تقارير

الدور الشعبي المفترض في مساندة الجيش الوطني بمعركة مأرب

21/02/2021, 08:18:33
المصدر : خاص

في اللحظة التي تواجه فيها مأرب عدوانا غاشماً من قِبل مليشيا الحوثي، تبدو قيادة الشرعية في حالة تراخٍ غير مفهومة. 

مأرب، المعقل الأقوى للشرعية، تواجه هجمة شرسة لمليشيا الحوثي بجيش دون رواتب منذ أشهر طويلة، وبالمقابل يتعهّد رئيس الحكومة بصرف رواتب جنود يقاتلون ضد الشرعية، تحت لواء المجلس الانتقالي 'المدعوم من الإمارات'. 

خذلان الشرعية والتحالف قوات الجيش في مأرب دفع البعض لإطلاق مبادرات طوعية لدعم الجيش والمقاومة، عن طريق جمع التبرّعات وتقديمها للجنود المرابطين في الجبهات، وطالما كان الإسناد الشعبي عاملا من عوامل رفع الرّوح المعنوية لدى المقاتلين في مختلف المعارك. 

خذلان الجيش 

تسعى المبادرات الشعبية في مأرب إلى تشجيع المدنيين في الداخل والخارج على دعم ثبات الجيش في مأرب، وبقدر ما يمثل ذلك من أهمية في معركة استعادة الدولة، إلا أنه يبقى مؤشراً على حالة الشرعية ومسؤوليها، الذين تخلوا عن واجباتهم، وذهبوا للبحث عن مصالحهم الشخصية. 

رئيس شُعبة الصحافة العسكرية في التوجيه المعنوي، رشاد المخلافي، يقول إن "مأرب اليوم تخوض معركة اليمن الكُبرى المصيرية ضد المشروع الفارسي".

وأضاف، خلال حديثه لبرنامج "المساء اليمني" على قناة "بلقيس"، مساء أمس، إن "من يخوض، ومن يخطط، ومن يقود معركة مأرب على كافة المستويات هو 'حسن ايرلو'، ومجموعة من ضباط الحرس الثوري الإيراني، وما مليشيا الحوثي إلا أداة رخيصة لإيران". 

ويفيد أن "إسقاط محافظة مأرب يعني سقوط اليمن، وسقوط آخر قلاع العُروبة في الجزيرة العربية"، مضيفا أن "سقوط مأرب يعني سقوط الجزيرة والخليج العربي برمّته". 

ويوضح أن "مليشيا الحوثي، ومن ورائها إيران، خططت لمعركة مأرب تخطيطا عسكريا من شأنه إسقاط المحافظة خلال ساعات، لكن الجيش الوطني والمقاومة الشعبية أفشلوا ذلك المخطط". 

المخلافي دعا الرئيس هادي ونائبه علي محسن إلى تحمّل مسؤولياتهم في هذه اللحظة التاريخية، ودعم الجيش الوطني في مأرب.

ويتابع: "على الحكومة، وعلى الرئيس هادي -على وجه التحديد- إمداد الجيش الوطني بالسلاح اللازم على وجه السرعة، لعملية تحرير محافظة مأرب".

ويرى المخلافي أن "أي تقصير في دعم الجيش الوطني في هذه اللحظة التاريخية سيعتبر تواطؤ لتسليم اليمن للمشروع الفارسي". 

وعن الدور المجتمعي والشعبي، الذي يُفترض أن يقدّم للجيش الوطني، يرى المخلافي أن "الدور المجتمعي والشعبي ودور رجال المال والأعمال مهم جدا في هذه اللحظات، التي تخوض فيها مأرب معركة الجميع، وليست معركتها وحدها". 

ويدعو المخلافي جميع القوى السياسية والاجتماعية، ورجال المال والأعمال، إلى تظافر الجهود ودعم الجيش الوطني والمقاومة الشعبية.

ويؤكد المخلافي أن "الجيش الوطني تعرض لخذلان كبير على المستوى الرسمي من جانب الشرعية، ومن جانب التحالف العربي"، مشيرا إلى أن "الدور الرسمي حاضرا فقط في التصريحات الإعلامية". 

دعم شعبي 

بدوره، يرى رئيس دائرة التوجيه المعنوي السابق، محسن خصروف، أن توقف بقية الجبهات عن مواجهة مليشيا الحوثي، وترك مأرب تواجه وحيدة، "ما هو إلا نوع من أنواع الدعم للحوثي". 

ويضيف أن "توقف بقية الجبهات عن مواجهة مليشيا الحوثي يتيح للحوثي نقل قواته وعتاده إلى مأرب بكل أريحية".

ويشدد خصروف على ضرورة أن تشتعل جبهة الجوف وجبهة الساحل الغربي وبقية الجبهات لتخفيف الضغط على محافظة مأرب. 

ويرى خصروف أنه "يتوجب على الرئيس هادي ورئيس الحكومة إعطاء مأرب قدرا من الاهتمام والأولوية، ودعم المقاتلين في جبهتها، وتحريك وحدات المنطقة العسكرية الرابعة إلى جبهة الضالع وتعز ومسرح عملياتها لإشغال الحوثيين، ومنعهم من التفرّغ لجبهة مأرب".

ويفيد أن "صمود الجيش الوطني في مختلف الجبهات، ومنها جبهة مأرب، رغم قلة الدعم وعدم صرف رواتبهم منذ أشهر، يعود إلى الفكر الوطني الذي يتحلون به، وإلى القضية التي يؤمنون بها أولا وأخيرا". 

خصروف شدد في الأثناء على ضرورة أن تتحرّك كافة القوى المدنية والسياسية والنقابات في اتجاهات مختلفة، لحشد الدعم الشعبي للجيش الوطني والمقاومة في كل الاتجاهات، وفي كل الإمكانيات.

ويتساءل خصروف عن دور الأحزاب السياسية في هذه اللحظة التاريخية؟ "التي كان من المفترض أن يكون لها دور في حشد الإمكانيات لدعم الجيش الوطني والمقاومة شعبيا". 

من جهتها، تقول الناشطة المجتمعية، هناء الخولاني، إن "هناك دعما شعبيا كبيرا تقدّمه عدد من نساء محافظة مأرب للجيش الوطني والمقاومة الشعبية، يتمثل ذلك في حشد أبنائهن وأهاليهن إلى جبهات القتال".

وتضيف أن "الكثير من النساء يقمن بإمداد الجبهات بالقوافل الغذائية والدوائية، والملابس الشتوية والبطانيات، بالإضافة إلى إمداد الجبهات بالمال". 

وتفيد أن "هناك تفاعلا كبيرا مع المبادرات الشعبية لصالح الجيش الوطني، والمقاومة الشعبية، من قبل نساء وسكان محافظة مأرب"، مضيفة أن "الجميع يبادر في تقديم كل ما لديه من أجل دعم الجيش للتخلص من الحوثيين". 

وتضيف أن "هذه المبادرات الشعبية لصالح الجيش الوطني، والمقاومة الشعبية في الجبهات مستمرة، وستستمر حتى التخلص من هذا السرطان المنتشر داخل البلاد".

ودعت الخولاني الرئيس هادي ونائبه ورئيس الحكومة إلى دعم الجيش الوطني بالسلاح وإطلاق رواتب أفراده المتوقفة منذ تسعة أشهر.

تقارير

عملة حوثية جديدة تكرّس الانقسام النقدي وتعمق أزمة الاقتصاد اليمني

في خطوة أحادية مثيرة للجدل، أعلنت ميليشيا الحوثي عبر البنك المركزي الخاضع لسيطرتها في صنعاء عن إصدار عملة معدنية جديدة من فئة 50 ريالًا، ستُطرح للتداول بدءًا من الأحد 13 يوليو 2025، في تحدٍّ صريح للسلطة النقدية الشرعية، واستمرارًا لمسار تفكيك النظام المالي الوطني.

تقارير

نزيف الكوادر التعليمية: اليمن يواجه عجزًا حادًا في المعلمين

مع انطلاق العام الدراسي الجديد في المناطق الخاضعة لسيطرة جماعة الحوثي، تشهد المدارس الحكومية والخاصة أزمة حادة في نقص الكوادر التعليمية، خصوصًا في المواد الأدبية والإنسانية، ما ينذر بتداعيات خطيرة على مستقبل التعليم في اليمن.

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.