تقارير

المختطفون في سجون الحوثي بين التعذيب حتى الموت والتجاهل الأممي

28/11/2022, 06:56:54

 تحت التعذيب، وسُوء المعاملة داخل سجون مليشيا الحوثي في صنعاء، تُوفي قبل أيام المواطن محمد الحميقاني، وهو واحد من مئات المواطنين الذين لقوا حتفهم في سجون المليشيا دون حسيب ولا رقيب.

 عشرات الاجتماعات والمفاوضات بين ممثلي الحكومة الشرعية ومليشيا الحوثي، فشلت في إخراج المختطفين، الذين يدفعون من داخل السجون ضريبة ما يحدث خارجها من أطماع ومصالح سياسية واقتصادية، تسعى خلفها الأطراف والدول الراعية لها.

 وفي الوقت الذي غاب فيه الدور الحكومي والأممي تجاه المختطفين والمخفيين قسرا، فشلت عاطفة أمهات المختطفين والمحفيين - أعظم وأقدس عاطفة - في إقناع السجانين بالإفراج عن فلذات أكبادهن، الأمر الذي يجعلنا نتساءل إلى متى ستستمر معاناة تلك الأمهات؟

 - منهجية حوثية

 يقول الصحفي هشام طرموم -مختطف سابق لدى سجون مليشيا الحوثي-: "إن محمد الحميقاني واحد من عدد كبير من المختطفين الذين توفوا تحت التعذيب في سجون مليشيا الحوثي".

 وأوضح أن "الكثير من المختطفين، الذين يتوفون في سجون مليشيا الحوثي، لا يتم تسليط الضوء عليهم، لأن المليشيا تضغط على أسرهم، التي تتواجد في مناطق سيطرتها، باستلام الجثة ودفنها دون علم الجهات الحقوقية".

 وأضاف أن "الاختطافات في مناطق سيطرة مليشيا الحوثي بشكل يومي، وقبل ساعات فقط تم اختطاف الأكاديمي والجراح اليمني المعروف، ياسر عبدالمغني، وفي هذا اليوم أيضا تم اختطاف الشاب التهامي ابن محافظة الحديدة موسى قيقب".

 وأشار إلى أن "هناك منهجية حوثية للاختطاف، ولا تكتفي هذه المليشيا بالاختطاف بل تقوم بتعذيب المختطفين حتى يصل الحد ببعضهم إلى مفارقة الحياة، كما حدث مع محمد  الحميقاني".

 وقال: "إن التعذيب في سجون مليشيا الحوثي، هو منهجية حوثية انتقامية، وأنا اتحدّث عن تجربة عشتها في السجن، فنحن -كصحفيين- لا يوجد معنا ما نخفيه حتى تضطر هذه المليشيا لتعذيبنا، وكل ما نعرفه نقوله في وسائل الإعلام، أو على صفحاتنا في وسائل التواصل الاجتماعي".

ويرى أن "مليشيا الحوثي تريد من أعمالها الإجرامية، وتوجهها الانتقامي الذي تحاول من خلاله أن تخضع الشعب اليمني لتبني ما تقوم به والاعتراف بها وتمرير ما تريده".

 وأكد أن "هناك رفضا شعبيا كبيرا في مناطق سيطرة المليشيات للتصرفات والأعمال الإجرامية، لكن -للأسف- ليس هناك غطاء دولي يحمي مثل هذه الأصوات، ولا يوجد غطاء دولي يتبنّى قضية المختطفين بشكل جيّد، وهناك تماهٍ من قِبل الأمم المتحدة تجاه المختطفين في السجون".

 وأضاف: "بعد أن علمنا بأن الأمم المتحدة أوقفت تقدّم القوات الحكومية إلى مدينة الحديدة تحت الغطاء الإنساني، نقولها ونكررها -منذ خروجنا من السجون- بأن الأمم المتحدة غضّت الطرف عن انتهاكات مليشيا الحوثي، وخصوصا ما تقوم به بحق المختطفين في السجون".

 وكشف أن "هناك معلومات -حصلت عليها مؤخرا- من بعض المختطفين الذين خرجوا وكانوا إلى جوار الزملاء الصحفيين الأربعة (عبدالخالق عمران، وتوفيق المنصوري، وحارث حميد، وأكرم الوليدي)، تقول إن هناك توجيهات مباشرة من قِبل المدعو عبدالقادر المرتضى، رئيس ما يُعرف بلجنة المفاوضات الحوثية، بقطع تواصلهم بأهاليهم كبقية المختطفين، ومنع إدخال المصاريف التي تحاول أسرهم إرسالها لهم، ويعاملون معاملة خاصة وقاسية، ولا نستطيع معرفة أي شيء عنهم، إلا من خلال المختطفين الذين يخرجون من عندهم".

 وتابع: "المختطفون المفرج عنهم أفادوا بأن المدعو المرتضى أيضا قام بعزل الزملاء الصحفيين داخل ما يُعرف بالضغاطة، وهذه الضغاطة هي زنزانة انفرادية لا أحد يستطيع أن يمكث فيها ساعة، لكن الزملاء مكثوا فيها شهرا كاملا، وتم أعادتهم بعد ذلك إلى السجون العامة".

 وبيّن أن "إدخال مليشيا الحوثي المختطفين والصحفيين في مساومات التبادل بين الأسرى، هذا الأمر من المفترض أن الحكومة كانت ترفضه حتى بنا، لكن بما أنها تفضّلت وقبلت بأن تخرجنا مقابل مقاتلين مليشياويين تم أسرهم من الجبهات، هذا أمر تشكر عليه، لكن يجب أن يكون دورها أكبر، وخصوصا وزارة حقوق الإنسان".

 وأضاف: "نجاح مليشيا الحوثي في إدخال المدنيين والصحفيين والمهندسين والأكاديميين في عملية التبادل مقابل عناصر من ميلشياته تم أسرها في الجبهات، جعلتها تتمسك بمن هم داخل السجون أكثر حتى تكسب أكثر، لذا نتمنّى أن يكون هناك دور حكومي بالضغط على الجهات الدولية بأن تضغط على المليشيا لإطلاق سراح المختطفين".

 - تجاهل ملف المختطفين

 من جهتها، تقول رئيسة رابطة أمهات المختطفين، أمة السلام الحاج: "إن الجميع يعلمون بأن المختطفين في سجون مليشيا الحوثي يعتبرون رهائن تقوم المليشيا باستخدامهم كورقة ضغط تريد من خلالها تحقيق مكاسب سياسية وعسكرية واقتصادية وغيرها".

 وأضافت: "بما أن هذه المليشيات لا تخاف من المساءلة، ولا من المجتمع الدولي، لذا هي تتصرّف بهذه التصرّفات، وبالأخير الضحايا هم أبناؤنا المختطفون في سجونها".

 وتابعت: "خلال السنوات الماضية، عرفنا عن مليشيا الحوثي الشيء الكثير، لكن الطرف الحكومي والأمم المتحدة لم يتعلموا من المليشيا هذه الدروس، فهذه المليشيات لا تعرف إلا لغة القوة ولغة الضغط، لذلك يستخدمونها في تعذيب أبنائنا داخل السجون".

 وأردفت: "أسر المختطفين -عندما تسمع عن وضع أبنائها في السجون- تقوم بالتواصل معنا، لكن نحن كل ما نستطيع فعله هو المطالبة والضغط، وعملنا حملة انقذوا المختطفين، ولكن الحملة ماتزال مستمرة، ولا نجد أي تجاوب".

 وزادت: "اللجنة الحكومية، التي تتفاوض مع المليشيا ومكتب المبعوث الأممي والمبعوث نفسه، جميعهم يتجاهلون ملف المختطفين، وهم في وادٍ آخر، ومشغولون بتمديد الهدنة فقط، بينما هذه القضية الإنسانية منسيّة، ولا يعيرونها أي اهتمام".

 وقالت: "تواصلنا مع الجميع، نسألهم عن مصير أبنائنا وما مصير هذه القضية، وما موقعها من الحاصل في اليمن من هدنة ومفاوضات وغيرها، وكل جهة تتعذّر بأعذار واهية، والحكومة تقول بأن مليشيا الحوثي تشترط شروطا، وهي تطالب بخروج الصحفيين، ولذلك هذه الصفقات معرقلة، والمليشيا ترفض إخراج الصحفيين، وأن هذا أحد الأسباب".

 وأشارت إلى أن "أداء الحكومة تجاه هذا الملف ليس بالشكل الذي كانت تأمله الرابطة منها، بأن تضغط بشتى الطرق، لكن أيضا مليشيا الحوثي متعنّتة".

 وزادت: "لا نعرف ما الذي دار من مفاوضات بين السعودية والمليشيات خارج إطار الحكومة، وهذا أيضا يؤثر على قضية أبنائنا داخل السجون، والوضع صعب جدا بالنسبة لنا كأمهات وأسر المختطفين، أما بالنسبة للحكومة فهي لا تطلعنا بالكثير ممّا تقوم به".

 ولفتت إلى أن "8 سنوات، وأسر المختطفين تعاني اقتصاديا ونفسيا ومعيشيا ومن ظروف أمنية، فالوضع صعب جدا، وهناك من الأمهات والآباء توفوا وهم يتمنّون رؤية أبنائهم، وهذا وضع مأساوي جدا".

 وأفادت بأن "هناك 13 شخصا من المختطفين مضربون عن الطعام منذ فترة يريدون حلا، ويطالبوا بأن يتم محاكمتهم، والخروج بحل، لكن لا أحد يسمع لهم".

 وأضافت: "تواصلنا بما يسمى وزير حقوق الإنسان الحوثي، وطلبنا منه إخراج المختطفين المدنيين الذين ليس عليهم شيء ممن اختطفوا في الطرقات، لكن -للأسف- هم يعتبرون بأن هؤلاء رهائن عندهم".

تقارير

معادلة السلام والحرب.. عودة للمسار السياسي وخفض التصعيد في البحر

يشير الواقع إلى أن مليشيا الحوثي، التي عطلت مسار جهود الحلول الأممية، خلال السنوات الماضية، وفق تصريحات الحكومة المتكررة، لا تمانع الآن من الدخول في تسوية محدودة مع السعودية، تسد حاجتها المالية والاقتصادية، وتخفف من أزمتها الداخلية.

تقارير

صفقة سعودية حوثية.. ترتيبات متقدمة وتحذيرات من النتائج

تتسارع الخطى نحو وضع اللمسات الأخيرة على خارطة الطريق الأممية، التي تحمل في مضمونها تفاهما وتقاربا حوثيا - سعوديا، لم يكن يتوقعه أحد، لا سيما إن استعدنا شريط الذكريات للعام الذي انطلقت فيه عاصفة الحزم، وتهديد الطرفين بالقضاء على الآخر، إذ تعهد الأول بإعادة الشرعية إلى صنعاء، فيما توعد الآخر بالحج ببندقيته في مكة.

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.