تقارير
حمة صرار البيضاء.. أين وصلت جهود الوساطة القبلية وما الخيارات أمام القبائل؟
تواصل الوساطة القبلية في محافظة البيضاء محاولات نزع فتيل التوتر والحرب، رغم تعنت ميليشيا الحوثي، وإصرارها على اقتحام قرية "حمة الصرار" في قيفة بمدينة ردع.
مصادر محلية قالت لقناة بلقيس إن ثمة بوادر لإنهاء الحصار العسكري على قرية "حمة الصرار" على أن يتم تسليم بعض الأشخاص لميليشيا الحوثي والسماح بتصوير أبناء القرية وهم يعلنون ولائهم لزعيم الميليشيا.
الحشد العسكري الكبير ضد قرية صغيرة يكشف تمادي الميليشيا في البطش والتنكيل باليمنيين وإخضاعهم بالقوة.
تأتي هذه الانتهاكات على خلفية مقتل مواطنين اثنين من قرية "حمة الصرار" بمحافظة البيضاء على يد مسلحين حوثيين في إحدى النقاط المستحدثة. وبعد اشتباك القبائل مع عناصر الميليشيا في وقت لاحق ومقتل أربعة مسلحين حوثيين، عملت الميليشيا على التجييش لحصار القرية والمطالبة بتسليم سبعة أشخاص من أبنائها.
بداية انفراجة
يقول الصحفي والناشط الحقوقي ناصر علي الصانع، إن آخر التطورات تتعلق بأننا نعول كثيرا على جهود الوساطة القبلية التي تبذل جهود كبيرة مشكورين عليها، لاحتواء الموقف من أن يتوسع أكثر، ومن أجل نزع فتيل المواجهة التي لن تكون في صالح أحد.
وأضاف: كانت هناك بداية انفراجة، واستبشر الناس كثيرا بأن الوساطة بدأت تصل إلى حلول، من أجل نزع فتيل المواجهة، ومن ضمن الاتفاقات أن يتم تسليم عدد من الأسماء، وتجاوبت القبيلة مع هذا المطلب كإبداء مرونة في التعاطي مع الأحداث واحتواء الموقف، وهذا موقف يحسب لأبناء قرية حمة صرار وأيضا للوساطة القبلية.
وتابع: جرى الاتفاق على بعض الأسماء، وبالفعل تم تسليم بعض الأسماء، واشترطت ميليشيا الحوثي شروط إضافية وتم التعامل معها، وتم الاتفاق على أن ترفع الحملة العسكرية الحوثية، وهم في هذه الأثناء، يتفاوضون في أن ترتفع الحملة، وكل ما جلبته ميليشيا الحوثي من معدات عسكرية وآلية ودبابات إلى محيط القرية.
وأوضح، في الحقيقة لا يوجد هناك أسرى بين الطرفين، ولا يوجد هناك أصلا حتى مقاتلين من أبناء القرية، ولا يوجد حتى أصلا مسمى مسلحين، فهي قبيلة مدنية، قرية مدنية، شأنها شأن كل القرى اليمنية وكل قرى ومناطق محافظة البيضاء.
وأردف: في مسألة من كان له علاقة بالقتل ومن ليس له علاقة بالقتل، فمسلحي ميليشيا الحوثي هم الذين بدأوا بإطلاق النار وقتلوا أحد المواطنين وأصابوا الآخر، وهذه الحادثة جاءت بعد أيام من قيام ميليشيا الحوثي بقتل شخصين من نفس القبيلة.
وزاد: ميليشيا الحوثي استفزت أبناء القبيلة، وكان تصرف أبناء القبيلة، تصرفا غير منظم، وغير مرتب، وإنما جاء في إطار الدفاع عن النفس، وجاء في اطار ردة فعل قد تحصل في أي منطقة من مناطق اليمن.
رسالة قهرية للبيضاء
يقول الخبير في الشؤون السياسية والعسكرية العميد عبد الرحمن الربيعي، إن ما تسعى إليه ميليشيا الحوثي، من خلال الحشد العسكري الهائل على قرية مسالمة تكاد هذه القرية "قرية حمة صرار"، أن تكون أكثر قرى البيضاء تجنح للسلم.
وأوضح، أن الحادث أصلا من أساسه، هي قضية جنائية في الأساس، قضية جنائية، وليس هناك حالة تمرد، وإنما هناك مواطنين عاديين يحملون بنادق في مواجهة حملة عسكرية مدججة بالأسلحة الثقيلة وبالدبابات وبالمدفعية وبالطائرات المسيرة.
وأضاف: رغم إنه هناك مساعي بذلت كما أشار إليها الأخ ناصر، ورغم أنها قضية جنائية، لكن مليشيا الحوثي تسعى أصلا إلى عمل استفزازي للبيضاء، كل البيضاء لأهمية هذه المحافظة من الناحية الجغرافية، ومن الناحية السياسية، ويجب علينا أن لا نقبل هذا الموضوع.
وتابع: ميليشيا الحوثي، تريد أن توصل رسالة قهرية، رسالة تحت القوة، رسالة تستخدم فيها وسائل التدمير. لمواطنين مسالمين انصاعوا لكل المساعي.
وأردف: هناك مساعي تبذل من قبل الشيخ علي فاضل الجبري، هذا يعد من افضل مشائخ قيفة -اذا لم يكن من مشائخ البيضاء-، من الناحية الإنسانية والأخلاقية ومساعيه السلمية، واستجاب لكل متطلبات الميليشيا، من حد تسليم الأشخاص والأفراد، لكن كلما توصلت إلى حل أو بمعنى تسليم بعض الأشخاص، كلما تجددت مطالب الحوثيين، والقصد الأساسي هنا هو اقتحام القرية وتدميرها، والتنكيل بمواطنيها.
وزاد: عندما يدركون أهل البيضاء جميعا، وهي محافظة لها خصوصية عند كل الأطراف سواء كان الحوثيون أو الشرعية أو بالإجمال، الوطن كله، فهي من الناحية الجغرافية والسياسية، أكبر من مساحة لبنان بقرابة 11100 كيلو، وسكانها قرابة 800,000 نسمة، ولها حدود إدارية مع حوالي ثمان محافظات، وهنا تكون الأهمية من الناحية الجغرافية والسياسية.
وقال: أيضا لا ننسى أن البيضاء كان لها دور مبكر في مكافحة الإمامة، ومشاريعها منذ العام 1926 إلى اليوم، وهناك حوادث كثيرة حدثت في البيضاء سواء بالصومعة، أو في آل حميقان أو في مدينة رداع أو في الزاهر، أو في مناطق عدة.
وأضاف: أمام هذا الحادث الجنائي، حشدت ميليشيا الحوثي، هذه القوة العسكرية الكبيرة، الغرض منها هو أيصال رسالة لعموم محافظة البيضاء
وتابع: هناك مساعي تبذل، وهناك شيخ مضمون عند كل الأطراف، يسعى لتجنيب القرية، لأن القرية لا تمتلك الوسائل والأدوات التي تستطيع أن تقف أمام تغول الحوثي.
وأردف: السؤال الآن الذي يطرح نفسه، هو ما هو دور الشرعية في مطالبة الأمم المتحدة، والمبعوث الدولي، وكل المؤسسات الإنسانية، أمام هذا التغول الحوثي، وأمام قرية بسيطة جدا، وناس مسالمين، لا يمتلكون أي وسائل للدفاع حتى عن أنفسهم، باستثناء بنادق الكلاشنكوف.