تقارير
الهجمات الإسرائيلية الحوثية.. هل ستتجه الأوضاع إلى مرحلة خطيرة من التصعيد؟
يتصاعد التوتر بين الاحتلال الإسرائيلي وميليشيا الحوثي في اليمن، ويدخل مرحلة خطيرة، حيث أشار تحليل لمعهد أمريكي إلى أن إسرائيل والحوثيين دخلا مرحلة خطيرة من التصعيد، مؤكداً أن النتيجة الوحيدة المضمونة هي المزيد من معاناة المدنيين وزيادة المخاطر على الأمن البحري والإقليمي.
التحليل الذي نشره معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى قال إن كلا الجانبين الإسرائيلي والحوثيين يواجهان قيوداً حقيقية قد تعيق أهدافهما العملياتية، مضيفاً أن استمرار الضربات الإسرائيلية قد يؤدي إلى قتل قادة رئيسيين من الحوثيين وزعزعة استقرار الجماعة وإضعاف قبضتها على شمال اليمن، إلا أن ذلك التأثير سيكون مؤقتاً على الأرجح لأن الفصائل التي تشكل الحكومة اليمنية تعاني من انقسامات عميقة.
يأتي ذلك عقب الضربة الإسرائيلية التي أودت برئيس حكومة الحوثيين غير المعترف بها، وعدد من قيادات الجماعة أثناء اجتماع لهم بصنعاء، وتهديدات الحوثيين برد قاس.
- المتضررون المدنيون
يقول المحلل العسكري الرائد مصطفى القحفة إن الضربة الحوثية التي استهدفت مطار رامون في فلسطين المحتلة هي من ضمن التصعيد القائم بين الميليشيا الحوثية والكيان الصهيوني بضرباتهما المباشرة بدون تدخل خارجي لهما، لكن هناك دعم مستمر لكلا الطرفين.
وأضاف: الحوثيون يتلقون دعماً من إيران، وإسرائيل تتلقى دعماً أمريكياً، فيما المتضررون هم المدنيون.
وتابع: هذا التصعيد ما بين الكيانين الصهيوني والحوثي هو لغرض التهويل لأوروبا من أجل تدعم إسرائيل، والحوثيون يحشدون أنصارهم باعتبارهم القائمين والداعمين والمتضامنين مع غزة.
وأردف: إيران في الأيام الماضية القليلة صعدت، من خلال ما قاله وزير الإعلام معمر الإرياني، بأن النظام الإيراني قام بتهريب غازات سامة ومواد تدخل في صناعة الأسلحة الكيماوية إلى مناطق سيطرة الحوثيين.
وزاد: الحوثيون الآن يطلقون صواريخ من نوع جديد مثل "فلسطين 2"، وأيضاً مسيرات تحمل قذائف قوية الانفجار انتحارية، مثل التي استهدفت يوم أمس مطار رامون.
وقال: الميليشيا الحوثية بعد هذه الأسلحة التي وصلتها من إيران، تقوم أيضاً بتهديد الداخل اليمني مثل ما جرى أمس وقبل أمس في جبهات غرب مأرب وجنوب مأرب.
- التوتر يزداد في المنطقة
يقول الباحث في الشأن الإيراني في الشرق الأوسط وجدان عبد الرحمن، لا شك أن كلما ازدادت التوترات في المنطقة ما بين إسرائيل وما بين الجماعة الحوثية ستزداد المنطقة أكثر توتراً، لأن الحوثيين هم جزء من الصراع الإيراني الإسرائيلي.
وأضاف: موضوع البحر الأحمر أعتقد أنه سيصل إلى العديد من الممرات الدولية بما فيها قناة السويس، فعندما تزداد هذه الضربات، الجماعة الحوثية تصبح أكثر انتقامية، ولذلك تحاول تهديد الملاحة الدولية والاقتصاد العالمي، فهم يشرفون على باب المندب، وأيضاً بإمكانهم خنق مضيق قناة السويس، وبكل تأكيد سيفعلون ذلك، لكن المتضرر الأول والأخير هو الشعب اليمني.
وتابع: بعد الضربات الحوثية المتكررة على إسرائيل، لا أتصور بأن إسرائيل هذه المرة ستترك الجماعة الحوثية، حتى وإن كانت الضربات الجوية وحدها لا تستطيع تغيير أنظمة أو إسقاط الجماعات الحوثية، لكن أعتقد أن إسرائيل لديها بدائل لإضعاف الجماعة الحوثية بشكل أكبر، لأننا شاهدنا بعد سقوط نظام بشار الأسد أن أذرع إيران في المنطقة ضعفت بشكل كبير، والكل بدأ يشهد لذلك.
وأردف: أعتقد أن إيران إذا ضعفت ستضعف الجماعة الحوثية، ونحن نعرف أن إسرائيل وضعت إيران ضمن جدول أعمالها، وقد يصل هذا الأمر إلى إسقاط النظام الإيراني، وبكل تأكيد هذا سيريح المنطقة، ومن ضمنها الشعب اليمني أيضاً.
وزاد: المواجهة ما بين إيران وإسرائيل حتمية، لكن الجماعة الحوثية للأسف الشديد حالياً أصبحت كبش فداء لهذه السياسة.
وقال: التصريحات التي شاهدناها من البرلمان الإيراني، وأيضاً من عباس عراقجي، والبرلمان الإيراني يهدد بالخروج من معاهدة عدم انتشار السلاح النووي، وفي الوقت نفسه، الجماعة الحوثية تقوم باستهداف إسرائيل بالمسيرات، وهذه رسالة للدول الغربية بأن لدينا إمكانية الضغط.
وأضاف: الإيرانيون يستخدمون الجماعة الحوثية والبرلمان الإيراني أوراق ضغط للمفاوضات، لكن هذه الأوراق لم تعد تنفع النظام الإيراني، وتفعيل آلية الزناد أصبحت قريبة جداً لتنفيذها، وإيران لا تستطيع الاستجابة لمطالب الترويكا الأوروبية، لأنها مطالب يصعب على النظام الإيراني تنفيذها، ولذلك قد يكون الأمر قبل انتهاء تفعيل آلية الزناد، سنشهد ضربات إسرائيلية هذه المرة، وأعتقد إن وصل الأمر لهذا الحد، لن ينتهي الأمر إلا بإزالة أحد الطرفين.
وتابع: أعتقد أن الطرف الأضعف في هذه الحلقة هو النظام الإيراني، لأن هناك تحشيداً أوروبياً وغربياً كبيراً، خاصة من الولايات المتحدة الأمريكية التي تحيط بإيران.