تقارير
اليمن.. نقطة عبور للمهاجرين الأفارقة بحثا عن حياة كريمة
سواء كنت داخلا إليها أو خارجا منها فالخطر سيكون رفيقك في الرحلة.
واحتمال الموت محمول في حقيبة سفرك.
اليمن نقطة العبور للمئات من المهاجرين من الأفارقة، رغم أنها لا تقل فقرا عن بلدانهم النقطة الأولى لانطلاقهم في رحلة البحث عن حياة كريمة، أو بالأصح عن حياة أقل بؤسا.
لا يقصدونها في رحلتهم كوجهة، بل كمحطة موقتة يلتقط فيها الناجون أنفاسهم من تعب الرحلة، بينما يكتم البحر أنفاس البقية.
يضعون فيها رحالهم قبل دخولهم الى دول الخليج الغنية.
عشرون مهاجرا على الأقل لقوا حتفهم مؤخرا غرقا في عرض البحر أثناء توجههم الى اليمن على متن قارب كان يحمل مئتي مهاجر بينهم نساء وأطفال.
قام المهربون بعد انطلاق المركب بنصف ساعة فقط بإلقائهم في البحر بحجة زيادة الحمولة لتنتهي رحلتهم قبل بدئها.
ليست المرة الأولى التي يبتلع فيها البحر أجساد الهاربين من الموت عبر الموت الى الموت؛ إذ حدث هذا من قبل مع استمرار آلاف المهاجرين في محاولة شق طريقهم إلى اليمن، ثم إلى دول الخليج.
أما بالنسبة للناجين فإن مصيرهم لا يقل بؤسا عن من غرقوا، إذ تتلقفهم مليشيا الحوثي لتجنيد بعضهم في صفوفها ويقطع من تبقى منهم مئات الأميال سيرًا على الأقدام نحو المجهول.
أكثر من ثلاثة آلاف مهاجر سنويا ينطلقون من دول أفريقيا قاصدين اليمن الدولة التي وصفها مدير البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة بأنها دولة غير قابلة للحياة، ليزيد بذلك عدد الأشقياء فيها، بينما يقف العالم متفرجا على المأساة وفي فمه تمتمة من قلق مزعوم.