف العين، وهم في أعمار صغيرة جدا؛ لكثرة استخدام الآيباد أو الموبايل، والتركيز الشديد أثناء اللعب".

لم يدرك الآباء والأمهات خطورة الترفيه الإلكتروني على عيون أطفالهم إلا بعد ما يلحقها الضرر، ونتيجة للجهل بذلك تعد الأجهزة لدى البعض وسيلة إلهاء وإسكات للأطفال، كي يتمكنوا من إنجاز أعمالهم أثناء انشغال صغارهم.

تقول "أم هاشم" لموقع "بلقيس": "التلفزيون في البيت ما يشتغل بسبب الكهرباء، أعطي ابني التلفون يتسلى فيه؛ من شأن أقوم بعملي داخل البيت على راحتي، بعد فترة بدأت عيونه تتأثر، أخذته للطبيب يعاين حالته، قرر له يستخدم نظارات، ويبتعد عن اللعب بالتلفون نهائياً".

- تأثيرات سلبية

مع استمرار حالة الفوضى، واختفاء الجانب الرقابي، أصبحت السوق المحلية مركزاً لتسويق الهواتف والأجهزة اللوحية المستوردة، التي ساهمت بارتفاع نسبة الأطفال المستخدمين، حيث منحت أسر كثيرة جهازا لكل طفل فيها تسبب ذلك في الأثر السلبي على أعينهم.

يقول عدد من آباء الأطفال لموقع "بلقيس": "غياب وسائل الترفيه المنزلي أو خارجه وفّر للطفل فرصة امتلاك هاتف، أو آيباد، يلهو به أغلب الأوقات، وليس لديه وسيلة أخرى يتسلى بها، لكن مع الوقت يتأثر نظره".

تحتاج عيون الأطفال إلى عناية صحية تحد من إصابتها بالالتهابات المختلفة، وتحميها من أي أضرار مرضية مستقبلاً، لمن يفرط باستخدام وسائل الترفيه الإلكتروني، ناهيك عن تأثيراتها السلبية في سلوكياتهم.

تقول الطبيبة "انتصار الوليدي" -في قسم طب وجراحة العيون في مستشفى الثورة بصنعاء- لموقع "بلقيس": "الأطفال المصابون بأمراض العيون، كالجفاف وإجهاد العين وقُصر النظر، نتيجة اللعب المتكرر بالموبايلات وغيرها من الأجهزة اللوحية، التي كذلك تؤثر نفسياً وعاطفياً، وتجعلهم  في قلق وتوتر بصورة دائمة". 

وتتراوح أعمار الأطفال الزائرين عيادات طب العيون بين "4 ـ 11" عاماً، أغلبهم مدمنون على الألعاب الإلكترونية بواسطة موبايلات أمهاتهم أو آبائهم، والبعض لديهم أجهزة لوحية خاصة بهم؛ أعطيت لهم للتسلية واللهو.

- عيون بلا حماية

تشكِّل وسائل الترفيه الإلكترونية خطراً حقيقياً على صحة نظر الطفل، خصوصاً في سنوات المرحلة العُمرية الأولى، وبرغم اعتبار الأسر تلك الأجهزة وسيلة لإشغال وقت أطفالها وإسكاتهم، إلا أنها محاولة عملية لاغتيال براءتهم، واستهداف عيونهم التي خسرت الحماية الصحية اللازمة.

تقول الناشطة الصحية "بسمة الكاهلي" -من مستشفى ابن الهيثم لطب العيون- لموقع بلقيس: "يفترض بالأسرة حماية عيون أطفالها من خطر إدمان الترفيه الإلكتروني؛ لأن أعمارهم غير مناسبة لاستخدامها".

وأضافت مشددة: "يجب منع الطفل من ألعاب الهاتف، الأجهزة هذه بما تصدر من إضاءة وما تحتاج من تركيز، ضارة وخطيرة".

ينصح كبار اختصاصيي طب العيون بأن سن الطفل المناسبة لاستخدام الهاتف "12" سنة؛ بلا إفراط أو إدمان، بل بصورة مقنّنة، وتحت الرَّقابة الأبوية.

تقارير

ما مكاسب الحوثيين المحتملة وخسائرهم من الحرب الإيرانية الإسرائيلية؟

لم تكتفِ ميليشيا الحوثي بما أحدثته من دمار نتيجة حربها على اليمنيين، وانقلابها على السلطة الشرعية، وإدخالها البلاد في حرب داخلية مدمرة ومعقدة، بل جرّت اليمن إلى المعتركات الإقليمية، وأصبح البلد يدفع فواتير صراعات لا ناقة له فيها ولا جمل، مما تبقّى له من هامش للحياة.

تقارير

في لحظة اشتعال إقليمي.. لماذا تبدو الشرعية اليمنية وكأنها خارج السياق؟

في مطلع الشهر الجاري، عاد رئيس الوزراء سالم بن بريك برفقة، رئيس مجلس القيادة، رشاد العليمي، من الرياض إلى العاصمة المؤقتة عدن، بوعود بتخفيف معاناة الناس، لكن اليوم عدن تغلي بالغضب، نساء يخرجن إلى الشوارع للمطالبة بأبسط مقومات الحياة، لا كهرباء لا مياه والعملة المحلية تواصل الانهيار، وأمام هذا الانهيار، فإن الحكومة التي حضرت بلا أدوات ولا خطة، تغيب عن مواجهة التزاماتها الحقيقية.

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.