تقارير

حدث تاريخي فارق في سوريا.. هل سيتمكن اليمنيون من الاستفادة؟

10/12/2024, 16:51:35

سقوط نظام بشار الأسد، وتحرير دمشق من قبضته، يمثلان حدثًا تاريخيًا فارقًا ليس فقط بالنسبة لسوريا بل للمنطقة العربية بأكملها، فهو يُنهي حقبة طويلة من الاستبداد والقمع، ويبشِّر بإمكانية تحقيق التغيير حتى في أعتى الأنظمة الشمولية، كما يعيد الأمل إلى شعوب المنطقة في الحرية والكرامة وتقرير المصير، ويؤكد على أن إرادة الشعوب أقوى من كل أشكال القمع والطغيان.

هذا الحدث، بالنسبة لليمن، يبعث الأمل في افتتاح عهد عربي جديد، تسقط فيه الأنظمة المستبدة والجماعات الطائفية، ويمكن لهذه التجربة أن تلهم اليمنيين لمواصلة الكفاح في سبيل استعادة الدولة، بما يعنيه ذلك من عمل سياسي وعسكري وإداري واجتماعي، وتجاوز الأطماع والخلافات الصغيرة، والعمل معا من أجل مستقبل أفضل، مستقبل حر وعادل ومستقل.

ولكن، في مقابل هذا التفاؤل والأمل تبرز تساؤلات حول مستقبل المنطقة، والتحدّيات التي تواجه أبناء هذا العهد الجديد، فمليشيا الحوثي تتوعد اليمنيين بمزيد من العنف، حيث قال أحد قياداتها إنهم يعدون "تسع رصاصات لليمنيين مقابل كل رصاصة لإسرائيل وأعوانها"، فهل سيتمكن اليمنيون من الاستفادة من التجربة السورية، والظروف الدولية، التي خلقتها، والسير على خطاها؟ وما الدور الذي سيلعبه المجتمع الدولي في دعم هذه التحولات، وضمان عدم تكرار مآسي الماضي؟

- الظروف تتشابه

يقول المحلل السياسي، الدكتور عبد الوهاب العوج: "ربط التطورات في سوريا بالوضع في اليمن أكثر واقعية، حيث إن الظروف تتشابه بين اليمن وسوريا، لا سيما وأن المجتمع الدولي في اليمن قد وعى وعيا كاملا بمليشيا الحوثي، المدعومة من إيران، مدى تهديدها للملاحة الدولية، وأمن منطقة الخليج العربي، التي تعتبر مهمة جدا كمصدر رئيسي للطاقة على مستوى العالم".

وأضاف: "من الناحية الأخرى، الدول الداعمة، أو التي كانت تدعم الحوثيين، هي نفس الدول التي كانت تدعم النظام في سوريا، فحزب الله وإيران كانا هما الداعمين الرئيسيين للمليشيا الحوثية، منذ نشأتها وحتى الآن، ولهذا تأثُّر الوضع في اليمن سيكون كبيرا؛ نتيجة أن إيران تنكفئ نتيجة ما حدث في لبنان، وما حدث أيضا في سوريا، وما حدث من تصادم مع إسرائيل".

وتابع: "القضية أصبحت أسهل على الأطراف الدولية، والأطراف الإقليمية، من خلال دعم الجهات الداعمة للشرعية للقضاء على المليشيا الحوثية، المهددة للسلم والأمن الإقليمي والدولي؛ لأنها جماعة إرهابية".

وأردف: "مليشيا الحوثي بدأت تصنَّف كجماعة إرهابية تهدد الآخرين، من كثير من الدول، ولهذا نظرنا الآن إلى دول مثل كندا وغيرها صنفتها كجماعة إرهابية، كما حدث في عهد دونالد ترامب".

وزاد: "لا ننسى أيضا أن الرئيس القادم للبيت الأبيض الأمريكي سيدعم الطرف الشرعي، لمواجهة مليشيا الحوثي".

وقال: "نحن بحاجة إلى قيادة تستفيد من هذا الوضع، وتستغل الفرصة، ولا تفوِّتها، ينقصنا توحيد الجبهة العسكرية، وقيادة موحّدة كما حدث في الفصائل المختلفة، التي توحَّدت في سوريا، وهي أكثر من 60 فصيلا".

وأضاف: "نحن في اليمن بحاجة إلى وجود قيادة عسكرية موحّدة، وغرفة عمليات موحّدة لكل الفصائل المسلحة، وللجيش الوطني، لكي ينجِز ما عليه".

- فرصة تاريخية

يقول الصحفي رماح الجبري: "مليشيا الحوثي تتشابه إلى حد كبير مع النظام السوري في الإجرام والتنكيل والدعم والتمويل الإيراني، فغالبية الجرائم، التي اُرتكبت من النظام السوري، ارتكبتها المليشيا الحوثية، مع أننا نتوقع بأن مليشيا الحوثي ارتكبت جرائم أكبر مما ارتكبه النظام السوري".

وأضاف: "هذا التشابه في الإجرام يجعل الشعوب تنتفض ضد هذه المليشيا، فضلا عن أن الطرفين ممولان من قِبل إيران، ويفرضان حالة من القمع والتنكيل بالخصوم، مع الفارق أن مليشيا الحوثي تتعمد التجويع والتنكيل، ومفاقمة الأوضاع الإنسانية؛ لاستثمارها، وتحقيق مكاسب سياسية، مع الفارق الجوهري بالنسبة للوضع السوري".

وتابع: "كل هذا التشابه في الإجرام يجعل الجميع يؤكد أن هذه فرصة تاريخية، ربما لن تتكرر لاستثمار حالة الاحتقان الشعبي، والموجة التفاعلية الكبيرة، لدى الشارع اليمني، والأوضاع في اليمن، للخلاص من المليشيا الحوثية".

تقارير

كيف يمكن تفسير الصمت الدولي تجاه التهديدات الإسرائيلية بتدمير اليمن؟

توعد وزير دفاع الكيان الصهيوني، بشكل سافر، بتدمير صنعاء والحديدة، كما فعلوا في غزة ولبنان، ومر التهديد دون أي إدانة أو تنديد دولي، وبالمقابل تحاول ميليشيا الحوثي، تقديم نفسها كما لو كانت قوة إقليمية، بمواصلة هجماتها في البحر الأحمر غير آبهة بما قد يدفعه الشعب اليمني من ثمن نتيجة لهذا الجنون.

تقارير

قرار مختطف وأطراف قابلة للارتهان.. آفاق السلام أم الحرب؟

بات الحوثي لاعبا رئيسيا على المستويين المحلي والدولي، مستغلا هشاشة الأطراف المناوئة، وتعقيدات المشهد السياسي، فارضا حضوره كقوة مهيمنة في معادلة اليمن المعقّدة، فيما تتصاعد الأزمة ويسعى اليمنيون للحاق بتطورات اللحظة السورية.

تقارير

سقوط الأسد وعقدة الربيع العربي.. لماذا لا ترغب السعودية والإمارات بحسم المعركة في اليمن؟

ليس غريبا أن السعودية والإمارات لم تعملا على توحيد المكونات اليمنية المشتتة تحالفاتها بينهما للتقدم صوب العاصمة صنعاء وإنهاء الانقلاب الحوثي، استغلالا للظروف الإقليمية الراهنة، واستجابة للمطالب الشعبية

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.