تقارير

"حيث الإنسان" يفتح مشروعا لشاب "أصم أبكم" يزيِّن شوارع مدينته بإمكانات بسيطة

31/03/2024, 18:29:56

سافر فريق برنامج "حيث الإنسان" إلى مديرية "روضة السلام" في محافظة شبوة للبحث عن شاب يُدعى "ياسر باحاج"، يرى الناس رسوماته ولوحاته ولا يعرفون عنه الكثير.

وُلد ياسر في قرية "الرحبة" بمديرية "الروضة" في شبوة، التي عُرفت باسم "روضة السلام"، عقب الكثير من الصراعات، التي طالت البلدات المجاورة، ولم تطلها.

لدى الشاب "ياسر" موهبة يتمسك بها جيدا، وهي من جعلت له حضورا واسعا بين زملائه في المدرسة، التي التحق بها، والخاصة بفئته، حيث ينتمي إلى فئة الصم والبُكم، منذ طفولته، ورغم ذلك يحب التعبير عن نفسه، بعد أن التحق بمدرسة في مدينة عتق مركز محافظة شبوة.

في حديثه لبرنامج "حيث الإنسان"، مستخدما لغة الإشارة، يقول ياسر باحاج إن في المدرسة، التي التحق فيها، جميعهم "صم بكم" من جمعية المعاقين، ويوجد فيها مجموعة من المعلمين والطلاب.

وأضاف: "تعلمت الكتابة من المعلمين، واستمررت في تعلم الكتابة قرابة 4 سنوات، إلى أن انتهيت من مرحلة تعلم الكتابة، الحمد لله، وتعلمت لغة الإشارة، وفهمتها جيدا".

ياسر لا يذهب بعيدا، ومنذ طفولته، كان له رفيق يسير إلى جواره دائما، حين يختار مسافة خارج بلدته، إذ يقول: "أنا من قرية الرحبة الريفية، ونشأت بين إخواني التسعة، وكان والدي هو رفيقي، وكنت أذهب معه دائما من منطقتنا إلى مدينة عتق، وكبرت وتعلمت، ثم مات والدي -رحمة الله عليه".

- الخطوات الأولى

بدأ فريق "حيث الإنسان" بخطواته العملية، حيث تم الجلوس مع ياسر، وفهم الكثير منه، وكيف يجري عمله، دون أن يفصح له عن المشروع الذي يعد لأجله، وقد ساعد قريبون منه في ترجمة كلماته، وكان يشرح بحماس كيف يسيّر عمله، وكيف جعل من الكتابة، التي تعلمها، طوق نجاة له ولمن حوله، وقدّم فكرة عن البداية التي جعلته يختار الرسم والألوان طريقا للتعبير عن نفسه وعن الآخرين.

تسيطر البيئة المحلية على رسومات ياسر، إذ يحوّل ما يراه إلى لوحات، كل من يشاهدها يعرف أنها لياسر، كما أنه لم يكتفِ بالتقيّد بالورقة والقلم، بل تابع الجديد في عالم الرسم، وبدأ مرحلة مختلفة.

يروي "ياسر" بداياته في الرسم بقوله: "زمان، وأنا صغير، كنت أشاهد التلفاز، وأتأمل في الرسومات، وكيفية الرسم، وبعد مراحل من المتابعة، سألت نفسي لماذا لا أجرب الرسم؟ حاولت، لكن البداية كانت صعبة، وفشلت في المرات الأولى، لكن بعد محاولات عدة بدأت أجيده، فأخذت كراستين وبدأت أرسم عليهما، بعد ذلك انتقلت للتصميم بالجوال، حتى تطورت بهذه الطريقة، والآن أتقنت الرسم".

وأضاف: "المحافظ، قبل فترة طويلة، أعطاني لابتوب قبل موته، واستخدمته لفترة، لكني نسيت الكيفية، فحاولت أن أتعلم، وأتابع خطوات الاستخدام عبر الجوال، إلى أن تمكنت وفهمت كل شيء".

وتابع: "كل يوم كنت أطبق ما تعلمته حتى تطورت عن أول عام، واستمررت في العام الثاني والثالث والرابع، حتى أصبحت الآن أعمل على اللابتوب، في التصميم ورسم الشخصيات التلفزيونية، ورسومات الحيوانات، وهذا العام بدأت أعمل في الطباعة، والحمد لله".

وحتى لا تبقى أعمال "ياسر" حبيسة جهازه، قام بنشرها على حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تابعه الآلاف، ممن يعرفون رسوماته، ولا يعرفون أنه غير قادر على سماع الانطباعات حولها.

يواصل "ياسر حديثه" مستخدما لغة الإشارة: "كنت أشاهد الرسم بالطلاء، في مدينة عتق، على المنازل والمحلات التجارية، فكنت أتعلم الرسم من خلال تلك الرسومات، وبعد ذلك بدأت بالعمل".

وبالإضافة إلى رسوماته، التي تشاهد تحت ضوء الشمس، هناك من يختار أن تزيِّن رسومات "ياسر" جدران منازلهم، أو أسطحها، حتى تكون حاضرة معهم على الدوام.

بعد ذلك الاجتماع، الذي ربما نسي ياسر تفاصيل ما جرى فيه، واصل طاقم "حيث الإنسان" العمل لإنجاز مشروع خاص برسَّام المدينة، التي تزيِّن أعماله الكثير من المحال التجارية والخدمية، فتم إخباره عن المشروع الذي سيبدأ العمل فيه منذ هذه اللحظة، وفيه ستجتمع جميع المواد التي يحتاج إليها، للعمل.

كثيرا ما كتب "ياسر" أسماء المتاجر في المدينة، وكثيرا ما وضعت رسوماته عند مداخل المحلات، لكنها المرة الأولى التي يكتب فيها اسما لمحل خاص به، وليس للآخرين، يكتبه كي يراه دائما، كي يرى الناس الطريق إليه، في مكان واحد سيُعرف باسم "ياسر باحاج".

تقارير

"قصر حبشوش".. أبرز مَعَالم الحيَّ اليهودي في صنعاء يتحوّل إلى خرابة

على مقربة من البوابة الشرقية لحيّ اليهود، تظل مظاهر الخراب شاهدةً على انهيار وزوال قصر المؤرخ اليهودي اليمني "حاييم" حبشوش، تاجر الذهب والفضة الشهير، الذي عاش في الفترة ما بين 1833 ـ 1899م، وباعتباره شخصية مثقفة ومقرباً من السلطة آنذاك.

تقارير

كيف عملت السعودية على تقديم اليمن بلا ثمن لإيران وأدواتها؟

منذ ليلة السابع من أبريل من العام 2022م، لم يعد المشهد السياسي اليمني واضح المعالم، بل تدرّج نحو اندثار الصَّف الوطني، وخفوت صوت السيادة اليمنية، وذلك عبر وثيقة صدرت في القصر الملكي السعودي، مُبطلة معها عمل الدستور اليمني، ومشكلة مجلس العَار -كما يسميه الشعب اليمني هذه الأيام.

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.