تقارير
بعد وقف إطلاق النار في لبنان.. ما مستقبل الصراع في اليمن؟
مع بدء سريان وقف إطلاق النار بين حزب الله اللبناني والكيان الإسرائيلي المحتل، الذي دخل حيز التنفيذ الساعة الرابعة فجر يوم أمس الأربعاء، وفق التوقيت الذي أعلنه الرئيس الأمريكي جو بايدن، تتصاعد التصريحات والتعليقات والتنبؤات حول ما ستؤول إليه الأحوال في المنطقة.
وبحسب مواقع متعددة وصحف، فقد بدأ عدد كبير من اللبنانيين بعرباتهم، التوجه للعودة إلى مناطقهم في الجنوب، وسط ترقب حول مصير غزة والحرب فيها.
متحدث الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، قال إنه مع دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ وبناء على بنوده سيبقى الجيش الإسرائيلي منتشرا في مواقعه داخل جنوب لبنان، موجها حدثه لسكان الجنوب هناك بحظر توجههم نحو القرى التي تم طلب إخلائها وسط توقعات في أن تضطلع الولايات المتحدة بدور فاعل في آلية يه المراقبة والتحقق هناك.
مرحلة جديدة
يقول الباحث في العلاقات الدولية الدكتور عادل المسني، إن الجميع يدرك أن المحور الإيراني مترابط، سواء حزب الله او المليشيات في اليمن والعراق وسوريا، كلها ميليشيات تخدم أجندة إيران، لذا فإن هزيمة حزب الله بهذا الشكل المذل سيكون له أثر كبير على المحور الإيراني بشكل عام.
وأضاف: اليوم هناك اتفاق وهذا الاتفاق حقق لإسرائيل انتصارا كاسحا فيما يتعلق بالأهداف التي وضعها الكيان، المتمثل بنزع أسلحة حزب الله، وإرجاعه إلى خلف النهر ومن ثم إدخال الجيش اللبناني، وأيضا فك الساحات أو ما يتعلق بغزة ونصرة غزة وغير ذلك.
وتابع: هزيمة حزب الله تكمن بالتسليم لإرادة الكيان ط المحتل، وأنا أتصور بأن هذا له أثر كبير على معنويات المحور بشكل كبير بما فيه الحوثيين.
وأردف: حزب الله هو الذي يقود المحور الإيراني في المنطقة ويمتلك الأسلحة والجيش، وأيضا يمثل ورقة إيران القوية والفاعلة فيما يتعلق بأذية إسرائيل.
وزاد: ضرب هذا حزب الله وهزيمته بهذا الشكل المذل هي هزيمة لكل المحور، وستنعكس على كل الميليشيات في المنطقة، وبالأساس على إيران.
وقال: أنا أتصور أن الاتفاق اليوم بين إسرائيل وإيران، إيران تستشعر الخطورة اليوم، وأصبح المحور يمثل عبء على إيران لأن هناك من يحمل إيران، وخصوصا الإدارة الأمريكية القادمة، مسؤولية العبث بأمن المنطقة، وكل الدمار الذي حصل في الدول العربية، لأنها هي التي تمد هذه المليشيات الخارجة عن القانون والإرهابية بالأسلحة وكل الدعم اللوجستي والمعنوي والسياسي، لإثارة الشغب.
وأضاف: هناك مسؤولية قانونية تتحملها إيران، اليوم، وهي تشعر بالقلق، خاصة مع مجيء إدارة جديدة.
وتابع: إيران اليوم تفاوض على الحفاظ على نظامها في الداخل، مقابل التضحية بالمحور، بحزب الله وبوحدة الساحات وبأي دور إقليمي لها.
وأردف: اتفاق وقف إطلاق النار بين الكيان الإسرائيلي ولبنان، هو يقرأ في سياق المرحلة الجديدة التي تحاول إيران أن تفتح خطوط للتفاوض مع إسرائيل ومع الإدارة الجديدة في الولايات المتحدة الامريكية، والتي عنوانها التخلي عن المحور والتخلي أيضا عن دعم هذه الميليشيات في الخارج.
وزاد: الحوثي أيضا اليوم في دائرة الاستهداف فيما يتعلق بانعكاسات هذا الاتفاق، فاليوم في لبنان فيما يتعلق بهذه النظرة لجديدة لإيران وأيضا مجيء الإدارة الأمريكية التي من ضمن أجندتها محاربة إيران والميليشيات الإرهابية التي أصبحت تشكل قلق كبير للمصالح الإقليمية والدولية بتهديد الملاحة البحرية وغير ذلك.
اتفاق مذل
يقول أستاذ القانون الدولي، الدكتور طارق شندب، إن الاتفاق، هو اتفاق بين حزب الله والعدو الإسرائيلي، مثل فيه حزب الله الدولة اللبنانية، وللأسف هذا الاتفاق بكل وضوح هو اتفاق مذل وخسارة، وهذا ما هو واضح من خلال بعض النقاط.
وأضاف: أولا هذا القرار 1701 الذي تعهد حزب الله بتنفيذه، وكذلك تعهدت إسرائيل بتنفيذه، هو صدر عام 2006، أي منذ 18 سنة والطرفان يرفضان تنفيذه، وبالأخص حزب الله الذي كان يصر على استعمال السلاح في الداخل اللبناني، وعلى استعمال هذا السلاح خارج إطار الدولة، وأن يكون له قرار السلم والحرب.
وتابع: اليوم حزب الله رذخ للإرادة الدولية، والإرادة الإسرائيلية للأسف، ولم يرضخ للإرادة اللبنانية، وسلم المنطقة الممتدة من جنوب لبنان مع الحدود مع فلسطين المحتلة، إلى نهر الليطاني بمسافة طول 20 كم، وتعهد بالخروج منها منكسرا.
وأردف: كذلك هناك تعهد واضح من حزب الله بموجب هذا الاتفاق، بعدم استخدام السلاح أو استيراد السلاح أو أي شيء، كذلك الآن ممنوع أن يكون هناك أي جبهة مع فلسطين المحتلة.
وزاد: للأسف هذا ما جناه حزب الله وهذا ما جناه على الشعب اللبناني، وأنا أعتبر هذا الاتفاق أنه اتفاق مذل بالرغم من محاولتهم تصويره على أنه اتفاق نصر، لكن حتى اللحظة القوات الإسرائيلية ما زالت داخل مناطق الجنوب اللبناني.
وقال: حزب الله ارتكب الكثير من المجازر بحق الشعب اللبناني، لكن اللبنانيين لم يكنوا على استعداد لمواجهته، لكن هذا الاتفاق حقن دماء اللبنانيين من العدو الإسرائيلي الذي استجلبه حزب الله، وفي كل الأحوال سيستفيد منه اللبنانيين، وهذا مهم جدا.
وأضاف: أنا مع هذا الاتفاق واؤيد هذا الاتفاق لأن حزب الله هو ميليشيا إرهابية، لا تفهم إلا بلغة القوة، والكثير من اللبنانيين كانوا يطالبون منذ 20 سنه حزب الله بتسليم سلاحه وعدم استعماله في الداخل أو الإرساء به إلى الدول العربية، لكن الآن أصبح مرغما على ذلك بموجب هذا الاتفاق الذي أسميته بأنه اتفاق مذل لحزب الله وليس للشعب اللبناني.
وتابع: الشعب اللبناني قد تكون مصالحه الآن متفقة مع مصالح المجتمع الدولي، بنزع سلاح حزب الله وهذا ما يريده أغلبيهطة الشعب اللبناني، ولكن لا ننسى ان هناك مئات الآلاف من الشقق أصبحت مدمرة، نحو 70 قرية مدمرة بالكامل، وأصبح هناك احتلال للأراضي اللبنانية من قبل العدو الصهيوني، وحزب الله يتفاخر بأنه انتصر، فيما هو اتفاق مذل له.
وأردف: الشعب اللبناني مرحب بهذا الاتفاق سواء كان من بيئة حزب الله، الذين يرون أن حزب الله يجرهم إلى معارك دائما وإن كانوا ليسوا بأكثرية، ومن الأكثرية اللبنانية التي ترفض أن يكون حزب الله هو من يملك قرار السلم والحرب في لبنان.
وزاد: بالمطلق هذا الاتفاق هو راع يرعى تطبيق اتفاق الدستور اللبناني، الذي هو اتفاق الطائف الذي ينص على أن كل المليشيات تسلم سلاحها، وهذا ما يرفضه حزب الله، ولكنه الآن أرغم على ذلك من قبل العدو الإسرائيلي
والولايات المتحدة الأمريكية.
"يداك أوكتا وفوك نفخ"
يقول الخبير العسكري العقيد هشام المصطفى، "يداك أوكتا وفوك نفخ، كما يقال بالعربي، وحزب الله في البدايات وفي حربه الأولى ضد إسرائيل كان الشعب السوري وشعوب المنطقة العربية بالكامل، تقف معه /، ولم يكن في تلك الآونة، قد تكشف على حقيقته.
وأضاف: في الحقيقة بداية الثورة السورية ضد نظام الأسد المجرم، تدخل حزب الله، بشكل كبير في القضية السورية، ولم يتدخل من أجل أن يقوم بفصل بين الثوار والنظام، وإنما تدخل ووقف مع النظام وأعلن ذلك على الملأ وأولغ في الدم السوري، حيث قتل عناصر حزب الله الأطفال والنساء والشيوخ، وكانوا مع الأسف الشديد، عندما يذبحون أطفال الحولة وأطفال المناطق الأخرى، ينادون يا لثارات الحسين.
وتابع: حزب الله أولغ في الدم السوري، كما أولغ في العديد من دماء الأشقاء العرب، في اليمن أيضا كان هناك محمد حسين سرور الذي قتلته إسرائيل، كان يدرب الحوثيين على استخدام الطائرات المسيرة وغيرها.
وأردف: هذا الحزب لم يكن في يوم من الأيام إلا مركزا للشرور، توجهه ولاية الولي الفقيه في إيران، حيث كان أداة طيعة لإيران، ونفذ كامل أجنداتها دون التفكير بمحيطه العربي، واتجه إلى الإذعان لإيران وكان دائما يتاجر بقضية فلسطين، وقضية القدس، وسمعنا جميعا بأن طريق القدس يمر من حلب والزبداني وحتى من مأرب، فما هذا الهراء!؟
وزاد: حقيقة حزب الله، كما هي باقي الفصائل التي تتبع إيران، ونسميها مصطلحا أذرع ايران في المنطقة، بدءا من الحوثي في اليمن، وصولا إلى الميليشيات العراقية الشيعية ابو الفضل العباس، وزينبيون وغيرها وحتى المليشيات الأفغانية، وصولا إلى ميليشيا حزب الله، هي كلها ميليشيات تتبع إيران وتنفذ أجندتها الفارسية.
وقال: إيران في مرحلة ما تخيلت نفسها أنها الدولة الفارسية أو الإمبراطورية الفارسية، وكان المرشد يظن نفسه كسرى، وهذه الحقيقة الآن أصبحت مكشوفة وواضحة.
وأضاف: إيران تاجرت بالقدس وبقضية فلسطين، وكذلك كل الميليشيات التابعة لها تاجرت بفلسطين، وباليمن، وبدمشق وببيروت.
وتابع: مع الأسف الشديد حزب الله استطاع ان يختطف قرار الدولة اللبنانية وقرار الجيش اللبناني على مدى عقود وعندما كان اللبنانيون يتوجهون إليه لنجلس إلى الطاولة ونتفاهم، إلا أنه لم يكن يقبل، لكن الآن رغما عنه قبل بكافة الشروط التي أملتها عليه إسرائيل بإذلال وبإذعان، وخرج يجر ذيول الخيبة، وأنا لا أعتقد بأن هذا الاتفاق سيمضي، بل أن إسرائيل ستجد حجة أخرى من أجل أن تقضي على حزب الله بالكامل، وكذلك على أذرع إيران بالمنطقة بالكامل.