تقارير

الدبلوماسية اليمنية بين الفشل والاستقطابات الخارجية!!

10/03/2021, 09:15:24
المصدر : خاص

منذ بداية الانقلاب وانتقال قيادة الشرعية إلى الرياض، دخلت الدبلوماسية اليمنية دائرة من الفشل وتخبّط البوصلة. 

وبدل أن تحتشد البعثات الدبلوماسية كافة من أجل إيصال القضية اليمنية إلى العالم، والعمل باتجاه استعادة الدولة، دخلت في أتون الاستقطابات الضيّقة وخدمة الأجندات الخارجية.

وبالمقابل، تحاول الأطراف الانقلابية تكثيف نشاطها الخارجي، ومحاولة كسب الأطراف الدولية الفاعلة، آخرها كان لقاء مليشيا الحوثي بالمبعوث الأمريكي في العاصمة العمانية 'مسقط'، ولقاءات أخرى غير معلنة، وكذا زيارة الانتقالي إلى موسكو، وغيرها من الدول الأوروبية. 

إخفاق دبلوماسي 

غياب الشرعية وضعف تأثيرها كانا لهما أثر بالغ على غياب القضية اليمنية في المحافل الدولية، خصوصا فيما يتعلق بملفات كبيرة عالقة على رأس هرم الشرعية.

هذا الإخفاق يتّضح من خلال غياب التمثيل الدبلوماسي في االدول ذات التأثير المباشر والفاعل في الملف اليمني، الأمر الذي مكّن الانتقالي ومليشيا الحوثي من التحرّك دوليا في الفراغ الذي خلفته الدبلوماسية للحكومة.

وعن انعكاس التغيرات الإقليمية على المشهد اليمني، يستبعد وكيل وزارة الخارجية السابق، مصطفى النعمان، انعكاس ذلك على المشهد اليمني "ما لم يتفق اليمنيون أولا على وجوب إنهاء هذه الحرب".

وأضاف النعمان، خلال حديثه لبرنامج "المساء اليمني" على قناة "بلقيس"، مساء أمس، أن "أهداف وغايات الأطراف المتحاربة على الأرض مختلفة ومتناقضة تماما".

ويفيد أن "أي مساعٍ دولية لحل الأزمة اليمنية تصطدم بعدم التوافق الداخلي ما بين الأطراف على مسألة الدولة، وبالتالي عدم وجود إرادة يمنية من الأطراف المتنازعة يصعّب من الوصول إلى حل". 

وعن أداء الشرعية الدبلوماسي، يقول النعمان إن "العمل الدبلوماسي هو انعكاس لعمل الدولة وقيمها وقوّتها، أو ضعفها وعجزها". 

ويضيف النعمان أن "وزارة الخارجية ارتبك عملها من بعد 2015، واندلاع الحرب". 

ويشير إلى أنه "بعد 2015، حصلت تعيينات بالجملة في وزارة الخارجية لأبناء وأقارب المسؤولين، دون أدنى مراعاة للسلك الدبلوماسي".

ويتابع: "وزارة الخارجية تحولت إلى رعاية اجتماعية، لرعاية من تم تعيينهم من أبناء وأقارب مسؤولي الشرعية". 

ويفيد أن الدبلوماسيين والسفراء القائمين في السفارات اليمنية في الخارج "أغلبهم من خارج السلك الدبلوماسي". 

ويلفت إلى أن "الخارجية أعادت الكثير ممن بلغوا سن التقاعد إلى الخدمة في البعثات الدبلوماسية، رغم وجود الكثير من الشباب المؤهل في وزارة الخارجية، وبالتالي كان الأداء الدبلوماسي ضعيفا خلال الفترة الماضية". 

ويعتبر النعمان أن تقلّد منصب وزارة الخارجية خمسة وزراء منذ العام 2015، "يشير إلى أنه لا يوجد هناك استقرار حتى داخل الوزارة نفسها وجهازها الإداري". 

ويضيف أن "وزارة الخارجية كانت تقوم بمهامها من داخل غرفتين في الرياض، وبالتالي كيف لها أن تتابع السفارات وتتلقى التقارير".

تعيينات ومحسوبية 

ويقلل النعمان من مهام السفراء في الدول خلال هذه الفترة، "كونه ليس بمقدور أي سفير في أي دولة الذهاب إلى الترويج للبلد سياحيا أو ثقافيا أو اقتصاديا".

وعلى ضوء ذلك، يقول النعمان إن "السفير سيذهب لأمرين اثنين، إما لطلب المساعدة للبلد (طلب المال) أو لطلب تأشيرات لوافدين جدد". 

ويشير إلى أن "أغلب السفراء العاملين يوظفون أبناءهم في السلك الدبلوماسي لغرض طلب اللجوء، وبالتالي كيف نتوقع من هذا الدبلوماسي العمل لصالح البلد؟!". 

ويربط النعمان قيام وزارة الخارجية بعملها باستقرارها الإداري وبتسليم السفارات لأبناء السلك الدبلوماسي أنفسهم.

ويشير إلى أن أغلب السفراء وموظفي السفارات لا يجيدون اللغة، "وبالتالي كيف سيمكنهم ذلك من التواصل مع المجتمع الذي يعيشون فيه". 

النعمان يحمل الرئيس هادي مسؤولية الترهل الحاصل في وزارة الخارجية، "كون السفير، الذي يتم تعيينه في دولة ما، هو يمثل رئيس الدولة". 

ويفيد أن "وزارة الخارجية لا تملك جهاز رقابة، تراقب من خلاله نشاط السفارات، وماذا يعمل السفراء، بالإضافة أيضا إلى غياب التقييم السنوي للسفراء". 

ويلفت إلى أن "هناك سفارات يمنية في عدد من الدول بدون سفير منذ نحو عامين"، وهذا ما يراه النعمان بأنه نوع من الترهل الحاصل في وزارة الخارجية. 

ويؤكد النعمان أن "أغلب التعيينات في السفارات، سواء كانت في تعيين السفراء أو حتى الملحقين والمستشارين، كانت كلها تتم بتوجيهات من مكتب رئاسة الجمهورية". 

وعن تأثير هذا الترهل في العمل الدبلوماسي على أداء الشرعية وعلاقاتها بالخارج، يقول النعمان "إن الدول لم تعد تنظر إلى هذه السفارات باحترام"، لافتا إلى أن "أغلب السفارات الغربية أصبحت ترفض منح تأشيرات لدبلوماسيين جدد".

وعن أداء الدبلوماسية اليمنية خلال هذه الفترة، خاصة بعد قدوم أحمد بن مبارك، يرى النعمان أنه "من المبكر الحكم على أداء بن مبارك".

تقارير

حكومة الحوثيين بعد عام: وعود التغيير الجذري تواجه شللًا إداريًا وهيكلة مثيرة للجدل

قبل عامين، وفي ذكرى المولد النبوي 1444هـ (27 سبتمبر 2023)، أعلن زعيم مليشيا الحوثي ما وصفه بـ"المرحلة الأولى للتغيير الجذري"، متعهّدًا بتشكيل حكومة كفاءات تُجسّد الشراكة الوطنية، وتُحدث نقلة نوعية في هيكلة مؤسسات الدولة عبر تحديث الآليات، وتصحيح السياسات، ومعالجة الأزمات الاقتصادية المتفاقمة.

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.