تقارير

بعد تدشين صيانته.. هل تم التلاعب في مواصفات الطريق الرابط بين لحج وتعز؟

25/05/2024, 10:12:13
المصدر : خاص - هشام سرحان

في الرابع من مايو الجاري، صدرت توجيهات رسمية تقضي بإغلاق طريق الكربة -الصحى، الرابط بين محافظتي لحج وتعز، لتدشين أعمال المرحلة الثانية لصيانة الطريق البديل لهيجة العَبْد، الذي يخضع للصيانة أيضاً.

تستغرق العملية -حسب بيان صادر في 4 مايو 2024 عن نقابة النقل خط (طور الباحة -هيجة العَبد - التربة)- شهرا من بدء التنفيذ، ومع ذلك تحدثت لموقع "بلقيس" مصادر إعلامية وأخرى رسمية عن وجود اختلالات في أعمال الصيانة، وتعثر في المشروع البالغ تكلفته خمسمائة وخمسة وسبعين مليون ريال تقريباً، بتمويل صندوق صيانة الطرق والجسور في العاصمة المؤقتة (عدن).

في 14 مايو الجاري، تحدّث مسؤول اللجنة المجتمعية الإشرافية لطريق كربة - الصحى لموقع "بلقيس" عن وضع أحجار دون أسمنت، وتلاعب بالمواصفات، الأمر ذاته ورد في بلاغ وجَّهه النّجاشي عبر  تطبيق "واتساب"، لوزير الأشغال العامة، سالم العكبري، -حصل الموقع على نسخة من المحادثة- وطلب من الوزير  متابعة المقاول، وإلزامه بضبط المواصفات والكميات، حسب ما كُلف به من قِبل الجهات المانحة.

النجاشي أوضح لموقع "بلقيس" أن هناك غشا في أعمال أحد الجُدران الساندة الكبيرة، وتحديدا في قاعدة يبلغ عرضها 4 أمتار، لكن بعد الرجوع إلى النجاشي للاستيضاح أكثر، ذكر لموقع "بلقيس"، أنه تواصل مع وزير الأشغال، وأرسل مهندسين، وتم حل المشكلة.
 
- تحفّظ

بعدما حصل موقع "بلقيس"، على فيديوهات وصور توثّق بعض الأعمال الجارية، تواصل مع المشرف على المشروع، المُكلف من قِبل صندوق صيانة الطرق في تعز، المهندس لبيب عز الدين، فقال: "الموضوع ليس كبيراً إلى هذه الدرجة، والعمل أفضل"، مؤكدا أن "موضوع التلاعب مجرد سُوء فهم لا أكثر".

وأضاف عز الدين: "المقاول يرص الأحجار، وبعد ذلك يسكب الخرسانة، والمصور  التقط الصور أثناء رص الأحجار (كروية صغيرة)، ولم يلتقطها أثناء صبّ الخرسانة، وهذا الأمر ليس جيداً، فيما الصور الكاملة تحتاج عكس ذلك حد"، تعبيره.

رجع موقع "بلقيس" إلى استشاري مشروع طريق الكربة - الصحى، المهندس آزال عز الدين الخضيري، وسأله عن جوانب التلاعب في مواصفات المشروع، فرد قائلاً: "العمل  في الموقع متعثر تماماً جراء  الازدحام المروري، وعدم قطع الطريق، في حين سبق وأن وجَّهت السلطات بحظر مرور الشاحنات الكبيرة والمتوسطة بشكل نهائي، ومنع المركبات الصغيرة من المرور مؤقتاً".



على الصعيد ذاته، ذكر مدير عام مديرية المقاطرة، جمال شمسان، لموقع "بلقيس": "عندما نتكلم من واقع المشاهدة والمعاينة، التي لا تحتاج إلى عبقرية مهندس، نلاحظ وبشكل واضح أن الشغل في المقطع الأخير من منطقة سوق الربوع مرورا بالروقان وصولا إلى الحنيشة، المقاول لم يقم بأي مواصفات لازمة لعمل طريق تمر عليه المركبات الكبيرة".

وأضاف شمسان: "لم يقم المقاول بالتسوية والدك المطلوب؛ بالدكاك والرش لمادة ال إم سي، كما قام بوضع الأسفلت أثناء سقوط الأمطار، وهناك صور وفيديوهات توضح ذلك".

- اختلالات

وتابع: "تكلمت بخصوص هذا، يوم السبت الماضي، مع  محافظ لحج، اللواء أحمد عبدالله تركي، وأمام المقاول، وبصريح العِبارة، قلت إن العمل يتم أثناء سقوط الأمطار، ودون مراعاة الأضرار، التي قد تسببها على الإسفلت، الذي يُفرش بطريقة غير مطابقة للمواصفات، والعمل الفني الناجح".

 
وطبقاً لشمسان، ذكر المقاول أن لديه فترة صيانة مدتها سنة، ولديه استشاري بارع للمشروع، كما جزم بأنه لن يرضى بهذا العمل حسب شمسان، الذي أشار إلى أنه سمع أن المهندس آزال عز الدين كان معترضاً على العمل، لكن المنفذين ألحّوا وأصرّوا على الاستمرار دون مراعاة أدنى مسؤولية، ما اضطره إلى الانسحاب، الأمر الذي لم يفصح عنه الأخير لموقع "بلقيس".

وأكد شمسان أن "الخلل في العمل سيظهر في أقرب وقت، مشيرا إلى ظهور ذلك بوضوح على بعض الأعمال السابقة، التي أصبحت بحاجة إلى إعادة تأهيل.

وشدد على ضرورة رفض المعنيين والمموِّلين مثل هذه الممارسات، وأن لا يسمحوا بعبث المقاولين، وأن يعتمدوا على استشاريين يخافوا الله في أنفسهم، ووطنهم.

وحول الإجراءات اللازمة لتلافي مشكلة التلاعب في المواصفات، قال شمسان: "يجب أن يقوم الإعلام بكشف المخالفات، ومتابعة المموِّلين، والعمل على إلزام المنفذين بإصلاح المخالفات الحاصلة، والاستعانة بمهندسين يحددون الخلل أثناء التنفيذ، ويعملون على إصلاحه خلال فترة الصيانة، المقدرة بعام -كما اعتقد".

تقارير

"قصر حبشوش".. أبرز مَعَالم الحيَّ اليهودي في صنعاء يتحوّل إلى خرابة

على مقربة من البوابة الشرقية لحيّ اليهود، تظل مظاهر الخراب شاهدةً على انهيار وزوال قصر المؤرخ اليهودي اليمني "حاييم" حبشوش، تاجر الذهب والفضة الشهير، الذي عاش في الفترة ما بين 1833 ـ 1899م، وباعتباره شخصية مثقفة ومقرباً من السلطة آنذاك.

تقارير

كيف عملت السعودية على تقديم اليمن بلا ثمن لإيران وأدواتها؟

منذ ليلة السابع من أبريل من العام 2022م، لم يعد المشهد السياسي اليمني واضح المعالم، بل تدرّج نحو اندثار الصَّف الوطني، وخفوت صوت السيادة اليمنية، وذلك عبر وثيقة صدرت في القصر الملكي السعودي، مُبطلة معها عمل الدستور اليمني، ومشكلة مجلس العَار -كما يسميه الشعب اليمني هذه الأيام.

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.