تقارير

تصعيد كبير للحوثيين وإستراتيجية إيرانية للسيطرة على باب المندب

22/02/2024, 11:48:23

يتعاظم الدور الإيراني كل يوم في البحر الأحمر وخليج عدن، حيث تسعى طهران -من خلال استخدامها مليشيا الحوثي- إلى بسط نفوذها على البحر الأحمر، ومضيق باب المندب.

الغرب، الذي بدا متوجسا من الدعم الإيراني للحوثيين، يجد نفسه، اليوم، محاصرا وغير قادر على فرض معادلة جديدة؛ لذلك يسوّق الاتهامات لإيران بالانخراط بشكل كبير في دعم الحوثيين، وهو ما تنكره طهران، وتقول إنه غطاء لمساعٍ أمريكية غربية؛ الغرض منها فرض غرامة مالية عليها.

- أداة إيرانية

يقول الخبير في الشؤون العسكرية والسياسية، العميد عبدالرحمن الربيعي: "تبادل الاتهامات بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران، حول مسألة تزويد الحوثيين بالأسلحة والصواريخ والسيارات والتقنية والخبراء، هذا أمر ليس فيه شك على الإطلاق، وهو نوع من التخبّط العشوائي".

وأضاف: "الحوثيون ذاتهم أداة إيرانية بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، وكل التقنيات، وكل ما يوجد لدى الحوثيين من صواريخ باليستية، سواء كانت بحرية أو أرض، أو ألغام متطورة".

وتابع: "كل الوسائل هذه معروف مصدرها، ومعروف من أين أتت، هي أتت من إيران منذ حروب صعدة الست في 2004م، أي ما قبل سقوط العاصمة صنعاء في 2014م".

وأردف: "على مدى الحروب الست، كانت كل الإمكانيات والدعم كله من إيران، وأمريكا كانت على اطلاع، وعلى فهم وعلى دراية، وكانت تدّعي بل وأظهرت الكثير من الصور أنها ألقت القبض، أو استولت على كثير من صفقات السلاح عبر البحر، التي كانت تأتي، سواء عن طريق سفن الصيد أو سفن تجارية، أو غير ذلك، وهذا ما كان يظهر إلا النذر اليسير، لكن ما خفي كان أعظم".

وزاد: "مسألة أن الحوثيين وصلوا إلى هذا المستوى من التطور النوعي في ظل وضع اقتصادي، وفي ظل التخلّف التقني والمعرفي في اليمن هو معروف، سواء كان عند الحوثيين، أو عند الحكومات السابقة، والحكومة الحالية".

وقال: "أنتجت صواريخ تُطلق من الأراضي اليمنية، وتصل -مثلا- العمق العربي إلى مسافة حوالي ألفي كيلومتر، هذه صواريخ إيرانية مئة في المئة، فالتقنية والخبرات وكل الوسائل إيرانية، أما الحوثيون فهم يُستخدمون كواجهة فقط ليس إلا".

وأضاف: "منذ مدة طويلة جدا، منذ جاءت الثورة الإيرانية في تسعة وسبعين، بدأت بحرب أولا مع العراق، ثم توسعت، وبدأت في إنشاء هذه الأذرع وهذه المليشيات".
 
وتابع: "معركة البحر الأحمر أصبحت الآن تهديدا حقيقيا للأمن والسلم، ليس على مستوى اليمن، ومليشيا الحوثي ستربح، فالكل بدأ يتنصل، والكل بدأ يبحث عن مبررات للخروج من المسؤولية لمرحلة ما بعد هذا الطوفان".

وتساءل: "بعد معركة غزة أيا كانت معالمها، هل سيستمر ذلك التماهي الأوروبي على أساس أن ما يدار في اليمن من حرب أهلية هي شأن داخلي، وأن الحوثيين جزء من النسيج؟ أم أنهم سينظرون الآن، وأول خطوات تصنيف الحوثيين كجماعة إرهابية؟ ثم ما هي تبعات ذلك؟ الآن ستكون مسؤولية كبيرة، وأتوقع أن السيناريو والسيناريوهات القادمة ستكون سيئة جدا".

- اتهامات باطلة

يقول الصحفي الموالي لمليشيا الحوثي -طالب الحسني: "إن الولايات المتحدة الأمريكية تقدم اتهامات مثلما كان التحالف السعودي يقدم اتهامات، ويقول إن إيران تقوم بتهريب أسلحة إلى اليمن، لكن في الحقيقة عندما تناقش فكرة التهريب، يعني هل يمكن لدولة أو لقوى مقاومة أو مجموعة أن تعتمد في حروبها وتفتح حروبا طويلة، وهي تعتمد على التهريب".

وتساءل: "هل يمكن لدولة أو لجماعات مقاومة؟ هذا ينطبق على المقاومة الفلسطينية حماس، وينطبق على الجهاد، وينطبق على حزب الله، وينطبق أيضا على اليمن؛ أن تقوم بفتح حروب بمستويات متعددة، وتطورات كثيرة ومتنوعة، أن تعتمد على التهريب؟ وهل يمكن لجماعة أن تفتح حربا وتعتمد فقط على التهريب؟".

وتابع: "لا بُد أن هذه الجماعة، أو هذه المجموعة، وهذه الدولة، عندما تفتح حربا يجب أن يكون لديها خط إمداد عسكري".

وزاد: "لو نظرنا -مثلا- إلى موضوع الطيران المسيّر، هذا الطيران المسيّر متشابه، سواء كان في تركيا، أو كان في إيران، أو كان في روسيا، أو كان في أي منطقة أخرى، فهي تقنية يمكن أن تدرّس في جامعات عسكرية، وفي معاهد عسكرية، وهي تقنية يمكن أن تنتقل من مكان إلى آخر".
 
وأردف: "الصواريخ الباليستية، وإن اختلفت أنواعها والمنظومات، في النهاية هي تقنية واحدة متبادلة، فهل يمكن أن نقول لليمنيين أو للفلسطينيين يجب عليكم ألا تستفيدوا من خبرات معينة، من تقنيات معينة، ويكون لديكم خط إنتاج عسكري حتى تكونوا قادرين على خوض حروب طويلة؟".

واستطرد: "التقنية واحدة منتشرة في كل المنطقة، في كل العالم، يعني الطيران المسيّر -على سبيل المثال- هو تقنية موجودة، وإن اختلفت جزئيا، لكن هي تقنية موجودة تصنع في تركيا، تصنع في إيران، هناك طيران مسيّر في كوريا الجنوبية، في كوريا الشمالية، في الولايات المتحدة الأمريكية، كل الدول تستطيع أن تصنع طيران مسيّر".
 
وقال: "حسين العزي يقول إن هناك تورطا أوروبيا بتبعية الولايات المتحدة الأمريكية، وأن هذا الانتقال يعني الابتعاد عن التحالف، الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية، إلى تشكيل تحالف هو خطأ أوروبي".

وأضاف: "لم يقل حسين العزي إن هناك تفاهمات، وهناك من يريد أن يقول إن هناك نوعا من التكلفة المادية، التي تدفع مقابل أن يكون هناك مرور للسفن الأوروبية، وأنا أقول إن الذي يقول ذلك في هذا التوقيت بالتحديد لا يفهم شيئا، ويريد أن يغالط في وقت خطأ، وقام بهذا التسريب في الوقت الخطأ؛ لأن ما يحصل الآن هو مؤشرات تصدير كبيرة جدا".

وأشار إلى أن "العمليات العسكرية اليمنية كانت بالأمس عمليات عسكرية، هذا يعني هناك تسريب كبير للعمليات، يعني انتقلت من التهديد والتحذير إلى الاستهداف والإغلاق، وكذلك الإحراق، وهذا تصعيد كبير".

وبيّن: "الاتحاد الأوروبي عندما يقول إنه لم يشارك في العمليات الجوية، التي تقوم بها بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية، هو يغالط نفسه  لأنه أرسل قوات إلى البحر الأحمر، وهذا يعني أنه سيكون هناك اشتباك بحري، سيكون هناك عمليات عسكرية متبادلة، سيكون هناك حرب".

تقارير

"قصر حبشوش".. أبرز مَعَالم الحيَّ اليهودي في صنعاء يتحوّل إلى خرابة

على مقربة من البوابة الشرقية لحيّ اليهود، تظل مظاهر الخراب شاهدةً على انهيار وزوال قصر المؤرخ اليهودي اليمني "حاييم" حبشوش، تاجر الذهب والفضة الشهير، الذي عاش في الفترة ما بين 1833 ـ 1899م، وباعتباره شخصية مثقفة ومقرباً من السلطة آنذاك.

تقارير

كيف عملت السعودية على تقديم اليمن بلا ثمن لإيران وأدواتها؟

منذ ليلة السابع من أبريل من العام 2022م، لم يعد المشهد السياسي اليمني واضح المعالم، بل تدرّج نحو اندثار الصَّف الوطني، وخفوت صوت السيادة اليمنية، وذلك عبر وثيقة صدرت في القصر الملكي السعودي، مُبطلة معها عمل الدستور اليمني، ومشكلة مجلس العَار -كما يسميه الشعب اليمني هذه الأيام.

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.