تقارير
"حيث الإنسان".. بطل الجمهورية لكمال الأجسام يعود إلى مهنته بعد 14 عاما
منذ العام 2001م، وحتى العام 2014م، كانت الجماهير تهتف باسمه في المدرجات، وكان عليه أن يذهب كل يوم نحو بحر العرب للصيد، هذا هو بطل قصة برنامج "حيث الإنسان"، الذي تدعمه وتموّله مؤسسة "توكل كرمان"، في حلقته الثانية عشرة.
"مهدي بازومح" - من أبناء حضرموت- كان عند الصيادين واحدا منهم، أما عند الرياضيين فقد كان بطلهم، حيث توِّج ببطولات الجمهورية في رياضة كمال الأجسام، لمرات عديدة، وتنقّل بين مختلف المناطق والفئات العمرية، إلا أنه لم يتوقف يوما عن سعيه، ولم ينصت كثيرا لماضيه أو أمجاده، بل تعامل مع كل مرحلة كما هي، وليس كما يريد.
هذه القصة تمثل تجربة إنسانية لبطل عصامي مختلف، وهو ما يهدف إليه برنامج "حيث الإنسان"، وما يدفع بفريق البرنامج صوب عوالم جديدة من الإنسانية، يتعرفون من خلالها على تجارب مختلفة وملهمة.
- العودة إلى الحلم
لا تزال الرياضة تعانق قلب مهدي، ولا يزال يحلم بالعودة، رغم الظروف، التي واجهها، وانقطاعه عن التمارين، لمدة 14 عاما، وعمله في قارب صيد؛ للوفاء بالتزاماته تجاه أسرته، لكنه بحاجة إلى من يقف معه ويدعمه.
وبينما يواصل مهدي التزامه تجاه أسرته، ومتطلبات الحياة، أخذ فريق برنامج "حيث الإنسان" حلم مهدي، وطاف به أرجاء المدينة؛ بحثا عن موقع مناسب"، وعن الآلات التي تحتاجها صالة رياضية جديدة.
تمكن فريق برنامج "حيث الإنسان" من الحصول على المكان المناسب، وبدأت أعمال تجهيز صالة رياضية ارتفع فيها اسم مهدي، ليتمكن من تدريب أبطال جدد، وتكون مصدر دخل ثابتا له، وعونا للرياضيين.
يقول مدرب مهدي سابقا، الكابتن حاج بامقنع، إن مهدي ظل بطلا لحضرموت، وبطلا لليمن، بلا منازع لأطول فترة ممكنة، ومثل هذا البطل الذي صنع نفسه في ظروف صعبة دون مساعدة أحد، ويفرض نفسه، هذا أمر كبير جدا، ونعمة من نعم الرحمن.
ويضيف، "اليوم، بافتتاح الصالة الرياضية، باسم الكابتن مهدي، هو تكريم عظيم من مؤسسة توكل كرمان، عبر برنامج حيث الإنسان، يعيد الحياة وبث الروح فيه".
يعود مهدي إلى الرياضة مجددا، معبّرا عن سعادته وفرحته، بالشكر لمؤسسة توكل كرمان، وفريق برنامج "حيث الإنسان"، على ما قدموه له، وتحقيق حلمه الذي وصل إليه، أخيرا.
- بدايات مهدي
يقول مهدي: "أنا بدايتي في كمال الأجسام دخلت وجسمي كان قابلا للعبة، حيث تمرنت ثلاثة أشهر فقط، وحققت بطولة جمهورية، وهي بطولة ليست سهلة، شارك فيها بطل جمهورية، وبطل عربي، نافست وفزت بجدارة".
ويشير إلى أن العمل في البحر جعل جسمه أفضل، والعمل في الصيد جعله أقوى، إلى أن جعله بطلا للجمهورية.
ويضيف: "حبينا البحر من آبائنا عندما كنا صغارا، نركب المركب معهم لأماكن قريبة، وكان عشقا قويا، فعندما كنا نخرج من المدرسة نجلس في الشاطئ ننتظر آباءنا ونسبح، وعندما كبرنا قليلا ذهبنا للعمل في البحر".
ويتابع: "البحر كان جميلا، والعمل فيه كان في أي وقت، والأوضاع كانت رخيصة، وسعر البترول مناسب، وأسعار المواد الغذائية مناسبة، غير الأوضاع الآن".
عبدالله باخطيب -أحد أصدقاء مهدي- يقول: "إن الكابتن مهدي كان بطلا، وخلال فترة البطولات، التي كانت تقام في صنعاء وعدن، كان يشترك فيها ويحقق المراكز الأولى".
ويضيف: "أتذكر في استعداده للبطولة، واستخدام الصبغة للجسم التي يستعملونها، هو كان لا يستخدمها، ويستخدم فقط زيتا خفيفا لجسمه، وليست صبغة، ومع ذلك يحقق مراكز قوية، وكان جسمه مفصلا، وعنده عمق عضلي".
توقف مهدي عن الذهاب في رحلات الصيد، يعني أن أسرته ستحتاج إلى الكثير من المستلزمات، التي تعجز الرياضة عن توفيرها، وهو يحاول أن يمنع حدوث ذلك، مع حرصه على التدريب المستمر، قاصدا إحدى الصالات الرياضية الموجودة في المدينة، حتى لا يذهب كل ماضيه فجأ.
يقول مهدي إن عدم استمراره في الرياضة يأتي بسبب الظروف المادية الصعبة، وعدم قدرته على الموافقة بين تغذيته وتغذية أهل بيته، إلى جانب ضغط العمل، وضرورته وعدم إيجاد وقت للتمرين.
ويضيف: "الوقت يختلف، خصوصا وأننا نتحمل التكاليف من جيوبنا، ونفقتنا الخاصة، وحبنا للعبة هو من جعلنا متمسكين فيها، ولدينا الرغبة والحماس، ولدينا جمهور، لكن بعد هذه الظروف الصعبة توقفنا عن اللعبة، والآن أصبحت ذكريات حلوة".