تقارير

بيئة آمنة ومستقرة.. كيف نواجه أزمة النازحين في اليمن؟

13/11/2024, 10:02:52

ظروف اقتصادية غاية في السوء نشأت بسبب الحرب التي تشنها مليشيا الحوثي على اليمنيين منذ أكثر من عشر سنوات، حيث أجبرت الآلاف من الأسر على مغادرة منازلها؛ بحثا عن الأمان والاستقرار في مناطق أخرى داخل البلاد وخارجها.

بالنسبة لمن نزحوا داخليا، تشير تقارير المنظمات الدولية إلى أن عددهم، منذ مطلع هذا العام، تجاوز 18 ألف شخص، وسط نقص حاد في الموارد وصعوبات كبيرة تواجهها الجهات الحكومية والمنظمات الإنسانية في تلبية احتياجاتهم المتزايدة.

وعلى الرغم من الجهود المبذولة، تظل هناك فجوة كبيرة بين المتاح والمطلوب لتوفير بيئة آمنة ومستقرة للنازحين.

- الفجوة كبيرة

يقول مساعد مدير الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين في مأرب، خالد الشجني: "في محافظة مأرب، قامت منظمة الهجرة الدولية، يوم أمس، بتوزيع مأوى انتقالي؛ عبارة عن غرفة خشبية، قدمتها المنظمة لتغيير المأوى الذي كان النازحون يعيشون فيه، الفترة الماضية، في خيام مهترئة، وفي مأوى طارئ، وتم استبدلها بمأوى  أكثر فاعلية وأفضل من الخيام".

وأضاف: "هذا المأوى يحقق الكثير من تطلّعات الأسر النازحة المحتاجة لتغيير المأوى الطارئ، الذي يعيشون فيه منذ سنوات طويلة".

وأوضح: "تم توزيع قرابة 1922 مأوى منذ نهاية العام الماضي حتى الآن، وهناك منظمات أخرى تقدم هذا الدعم لكنه دعم بسيط، وعدده محدود؛ نظرا لأن عندنا في مأرب ما يقارب 80 % من إجمالي النازحين في المخيمات، يحتاجون إلى تغيير المأوى الخاص بهم".

وتابع: "نحن بدأنا مع المنظمات في طرح الكثير من الحلول الدائمة لموضوع تغيير المأوى الخاص بالنازحين، وقد ساعدتنا بعض الجهات في استبدال المأوى بوحدات سكنية يتم بناؤها بناء خرساني، ووجدت معنا حتى الآن قرابة 14 وحدة سكنية تم بناؤها في محافظة مأرب".

وأردف: "نحن، منذ أكثر من عشر سنوات، في حالة حرب ونزوح، لذا نعمل مع السلطة المحلية في محافظة مأرب على إعادة التوطين والدمج للنازحين، وبهذا سنكون انتقلنا إلى مرحلة أخرى من مرحلة الطوارئ، والتدخلات الطارئة التي استهلكت الكثير من الموارد، وأهلكت الداعمين الإنسانيين، وجهود السلطة المحلية".

وزاد: "نحن نعمل على توفير حلول دائمة وممكنة في مشاريع التنمية، في بناء المستشفيات والمراكز والوحدات، وتوسعة المرافق الموجودة في التعليم، وبناء مدارس جديدة، لكن مع هذا كله لا تزال الفجوة كبيرة جدا، فالنزوح مستمر والمعاناة مستمرة، والتدخلات ضعيفة جدا، والتمويل الإنساني تراجع بشكل كبير".

- فكرة طارئة

يقول رئيس مركز الدراسات والإعلام الإنساني محمد المقرمي: "إذا رتّبنا أولويات النازحين، فإن الغذاء أولا، ثم المأوى؛ لأن النازحين حاليا، خاصة في محافظة مأرب، يتمركزون في مناطق بعيدة نوعا ما عن المدينة، لكن فكرة الغذاء هي فكرة أساسية للبقاء على قيد الحياة، ثم بعد ذلك يأتي المأوى".

وأضاف: "للأسف الشديد، فكرة إنشاء المخيمات لم يكن أحد يعلم أن الحرب ستطول كل هذه الفترة، وفكرة النزوح كانت فكرة طارئة، ويظن البعض أنها ستكون مؤقتة لأشهر وتنتهي، لذلك لم تكن هناك دراسة ورؤية متكاملة لاختيار أماكن النزوح".

وأشار إلى أن "غالبية هذه المخيمات، التي وضعت خاصة في محافظة مأرب، تعرضت للسيول وللأضرار؛ نتيجة تقلبات الطقس والمناخ من فصل إلى فصل، لذلك نجد المعاناة مستمرة ومتواصلة لهؤلاء النازحين".

وتابع: "لن يستقر وضع هؤلاء النازحين إلا بعد انتهاء الحرب، وعودتهم إلى منازلهم، لكن -على الأقل- يجب أن يتم توفير لهم متطلبات الحياة الأساسية ومقومات الحياة، بما فيها الغذاء والصحة والمأوى والتعليم، والكثير من الأشياء الأساسية التي حرموا منها".

وأردف: "نحن الآن تجاوزنا عشر سنوات، وسننصدم بجيل -للأسف الشديد- حُرم كثيرا من متطلبات الحياة الأساسية، ومن الصعب فيما بعد أن يُدمج هذا الجيل في المجتمع، إلا ببرامج تأهيل مضاعف، حتى يتمكن من العودة إلى الحياة، ويمارس الحياة بشكل طبيعي جدا".

تقارير

البدو الرُّحل في صحراء مأرب يصارعون الهوية والبقاء في وجه النزوح والتغيّرات

تغيَّرت ملامح الحياة البدوية شيئًا فشيئًا في قلب صحراء مأرب الواسعة شرق اليمن، فلم تعد قوافل التنقل تسير في هدوء كما اعتاد البدو الرّحل، ولم تعد خيامهم المنزوية على أطراف المراعي كما كانت لقرون.

تقارير

السلطة الشرعية.. من موقع القيادة إلى هامش المشهد

لم تعد مظاهر التراجع في أداء السلطة اليمنية الشرعية خفية أو قابلة للتجاهل، بل أصبحت تتجلى حتى في تفاصيل رمزية تعكس عمق أزمتها، كما حدث في الذكرى الـ35 للوحدة اليمنية، التي مرت بصمت رسمي مريب، دون احتفال أو حتى إجازة، في مؤشر صارخ على تفكك الهوية الجامعة، وانفصال السلطة عن رموز الدولة ومعناها.

تقارير

سببت انتكاسة للمزارعين.. عائدات محاصيل المانجو لا تغطي نفقات الإنتاج

يتحسر المزارع الستيني عبدالله الغُزي على مبيعات مزرعة المانجو التي يمتلكها في محافظة حجة شمال غرب اليمن، ولم تغطِ عائداتها تكاليف العمل والمصروفات التي أنفقها على المبيدات الحشرية، والسماد، ومياه الري.

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.