تقارير

تضامنا مع غزة.. ثورة طلابية في الجامعات الأمريكية

28/04/2024, 06:59:46

تتصاعد احتجاجات الطلبة الأمريكيين الداعمة للقضية الفلسطينية، والرافضة لحرب الكيان الصهيوني المحتل على قطاع غزة، وهو ما يشير إلى حقيقة مهمة تقول إن غطاء الأكاذيب انكشف، وبات بإمكان الجميع رؤية الأمور على حقيقتها.

من يقود هذا الوعي، وسط الجمهور الأمريكي، هم طليعة الطلبة، في أهم معاقل النخب الأمريكية، الأمر الذي يقض مضجع الساسة وصناع القرار الأمريكيين، وداعميهم من اللوبيهات الصهيونية.

المظاهرات الاحتجاجية قوبلت بحملة دعائية مضادة، تتهمها بمعاداة اليهود، وهو الاتهام التقليدي الذي يوجّه لأي شخص أو جماعة ترفض الاعتداءات الإسرائيلية على الفلسطينيين، التي تتضمن جرائم إبادة عنصرية وتهجير.

غير أن هذا الاتهام فقَدَ جانبا من قوّته، بعد انضمام الكثير من الطلبة اليهود، وأساتذة الجامعات، وناشطين في جماعات يهودية مناهضة لوجود إسرائيل من حيث الأساس، فضلا عن انتهاكاتها بحق المدنيين الفلسطينيين.

- تقبّل الرواية الفلسطينية

يقول الكاتب والباحث الفلسطيني، ماجد عزام: "إن الشعب الفلسطيني يتابع ما يجري في الجامعات الأمريكية بمزيج من السعادة والحسرة؛ لأن أهم دلالة فيما حدث أنه عندما نتحدث عن الجامعات الأمريكية فنحن نتحدث عن جامعات عريقة، ثم نتحدث عن انتقال الاحتجاجات إلى فرنسا، وموجودة طوال الوقت في بريطانيا، ووصلت إلى أستراليا، بينما الحسرة في أن هذا كان يجب أن يحصل في جامعاتنا العربية الكبرى".

وأضاف: "من الطبيعي أن تشعر كفلسطيني، أو بالأحرى كعربي، بالسعادة؛ لأن هناك قبولا للرواية الفلسطينية، في ظل غياب عقل وجسم فلسطيني - الجسم يعني القيادة المرجعية العليا، والعقل هو الرؤية والإستراتيجية- وليس هناك عمل منظم من قِبل الفلسطينيين وللأسف ولا حتى من قِبل العرب، وإن كان هناك عمل مقبول من قِبل الجاليات العربية والإسلامية، لكن ليس منظما وواسعا، ثم ترى هذه المشاهد وهذا التعاطف".

وتابع: "القضية الفلسطينية قضية عادلة، والقضايا العادلة تفرض نفسها، وأحيانا يجب أن يكون هناك محامون جادّون وجيدون وشاطرون، لكن القضية هي نفسها عادلة، لذلك يتقبلها العالم".

وأردف: "حجم الجرائم الإسرائيلية لا يمكن إخفاؤها، فهناك جريمة إبادة ضد الشعب الفلسطيني، وجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية على الهواء مباشرة، ليس فقط من زملائنا وإخوتنا الصحفيين الفلسطينيين، أو المواطنين الفلسطينيين، وإنما من الجنود الإسرائيليين الذين نشروا جرائم حرب موصوفة، كما رأينا تفجير جامعة الإسراء، وتفجير مربّعات سكنية، كما رأينا في اللهو واللعب على أنقاض البيوت، والسخرية من البيوت، والنشر على مواقع التواصل دون حرج".

وزاد: "كان بالإمكان منع الجنود الإسرائيليين من نشر الجرائم على مواقع التواصل الاجتماعي، لكنهم كانوا يريدون إيصال هذه الصورة ضمن تصورهم بجزء من استعادة قدرة الردع".

وقال: "نتحدث عن تقبل للرواية الفلسطينية، وعن رفض للجرائم الإسرائيلية، فكلما اتسعت الحرية اتسع التضامن مع الشعب الفلسطيني، واتسع تقبل الرواية الفلسطينية؛ لأن القضية عادلة".

وأضاف: "هناك جيل جديد وجيل شاب، وهذا الجيل، قبل الانتخابات الأمريكية، كان المخرج مايكل مور، أحد القلائل في الانتخابات الأمريكية، التي فاز فيها ترامب في 2016م، الذي قال إن ترامب سيفوز، وأن مواطن عادي قال له لنهز المؤسسة السياسية الأمريكية، وتم هزها بشكل سلبي، والآن تم هزها بشكل إيجابي".

ويرى أن "هذه الاحتجاجات هي رسالة ضغط على المؤسسات، سواء في الجامعات، أو في المؤسسة السياسية، حيث اتضح أن إدارة الجامعات هي جزء من المؤسسة الأمريكية العامة".

وأشار إلى أن "هناك جيلا شابا أكثر حرية وديمقراطية لم يتقبل الرواية الصهيونية، فكرة الفيلا في الغابة، وفكرة أن إسرائيل هي الضحية، والعرب هم الجلادون، وإن إسرائيل أحيت الديمقراطية في صحراء قاحلة، فهذه الأجيال الجديدة لم تتربَّ عليها، ولم تصدِّقها عند سماعها، وتنظر بتشكك".

وتابع: "العالم تحول إلى قرية صغيرة، فكيف لدولة ديمقراطية أن ترتكب مثل هذه الجرائم باعتراف حتى في بعض المؤسسات الأمريكية".

- لحظة تاريخية

يقول الناشط الفلسطيني، والخبير في الشؤون الأمريكية، د. خالد ترعاني: "أكاد أجزم أن ما يجري في الجامعات الأمريكية يؤكد أننا أمام لحظة تاريخية من تاريخ القضية الفلسطينية، وخصوصا في الساحات الغربية".

وأضاف: "ما نراه اليوم هو انهيار كامل للسردية الإسرائيلية، التي عملت على ترويجها في المجتمعات الغربية على مدى عشرات السنين، التي كانت تتحدث عن استثنائية عسكرية واستخباراتية وأمنية وزراعية إسرائيلية، بل إنه روّج لها على أنها استثنائية أخلاقية، فكل هذه السرديات تبخّرت بعد السابع من أكتوبر".

وتابع: "بعد السابع من أكتوبر، انهارت سرديات إسرائيل الاستثنائية، الأمنية والاستخباراتية، والقدرات العسكرية، ثم أظهرت سوءاتها بهذا المستوى غير المسبوق في العصر الحديث من الإجرام والإبادة الجماعية، فالعالم الغربي لم يطّلع على هذا النوع من الإجرام منذ أيام حرب البوسنة".

وأردف: "الثمن باهظ جدا لأهلنا في فلسطين، نسأل الله تعالى لهم العون والثبات، لكن بالنسبة للمجتمعات الغربية فإن انهيار هذه السردية الإسرائيلية عمليا هو طريق في اتجاه واحد لا رجعة فيه، وهؤلاء الشباب والبنات في الجامعات، المستهلكين لوسائل التواصل الاجتماعي، استطاعوا أن يزيلوا كل الفلاتر التي توضع أمام أعينهم، وبدأوا يشاهدون الحقيقة كما هي، بدون رتوش أو تدخل من رقيب ما في مكان ما".

وزاد: "جامعتا هارفارد وكولومبيا هما نخبة النخبة، فجامعة هارفارد دائما هي تتأرجح بين رقم واحد ورقم اثنين مع جامعة ييل، وجامعة كولومبيا هي الجامعة التي كان يدرس فيها إدوارد سعيد، وتخرج منها باراك أوباما، ومنها بدأت انتفاضة الجامعات في مثل هذا الأسبوع من قبل 56 عاما ضد الحرب على فيتنام، وطالبت كما تطالب اليوم بأن تتخلى الجامعة عن استثماراتها وعلاقاتها المتميزة، في ذلك الوقت، مع وزارة الدفاع الأمريكية، ودعم الجهد العسكري في فيتنام".

وقال: "جامعة كولومبيا، اليوم، تطالب بإلغاء استثماراتها في الاقتصاد الإسرائيلي، وما يدعم الاقتصاد الإسرائيلي والعسكرية الإسرائيلية".

وأضاف: "في حرب فيتنام اُتهم الطلبة بأنهم شيوعيون، واليوم يتهمون بأنهم معادون للسامية، في حرب فيتنام، قبل 56 عاما، الجامعة هددت الطلبة بأنها سوف تفصلهم، وتعلّق دراستهم، وهو ما فعلته الجامعة هذه المرّة أيضا".

وتابع: "كما أنها قبل 56 عاما استدعت الجامعة الأجهزة الأمنية، وتم الضرب بيد من حديد على الطلبة، والآن التاريخ يعيد نفسه".

وزاد: "التاريخ كائن حي يتنفس ويتجدد ويعيد إنتاج نفسه مرة أخرى، فهذه الجامعات متميزة، وليست فقط رائدة علمية، وأكاديمية، بل رائدة في التغييرات المجتمعية".

- تساؤل

يقول الكاتب والباحث الفلسطيني، ماجد عزام: "هذا الجيل الصاعد يسأل: كيف يمكن تصور هذه الجرائم التي استمرت ستة أشهر على الهواء مباشرة؟ كيف يمكن أن تصمت الولايات المتحدة كقوة عظمى في العالم عن هذه الجرائم إذا كانت هي تملك قوة أخلاقية؟ وكيف نستمر في دعم من يرتكب هذه الجرائم بإرسال المال والسلاح؟".

وأضاف: "نحن الشعب الفلسطيني نظرنا بفرحة وارتياح أننا لسنا وحدنا، وهناك من يتعاطف معنا، ويرفض الجرائم المرتكبة بحقنا، لكن هذا في الجزء الآخر يقودنا إلى الحسرة؛ لأن هذا كان يجب أن يحصل في جامعاتنا العربية الكبرى".

وتابع: "لماذا لم يحصل هذا في جامعاتنا؟ لأن هناك أجواء استبداد، ولماذا الجامعة العربية لا تتخذ موقف العالم الإسلامي؟ لأن هناك أنظمة لا تعبّر عن حقيقة مواقف شعوبها، وأنظمة لا تستمد شرعيّتها من شعوبها، وإنما تستمد شرعيّتها من الولايات المتحدة والقوى الغربية".

وأردف: "ليس هناك أجواء حرية في العالم العربي، وليس هناك سماح بحرية العمل الطلابي؛ لأنه عندما يتظاهر الشباب سيتحدثون عن ممارسات السلطة، وسينتقدونها، وسيتحدثون عن الانتخابات، وعن اختيار قياداتهم".

وزاد: "أنا أعرف ناسا، وللأسف الشديد حتى فصيل فلسطيني، أصدروا بيانات دعم ليس فقط للانقلاب في مصر، بل حتى لخليفة حفتر، وللحوثيين".

تقارير

المنح الدراسية الإيرانية.. استقطاب حوثي للمتفوقين وتكريس للتبعية

شعور بالصدمة لدى الكثيرين من إعلان وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، التابعة لمليشيات الحوثي، لأول مرَّة فتح باب التسجيل للمفاضلة والتنافس على المنح الدراسية المقدَّمة من إيران بعد أن ظلت المليشيا لسنوات تنكر وجود مبتعثين يمنيين في إيران.

تقارير

فرص هزيمة الحوثيين.. هل الشرعية جاهزة للتعامل مع الوضع الجديد؟

عشر سنوات من الفرص السانحة لهزيمة الحوثيين ضيعتها الشرعية اليمنية رغم امتلاكها كل الأدوات الرابحة في هذا الصراع، بدءا من الاعتراف الدولي بها كسلطة شرعية، والتفاف الإقليم معها، ورفض المجتمع اليمني لانقلاب الحوثيين

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.