تقارير

حريق وانبعاثات خطيرة وتسرّب للوقود في ميناء الحديدة.. التداعيات والمآلات؟

29/07/2024, 09:58:39

لا تزال تداعيات قصف الاحتلال الإسرائيلي لميناء الحديدة مستمرة، حيث انفجر، يوم أمس السبت، أحد خزانات النفط في الميناء، بعد أسبوع من تعرّض الميناء لهجوم إسرائيلي.

وكان طيران الاحتلال قد نفذ هجوما على ميناء الحديدة، ومحطة كهرباء كثيب، وخزانات الوقود، وتسبب في نشوب حريق وإطلاق انبعاثات خطيرة، وتسرّب في الوقود.

مرصد النزاعات والبيئة البريطاني قال إن الحريق والتسربات المرتبطة به ستؤدي إلى انبعاثات خطيرة في الهواء وتلوث أرضي كبير، ومن المحتمل أن يحدث تلوث للبيئة البحرية، التي تواجه تلوثا بفعل هجمات مليشيا الحوثي على السفن في البحر الأحمر، وتسببها في غرق سفن وتسرّب زيوت خطرة في البحر.

- أثر بيئي ملحوظ

يقول أستاذ التقييم البيئي المشارك في جامعة الحديدة، د. عبدالقادر الخراز: "حجم الضرر البيئي للقصف الإسرائيلي على ميناء الحديدة يحتاج إلى تقييم على الأرض، وللأسف حتى الآن لم يكن هناك تقييم على الأرض".

وأضاف: "من خلال حجم خزانات الوقود، وما تحتويه من عشرات الآلاف من اللترات من المحروقات، لا أحد يعرف ما هو هذا الوقود، هل هو بنزين، أم ديزل، أم هو نفط خام؟ وهذه مشكلة كبيرة في المعطيات".

وتابع: "لكن من خلال التتبع والصور، تبيَّن أن هناك ضررا كبيرا جدا، سواء على مستوى الخزانات، أو على مستوى الاحتراق الذي تم، والذي إلى يوم أمس وهناك انفجار لأحد الخزانات، في ظل عدم استطاعة مليشيا الحوثي، إطفاء الحريق".

وأردف: :الأثر البيئي لهذه القصف كبير جدا، وسيظهر، لا سيما وأننا في اليمن كبيئة بحرية وساحلية هي في الأساس متأثرة طوال فترة الحرب".

وزاد: "في الحقيقة نحن نرى اليوم أن السواحل اليمنية أصبحت كأنها مدفن، أو ساحة معركة لدفن كل المخلفات، وحتى المواد الخطرة، والتخلص من السفن، وضرب المنشآت الحيوية والموانئ اليمنية، والمتضرر الأساسي هو الشعب اليمني، وليست مليشيا الحوثي أو أي طرف كان".

وقال: "عندنا وجهة نظر أن هؤلاء هم أولاد عم وفق ادعاءاتهم، حتى إن هناك نكتة في باب اليمن يُنبَّه أي شخص عندما يدخل بأنه حتى إذا شاهد اثنين يتضاربا، أو يتعاركا، لا يدخل بينهما؛ لأن هذا العراك صنعوه ليسرقوا منك جنبيتك أو متاعك:.

وأضاف: "نحن اليوم، سواء الاحتلال الإسرائيلي أو مليشيا الحوثي، -وهي أيضا احتلال لليمن-؛ تسببوا بضرر كبير على اليمن والشعب اليمني، الذين يعتاشون على البيئة البحرية هذه، أما هم ليسوا متضررين".

وتابع: "نحن اليوم لسنا أمام تلوث بيئي بحري فقط، وإنما هناك تلوث هوائي، جراء استهداف الاحتلال الإسرائيلي ميناء الحديدة، وهو تلوث ليس له حدود بل عابر للحدود، خصوصا وأننا في موسم حركات الرياح عالية جدا، وسرعتها عالية، واتجاهاتها مختلفة، من الشمال إلى الجنوب، ومن الشرق إلى الغرب، ومن الغرب إلى الشرق، ولن يتوقف التلوث الهوائي على الحديدة، وإنما ستنتقل إلى محافظات أخرى، وربما إلى خارج اليمن".

ولفت إلى أنه "في حرب الخليج عام 1990م، عندما استهدفت آبار النفط في الكويت، وصلنا التلوث الهوائي منها، وكانت هناك نتيجة في اليمن أمطار حامضية، وكان لها انعكاسات".

- فشل في إطفاء الحريق

يقول الصحفي مصعب عفيف: "إن العدوان الإسرائيلي على الحديدة استهدف الجزء الخاص بمنشآت النفط، وليس ميناء الحديدة، وهذه المنشآت تقع داخل محيط ميناء الحديدة، وبالنسبة لحجم الأضرار، لم تعلن عنها مليشيا الحوثي، رسميا حتى الآن".

وأوضح: "ميناء الحديدة ينقسم إلى قسمين، القسم الخاص التابع لوزارة النقل، هو رصيف السفن والحاويات، وما إلى ذلك، فيما القسم الآخر الذي تعرّض للهجوم هو القسم التابع لوزارة النفط، وفيه خزانات الوقود والغاز".

وأضاف: "وزارة النفط التابعة لمليشيا الحوثي، وكذلك شركة النفط التابعة للحوثيين في الحديدة، لم تعلن رسميا عن الأضرار بشكل كامل، لكن ما تم رصده هو أن 28 خزانا تضررت بشكل كامل، وهذه الخزانات كان البعض منها تحتوي على مادة البنزين، والبعض مليئة بالديزل، وبعضها مليئة بالمازوت الخاص بمحطة كثيب التي تولِّد الكهرباء لمدينة الحديدة، التي هي أيضا تعرّضت للقصف الإسرائيلي، وبعض الخزانات كانت أيضا مخصصة لوقود الطائرات".

وتابع: "انفجار خزانين اثنين للمشتقات النفطية، بعد مرور أسبوع كامل من الهجوم، هو نتيجة للفشل في احتواء الحريق وإخماده".

وأردف: "عملية الإطفاء، التي تحدث في ثاني أهم موانئ اليمن، تقوم بها شركات تجارية، كمسؤولية أخلاقية، حيث إن عملية الإطفاء، التي تتم في ميناء الحديدة، تتم بجهود فِرق تابعة لشركات "إخوان ثابت"، وشركات بيت هائل سعيد، بينما الدفاع المدني في الحديدة لا يمتلك الإمكانيات الكافية، لإطفاء حريق بهذا الحجم، فقط يشارك بفِرق بسيطة بحسب إمكانياته".

وأشار إلى أن "بعض السكان، خصوصا في حي البيضاء القريب من الميناء، اضطروا إلى النزوج، نتيجة الشائعات، والخوف والقلق، بسبب الانفجار العنيف لخزانات الغاز".

تقارير

تواطؤ أممي وتحايل حوثي.. كيف تحولت "نوتيكا" إلى منصة لتهريب النفط وتمويل الحرب؟

كانت السفينة «صافر» العائمة قرب سواحل اليمن في البحر الأحمر تُعد قنبلة موقوتة، لكن بفضل الأمم المتحدة، تحولت إلى قنبلتين، وفوق ذلك أصبحت أداة جديدة لتعزيز اقتصاد ميليشيا الحوثي الحربي، ووسيلة لتربّح الموظفين الأمميين، ومحطة لعبور النفط الإيراني والروسي المهرّب.

تقارير

كيف استلهم الحوثيون مساوئ الطائفية في إيران وبعض الدول العربية؟

بعد استكمال سيطرتها على المساجد في المدن الرئيسية وإغلاق مراكز تحفيظ القرآن الكريم فيها، بدأت مليشيا الحوثيين حملة ممنهجة للسيطرة على المساجد وإغلاق مدارس تحفيظ القرآن في المدن الثانوية والأرياف النائية، ويتخلل ذلك حملات قمع وترويع واعتقالات، مثل قتل أحد أبرز معلمي القرآن في محافظة ريمة، الشيخ صالح حنتوس، والسيطرة على عدد من المساجد في بعض أرياف محافظة إب بعد طرد أئمتها أو اعتقالهم، وتنفيذ حملات اعتقال واسعة في المحافظة ذاتها، وامتداد هذه الحملة إلى محافظة البيضاء، وقد تتسع في الأيام المقبلة لتشمل مناطق أخرى تسيطر عليها المليشيا.

تقارير

سبع سنوات من العجز.. هل تحولت "أونمها" إلى غطاء أممي للحوثيين؟

رغم فشلها الذريع في أداء مهامها طوال أكثر من سبع سنوات، صوّت مجلس الأمن الدولي، اليوم الاثنين، على تمديد ولاية بعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة (أونمها) حتى 28 يناير 2026، ما اعتبره مسؤولون يمنيون ومراقبون بمثابة "شرعنة أممية للعبث الحوثي"، وتكريس لوضع شاذ يخدم المليشيا على حساب المدنيين والدّولة اليمنية.

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.