تقارير

العرشي يتحدث لبرنامج الشاهد عن تحول الخلاف السياسي بين شركاء الوحدة اليمنية إلى حرب مسلحة

22/03/2025, 17:31:00

يستعرض برنامج الشاهد، في الحلقة الثانية عشرة، مع الدبلوماسي والسياسي اليمني يحيى حسين العرشي، الدور السعودي في تغذية الصراع بين الرئيس علي عبد الله صالح ونائبه علي سالم البيض، وكيف تحول الخلاف السياسي بين شركاء الوحدة إلى حرب مسلحة.

مرحلة تاريخية

يقول يحيى العرشي: “في الحقيقة، هذه المرحلة التاريخية يجب الوقوف عندها بموضوعية، فقد يتحدث العطاس أو غيره، أو حتى أنا، من وجهة نظر شخصية، لكن الواقع قد يختلف عن هذا وذاك.”

وأضاف: “ما حصل هو أن تداعيات صغيرة كبرت، وكان هناك تقصير من جانب الإخوة الاشتراكيين منذ البداية. كنت على صلة دائمة بعلي سالم البيض، وكنت ألتقي به من وقت لآخر في القصر الجمهوري طوال الفترة الانتقالية، وكنت أذكره بأنه لا يجوز أن يغيب عن بالهم بناء مؤسسات الدولة، وأن يعودوا البلاد على نظام دولة، وليس على أشخاص، لا على شخصه ولا على شخص علي عبد الله صالح.”

وتابع: “كنت أقول لهم: أنتم الآن تتحدثون عن مجلس رئاسة، لكنكم حتى الآن لم ترتقوا إلى مستوى ممارسة مسؤولياتكم. فلا توجد لديكم لائحة داخلية لمجلس الرئاسة، ولم تحددوا اختصاصات كل عضو في المجلس، فكيف يمكن أن ينعكس دوركم كمجلس رئاسة؟”

وأردف: “كان البيض يحاول إقناعي بعدم الإصرار على استقالتي من حكومة حيدر العطاس، حيث استقلت مرتين، وكان سبب الاستقالة هو هذا الأمر تحديدًا: كيف يمكن بناء مؤسسات الدولة بحيث يكون الوزير مسؤولًا وله سلطاته، وليس مجرد موظف؟ وكذلك رئيس الوزراء، ينبغي أن تكون له سلطاته، وليس مجرد موظف أيضًا. أما مجلس الرئاسة، فيجب أن يكون له سلطته، وليس مجرد هيئة شكلية. بمعنى أن يكون هناك وضوح في توزيع الصلاحيات المؤسسية.”

وزاد: “كان يجب أن يكون لمجلس الرئاسة سلطة واضحة، كما ينبغي تحديد الوضع القانوني لرئيس الجمهورية وإقرار لائحة تنظيمية لعمل المجلس. أما أن يمارس رئيس الجمهورية سلطاته على الجميع، فهذا لا جديد فيه، لأن مجلس الرئاسة يصبح مجرد وجود شكلي بلا صلاحيات واضحة. من ناحية أخرى، رئيس الحكومة كان يتدخل في شؤون الوزراء، ورئيس الجمهورية كان يتدخل في اختصاصات رئيس الوزراء.”

وقال: “الفصل بين السلطات وتعزيز الدور المؤسسي كانا محور اهتمامي الشخصي، ودفعت ثمن ذلك بالاستقالات، والملاحقات، وحتى بمحاولات التفجير.”

وأضاف: “الدور المؤسسي هو الذي يشكل الانتقال من دولة شمولية في عدن ومن دولة شمولية في صنعاء إلى نظام دولة حقيقية. وبدون هذا الدور المؤسسي، سنجد أنفسنا نكرر نفس الأخطاء ونفس الوضعية، بحيث يعتاد الحاكم على نمط معين من الحكم، ويعتاد زملاؤه على ذلك أيضًا.”

وتابع: “علي سالم البيض، في النهاية، أقرَّ بأنني كنت محقًا عندما كنت صريحًا قبل الانتخابات، وحتى عندما قدمت استقالتي مرتين خلال فترة رئاسة العطاس للحكومة. لم يكن دافعي خلافًا شخصيًا مطلقًا، فأنا أكنُّ له الاحترام، وأكنُّ للآخرين أيضًا، ولكننا كنا مسؤولين عن بناء دولة الوحدة. كان يجب علينا أن نؤسس نظامًا مؤسسيًا واضحًا يحدد صلاحيات مجلس الرئاسة، والحكومة، والوزراء، والمسؤولين، بحيث يكون مجلس النواب هو الجهة الرقابية التي تتابع أداء الحكومة، وتمارس سلطتها بإقالة الحكومة أو الوزراء عند الحاجة، كما تراقب المال العام.”

الدور السعودي في تغذية الصراع

يقول العرشي: “كانت السعودية تنسج خيوط تأجيج الصراع، فكلما سمعت عن خلافات معينة، كانت تحاول توظيفها، سواء على مستوى الأفراد أو على مستوى المؤسسات.”

وأضاف: “مع ذلك، لم ينجح الدور المؤسسي بالشكل المطلوب، لا في الفترة الانتقالية، ولا مع بداية المرحلة الانتخابية، بسبب التدخل في تعديل الدستور. كنت أقول دائمًا إن الدخول في معركة تعديل الدستور لصالح فئة معينة سيؤدي إلى إحباط جديد، وهو ما انعكس سلبًا على موقف علي سالم البيض.”

وتابع: “كان لدى البيض مشكلة في عينيه، وفضَّل العلاج في أمريكا، فغادر صنعاء. وكان هناك خلاف قائم بينه وبين سالم صالح بشأن الأمانة العامة، وقد جرت تغذية هذا الخلاف، حيث وجد سالم صالح أنه يمكنه أن يكون أمينًا عامًا للحزب. وأحيانًا كان يجتمع بالمكتب السياسي في غياب علي سالم البيض، الأمر الذي كان يزعج الأخير، خاصة عندما كان في عدن.”

وأردف: “عندما احتاج البيض للعلاج، غادر صنعاء. وأتذكر أنني كنت خارجًا لأودّع ابني هشام، فوجدت علي سالم البيض في طريقه إلى المغادرة. وكان في وداعه أيضًا ياسين سعيد نعمان وحيدر العطاس في المطار. تمنيت له الشفاء، وتمنيت ألا يعود إلا بنفسية جيدة لمعالجة الخلافات التي نشأت. وكان هذا آخر حديث مباشر دار بيني وبينه في مطار صنعاء.”

وزاد: “عندما وصل إلى أمريكا، بدأت الهوة تتسع، فقد طلب مقابلة نائب الرئيس عبر عبد الله الأشطل، وليس عبر السفير محسن العيني، الأمر الذي أزعج الأخير. وفسر ذلك على أنه تجاهل له كسفير. يبدو أن البيض أراد أن يقابل نائب الرئيس بشكل مباشر، لكن الأمر كان يحمل مؤشرات سلبية.”

وقال: “استقبل نائب الرئيس البيض وحده، دون حضور السفير، وهو ما أثار استياء محسن العيني. كما أن عبد الله الأشطل كان غائبًا حينها، حيث كان في جنيف، فتم اللقاء دون أي مشاركة دبلوماسية أخرى، مما عزز القناعة بأن الهوة بين الطرفين تتسع.”

وأضاف: “في عام 1993، لم يعد البيض إلى صنعاء، بل توجه إلى عدن، وبدأت المواجهة الخطابية والإعلامية بينه وبين الرئيس علي عبد الله صالح.”

وتابع: “كان الناس ينظرون إلى هذه الخلافات بمزيج من المخاوف والتأييد، حيث كان البعض في الشمال والجنوب مؤيدًا لموقف علي سالم البيض، بينما كان آخرون مؤيدين لموقف علي عبد الله صالح.”

وأردف: “مرَّ علي سالم البيض بالسعودية، ويبدو أن المملكة وعدته بالدعم، وشجعته على تحويل الخلاف الداخلي إلى قضية إقليمية ودولية، وهو ما أدى إلى إقحام اليمن في صراع خارجي.”

تقارير

اقتصاد اليمن يترنح.. الريال يفقد قيمته في ظل عقوبات متصاعدة وجولة حرب منتظرة

يتواصل الانهيار الاقتصادي في اليمن مع تفاقم الأزمات المتداخلة والمركبة والعقوبات الجديدة التي فرضتها واشنطن على النظام المالي في اليمن، الأمر الذي انعكس على كل مناحي الحياة واستقرار الأوضاع في اليمن بالتوازي مع ارتفاع أسعار المواد الغذائية، ومن ثم تفاقم المعاناة المعيشية للسكان.

تقارير

على وقع الضربات الأمريكية.. غروندبرغ يبحث في مسقط سبل إنقاذ الحوثيين

على وقع الضربات الأمريكية المتوالية للقدرات الحوثية العسكرية، واستهداف قيادات من المليشيا، لا يزال مصيرهم قيد التعتيم، أجرى مكتب المبعوث الأممي إلى اليمن، هانس غروندبرغ، في العاصمة العمانية مسقط، مباحثات مع مسؤولين عُمانيين وقيادات حوثية.

تقارير

السيناريو الأخطر.. ماذا لو امتلكت إيران السلاح النووي؟

مع اقتراب إيران من امتلاك السلاح النووي، فإن الوقت حاليا ليس في مصلحة اليمن أو الدول العربية في مواجهة هذا التحدي، فالجميع مطالبون الآن بتحديد موقف استباقي، قبل أن يصبح الوضع أكثر تعقيدا وتصعب معالجته، فإيران ماضية في تخصيب اليورانيوم بمعدلات مرتفعة

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.