تقارير

بعد تبنيه دعوات مطالبة بالانفصال. إلى أين يتجه مجلس القيادة الرئاسي بالبلد؟

03/06/2023, 08:13:09

الشراكة الوطنية ووحدة الصف، التي كانت شعار مرحلة مجلس القيادة الرئاسي، أصبحت لغما قد ينفجر في أي لحظة؛ ليتحول البلد إلى شظايا متطايرة.

وبحسب البعض، فإن هذا الشعار أصبح لا يعني سوى وحدة مجلس لا يربط بين أعضائه سوى الرغبة السعودية - الإماراتية، فيما أصبحت تلك الوحدة تشكل عبئا كبيرا على وجود الدولة اليمنية، وعلى الحرب ضد مليشيا الحوثي.

من يتابع خطاب رئيس مجلس القيادة والإعلام الرسمي التابع للحكومة يرى أنهما باتا يعبران عن رؤية الانتقالي الانفصالية، وكأن مرحلة مجلس القيادة ليست سوى مرحلة انتقالية للتهيئة لتمكين الانفصال قانونيا.  

 - جثة هامدة

يرى الصحفي صلاح السقلدي أن خطاب رشاد العليمي وتوجهاته "انفتاح وليس مجاملة"، مؤكدا أن "هناك قضية، العليمي كان يدركها عندما كان جزءا من الحكم من 94 وحتى هذه اللحظة".

وأضاف: "خطاب العليمي شكل مفاجأة للبعض، وهو أول مرة يعترف صراحة، ويأتي هذا الاعترف من رأس السلطة، وقال صراحة إن المشروع الوحدوي قد تم القضاء عليه عام 94، وتم تهميش الجنوبيين وإقصاؤهم من الشراكة الوطنية من ذلك الحين".

وأشار إلى أن "هذه الوحدة -بعد حرب 94- أصبحت جثة هامدة؛ فأسوأ من الأزمة هو عدم الاعتراف بها، وأسوأ من المرض هو الصمت عليه"؛ حسب وصفه.

وأوضح: "الاعتراف بالمرض هو أول طريق العلاج، وبالتالي خطاب العليمي كان أكثر انفتاحا من أي شخص مضى؛ بالرغم من أن هناك أصواتا قد سبقته".

ولفت إلى أن "علي محسن الأحمر تحدث صراحة عام 2011 بأن الجنوب قابع تحت الاحتلال من عام 94 حتى ذلك العام"، حسب زعمه.

وقال: "الأولى بالنخب الشمالية أن تعترف بالمشكلة وبالأزمة، وتعترف بالمرض، والوصول إلى تسوية وإلى حل يرضي كل الأطراف، وإنهاء الأزمة اليمنية بشكل عام".

وأضاف: "يجب أن يعلم الجميع بأن الأوضاع، التي تشكلت منذ 94 مرورا 2015، أكدت على وجود قضية يجب معالجتها بشكل واضح بدلا من تجاهلها".

وبيّن: "القضية موجودة، والأوضاع تغيرت، والخارطة السياسية والعسكرية مختلفة جذريا عن 2015".

- على خطى الحراك الجنوبي

وفي رده حول مطالبة أحد أعضاء الانتقالي سفراء الدول بالتوقف عن الحديث عن الوحدة اليمنية، يقول السقلدي: "الانتقالي لم يرفع سقف الخطاب، هو مرفوع من قبل، المجلس الانتقالي يمشي على هدى وخطى الحراك الجنوبي أساسا".

ويرى أن "الذي سلخ اليمن وأتى على مشروعها هو الذي انقلب على اتفاقية 89، متسائلا: من الذي شن الحرب عام 94، أليس هو الأحزاب نفسها؟ من الذي أتى على الدستور تماما بعد 94، وألغى 80 في المائة من مواد الدستور؟".

- الدولة في خبر كان

من جهته، يقول أستاذ العلوم السياسية في جامعة الحديدة، فيصل الحذيفي: "المعني بفهم خطاب العليمي هو المواطن اليمني الذي ينتمي لدولة اسمها الجمهورية اليمنية".

وأضاف: "الناس غاضبون ومتذمرون من هذا الخطاب الذي حول العليمي من رئيس يمثل الدولة اليمنية إلى شخص يمثل قضية جزئية في أزمة أكبر".

وأوضح: "الحديث عن قضية جنوبية أو قضية شمالية أو قضية فرعية يصبح غير ذي جدوى بما أن الدولة نفسها أصبحت في خبر كان؛ فلا الشماليون لديهم دولة ولا الجنوبيون لديهم دولة".

وأشار إلى أن "الدولة اليمنية التي يمكن أن يعاد علاج كل القضايا من خلالها تم التآمر عليها داخليا وخارجيا".

- من يمثل الدولة؟

وبيّن: "العليمي لم يعد -من منظور المواطن اليمني- يمثل الدولة اليمنية بقدر ما يمثل الجهات الخارجية التي دفعت به إلى الواجهة بطريقة غير شرعية".

واعتبر أن "العليمي -بهذا الخطاب- يحاول إشباع طموحه الشخصي؛ أي أنه لا يستطيع أن يزور عدن دون رضا الانتقالي، ولا يستطيع ممارسة أي دور والاستمرار فيه دون إرضاء السعودية والإمارات اللتين هما وراء الانتقالي ووراء التغيير السياسي للانتقال من سلطة شرعية منتخبة من الشعب إلى سلطة تم تحديدها بشكل بهلواني في الرياض".
 
- يمثلون أنفسهم ومصالحهم

ويرى أن مروّجي الانفصال وادعاءهم بأنهم يمثلون القضية الجنوبية لا يمثلون إلا أنفسهم ومصالحهم، مشيرا إلا أن الانتقالي عبارة عن "مجموعة دُفع بها بتمويل خارجي وهم يبحثون عن السلطة؛ أيا كان العنوان، سواء كان العنوان انفصال أو غير انفصال".

وتابع: "القضية الجنوبية كعنوان فرعي هي قضية سلطة؛ تحت أي شعار تحت أي مسمى".

واستغرب الحذيفي من الازدواجية التي وقع فيها الانتقالي؛ وذلك بأدائه اليمين الدستورية ونكث بعد ما خرج"، قائلا: "أنت إذا لك قضية ينبغي أن تناضل بها دون أن تدعي أنك تعترف بسلطة شرعية وتناقضها من جهة أخرى".

واعتبر ما يقوم به الانتقالي "لعب دور يدعو للغرابة، ولا ينبئ بأي نتائج منطقية ومعقولة في قادم الأيام".

 - نقيضان

ولفت إلى أنه "لا توجد شراكة في القاموس السياسي بين نقيضين أو متضادات، عادة الشراكة تكون بين شركاء سياسيين تحت سقف الدستور والقانون".

واستطرد: "الانقلاب شمالا والانقلاب جنوبا قفز من الصراع في النظام إلى الصراع على النظام؛ أي أن الحوثيين أرادوا إسقاط الجمهورية وابتلاع الدولة، والانفصاليين أرادوا إسقاط الوحدة وكذلك الدولة".

وأوضح: "اليوم نحن لا نتحدث لا عن الدولة ولا عن الوطن نتحدث عن مشاريع خاصة، الحوثيون مشروعهم خاص وتمولهم إيران، وكذلك الانفصاليون جنوبا مشروعهم خاص وتمولهم الإمارات والسعودية"؛ معتبرا خطاب الانتقالي عبارة عن "أماني لدغدغة عواطف الناس السذج".

وقال: "لا نستعجل مسألة التركيز على قضايا لا يمكن أن تحل إلا في إطار الدولة الواحدة؛ بعد ذلك يمكن للناس أن يحتكموا للإرادة العامة".

تقارير

مخيمات النزوح في مأرب.. إهمال حكومي وكوارث متكررة

يعيش ملايين النازحين في محافظة مأرب ظروفا إنسانية كارثية تتفاقم مع مرور الوقت، وتهدد حياتهم بشكل مباشر، ومن أوجه المعاناة أن العديد من الأسر النازحة تضطر إلى العيش في خيام متلاصقة، مما يشكّل بيئة خصبة لانتشار الحرائق والأوبئة.

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.